الجزائر

بكالوريا قبل أشهر... عمود أفقي




بكالوريا قبل أشهر... عمود أفقي
يبحث الجميع عن شيء واحد وعلامات التضامن بادية عليهم قال أحدهم على الرغم من ذلك:
- أي عادة جديدة هذه من الضروري أن يحتفلوا الآن؟
فكرت جارة بعيدة بخبث:
- لن يجدوا شيئا على مقاسه إنه بحجم طفل لن يصبح أنيقا مهما حاول أن يبدو كذلك.
ركض صديق إلى خزانته وراح يدعبس فيها بإصرار بحثا عن ربطة عنق جميلة، وحاول أن يجمع ما قد يبدو طقما رجاليا فخم استرجع كل المناسبات والأعراس التي كان عليه أن يبدو أنيقا فيها، فكر أن يشارك صديقه أمرا لم يتح له أن يجربه يوما.
المناسبة: ”احتفالات 100 يوم قبل اجتياز البكالوريا”
فيما مضى كانت هذه الاحتفالات تقام حصريا في ثانوية ديكارت ببعض الدعابات عند الخروج من الثانوية أما الآن فقد أصبحت هذه الاحتفالات تقام في كل الثانويات ويخصص لها يوم تتوقف فيه الدروس يرتدي المترشحون لهذا الامتحان الخطير الشهير أجمل ما يمكن أن يحصلو عليه في هذا اليوم، يمكنهم أن يفعلوا ما يشاؤون دون أن تطالهم عقوبات الإدارة لأن الجد سيبدأ بعد هذا اليوم في اليوم 101 بالضبط.
قبل أيام...
”وزارة التربية والتعليم ترضخ لطلبات تلاميذ البكالوريا وتحدد عتبة البكالوريا ”عتبة البكالوريا؟ مصطلح جديد، لم يكن على أيامنا هذه الكلمة ”العتبة” لمن لا يعرفها من العباد ”القدم” أمثالي هي تاريخ متفق عليه والذي حدد هذه السنة بالثاني من شهر ماي وفقا لهذا التاريخ تحدد أسئلة البكالوريا، إذ أنها لن تخرج عن الدروس التي قدمت داخل الأقسام قبل هذا التاريخ كان الأمر ليبدو منطقيا لولا علمنا بكم، الاحتجاجات والإضرابات التي عرفها الموسم الدراسي والتي ستجعل البرنامج فقيرا الى درجة كبيرة تصوروا معي جيلا لن يعرف عن تصدع المعسكر الشيوعي ولا عن النظام الدولي الجديد يا إلهي كم أنا ”قديمة” لابد أنهم ما عادو يدرسون هكذا مواضيع، على كل لا تقلقوا يا أعزائي التلاميذ ثمة من الجرائد والمواقع حتى الرسمية ما يمكنه أن يضع البكالوريا بين أيديكم توقعات الأسئلة مواضيع محلولة اقتراحات لفك المسائل المستعصية صدقوني حتى الوراثة لن تعجزكم.
قبل سنوات...
قبل سنوات كانت نسب النجاح في البكالوريا لا تتجاوز 20 بالمئة في أحسن الأحوال، حمدا لله لقد ارتفعت النسبة في السنوات الأخيرة أضعافا مضاعفة وأصبحنا نسمع عن معدلات 18 من 20 بل و19 من 20 أيضا، هل أصبحت الجزائر تنتج العباقرة؟ أم أن إصلاحات القطاع كان لها أثر سحري على أجيال الجزائر؟ لو كان الأمر كذلك لماذا لم يقم القطاع بهذه الإصلاحات من زمان بدل أن يحرم أجيالا من التمتع بحمل البكالوريا وجعلها حلما لم يكن في متناول الجميع؟ أم أن البكالوريا صارت نسبة نجاح ”يحاسب بها الوزير”؟
فلاش باك...
أمي كانت تقول من أراد منكم أن يجعلني ملكة على العرش فليأتني بالبكالوريا، لا أذكر فرحا في بيتنا كذلك اليوم الذي نالت فيه شقيقتي الكبرى البكالوريا أبي صار سيد زمانه والجميع يهنئه، أيه بكالوريا...
حنان بوخلالة


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)