الجزائر

بصمة جزائرية بهندسة دبلوماسية



بصمة جزائرية بهندسة دبلوماسية
إن كانت النظرة المستقبلية التي تنادي بها الجزائر لا تخرج عن شعار العيش بسلام وخلق ثروة نظيفة بديلة والدفاع عن حقوق الشعوب في العالم ، فان السياسة الخارجية تتجه نحو النهوض بالقارة السمراء في الميادين السياسية والاقتصادية والتجارية والصناعية أمام ما تكتنزه إفريقيا من مؤهلات طبيعية وثروات نفيسة كانت منذ القدم محل أطماع القوات الاستعمارية . بخط هندسي واضح المعالم اختارت السياسة الخارجية اليوم شق مسار المعابر والمسالك الضامنة لصوت إفريقي موحد في الاجتماعات التي تعقدها بشكل دوري سواء باسم الاتحاد الإفريقي أو الجامعة العربية ، أو الهيئات واللجان الفرعية الأخرى ، أو من خلال الرحلات الدبلوماسية المنظمة التي تبرمجها بشكل دوري نحو جيرانها بالضفة الأخرى بسرعة قياسية لا تحتمل التراجع والتماطل ولا حتى المراوغة . وبإجماع مطلق وتوافق كامل ما بلغته الجزائر من انجازات متكاملة الأبعاد بمعطيات وأرضية بيانات متينة عجّل بإلغاء كل القيود الخارجية وتجاوز عقبة السكون والانسداد الدولي والارتقاء إلى مرتبة وسيط ومناضل بدرجات عالية في المحافل الدولية والهيئات العالمية ، داست فيها على زر الهندسة الجيّدة لسياسة خارجية صلبة تستلهم أفكارها ومشاريعها من خارطة عمل مضبوطة ومدروسة بشكل دقيق مستقاة من حنكة جزائرية محضة. ولا يتوقف قطار الإصلاحات عند عربة الشراكات والعلاقات الثنائية التي تبرمها بشكل متواصل مع نظرائها من أجل تنمية مستدامة لا تتأثر بالهزات الارتدادية والهجمات الخارجية ، بل يواصل القطار ركوب موجة التغيير والتجديد اللا مشروط على المستويين العربي والإفريقي بحكم المحطات التي تجمعه بالأطراف الفاعلة الأخرى حتى يرفع من ميزان مبادلاته الدولية الثنائية منها أو المنضوية تحت لواء التكتلات والمجمعات الاقتصادية الكبرى ويختزل المسافة الطويلة للوصول في آخر المطاف إلى المحطة الصحيحة الأثقل وزنا من سابقتها . وتستمر المساعي الجزائرية والجهود الدبلوماسية لكسر شوكة البروباغندا الدولية لتجاوز الأزمات السياسية والأمنية والعواصف الهوجاء التي حاولت مرارا ضرب استقرارها والإخلال بتوازنها وتشويه صورتها كدولة قانون تعمل وتلتزم فعليا بصون مبدأ حرية المعتقد ، وفق الالتزامات الدولية ونصوصها الدستورية التي تفرض وترّسم منظومة أخلاقية إنسانية مشتركة بمفهومها الواسع والأوسع بعيدا عن أنواع الحقد والضغينة ، وفي كنف حسن الجوار والعطاء المتبادل غير المحدود بين مختلف الفئات الفاعلة .
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)