الجزائر

تحذير من مقايضة القضية بمساعدات إنسانية



حذرت حكومة الوفاق الفلسطينية، أمس، حركة المقاومة الإسلامية «حماس» من مسايرة ما أسمتها بالمؤامرات والمخططات الرامية إلى مقايضة القضية الفلسطينية وثوابتها وتحويلها إلى مجرد قضية إنسانية مقابل الحصول على وعود لتخفيف الحصار المفروض على سكان قطاع غزة.وخرجت السلطة الفلسطينية في رام الله، أمس، عن صمتها إزاء الاتصالات السرية التي يروج أن حركة حماس تجريها مع الكيان الإسرائيلي عبر وسطاء مصريين من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة مقابل تخفيف الحصار الإسرائيلي على قرابة 2 مليون فلسطيني.
وعكس مضمون بيان حكومة رامي الحمد الله الحاد اللهجة تجاه حركة حماس تذمرها من تجاهل دورها في ترتيبات أمنية تخص الشعب الفلسطيني بعد تسريب معلومات حول اتصالات تتم منذ عدة أيام عبر وسطاء أمميين ومصريين من أجل التوصل إلى هدنة بين فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي.
وجاء الكشف عن هذه الاتصالات بعد التصعيد العسكري الإسرائيلي الأخير ضد سكان قطاع غزة والذي كاد أن يدفع بالوضع إلى حرب مفتوحة جديدة بين وحدات الجيش الإسرائيلي ومقاتلي مختلف فصائل المقاومة في هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية.
ووجدت حكومة الوزير الأول الإسرائيلي نفسها مرغمة على البحث عن مخرج من هذا التصعيد من خلال التوصل إلى هدنة جديدة، بعد أن عجزت كل الوسائل التي استعملتها لوقف الطائرات الورقية الحارقة التي أتلفت مئات الهكتارات من مزارع المستوطنين في جنوب الكيان المحتل.
ورغم استمرار هذه المحادثات السرية إلا أن ذلك لم يمنع الغزاويين من مواصلة مسيرة العودة التي بدأوها في 30 مارس الماضي تعبيرا منهم عن رفضهم المساومة بحقهم في العودة إلى أراضيهم المحتلة. وهو الحق الذي تسعى إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب الى طمسه ضمن ما أصبح يعرف ب»صفقة القرن» التي تريد فرضها على الفلسطينيين والتي ترهن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين المقدر عددهم بأكثر من 5 ملايين لاجئ ومحاولة حصر عددهم في 40 ألفا فقط.
وأكدت الهيئة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار في قطاع غزة أنها لن توقف مسيراتها للتأكيد على حق العودة وأيضا رفضها لكل «حلول مجزأة» للقضية الفلسطينية، حيث دعت إلى مسيرة ضخمة بعد غد الجمعة تحت شعار «لغزة الحرية والحياة».
وحذر البيان من الترويج «لإشاعات مغرضة يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي لضرب مسيرات العودة بهدف إحباط الجماهير وإبعادهم عن المشاركة الجماهيرية تحت عناوين مشاريع وتسويات واتفاقات ومبادرات ليس لها أي أساس حقيقي يمكن اعتباره إطار صالح للحوار حوله.
يذكر أن هذه المسيرات المطلبية خلفت طيلة الخمسة أشهر الأخير سقوط 160 شهيدا بعد سقوط شهيدين أمس في قصف جوي على قطاع غزة وإصابة أكثر من 17 ألفا آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)