الجزائر

بابا الفاتيكان: رسالة سلام للعالم تحت سماء الجزائر




اعتبر البابا فرانسوا بابا الفاتيكان أمس، احتضان الجزائر لمراسم تطويب الرهبان المغتالين سنوات التسعينات "رسالة سلام ومحبة وصداقة تحت سماء الجزائر للعالم أجمع". وأثنى بالمناسبة على جهود السلطات الجزائرية التي ساهمت في إنجاح تطويب الرهبان وعلى رأسها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، مؤكدا الحرص الكبير للجزائر على تحقيق سبل العيش معا في سلام، من خلال احتضانها للتظاهرة.وشهدت كنيسة السيدة "النجاة" (سانتا كروز) بأعالي جبل المرجاجو بولاية وهران أمس، تطويب 19 راهبا، من بينهم الرهبان السبعة الذين اغتيلوا خلال المأساة الوطنية، في مراسم حضرها وزير الشؤون الدينية والأوقاف والكاردينال جيوفاني أنجيلو بيتشيو عميد مجمع القديسين، ممثلا عن بابا الفاتيكان، إلى جانب سفير الاتحاد الأوروبي وسفراء 9 دول أوروبية بالجزائر.
وقد تميزت المراسم التي حضرها نحو 1000 شخص من معتنقي الديانة المسيحية قراءة رسالة بابا الفاتيكان فرانسوا، التي أكد من خلالها بأن "احتضان الجزائر للمناسبة تعد فرصة لتضميد جروح الماضي وتسطير ديناميكية جديدة في الاعتراف والعيش في سلام " وأضاف البابا" كلي عرفان للسيد رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية السيد عبد العزيز بوتفليقة وكل معاونيه الذين سهلوا مهمة تنظيم هذه التظاهرة فوق الأرض الجزائرية لتطويب الرهبان"، معربا عن امتنانه للشعب الجزائري "الذي عرف مآسي خلال الأزمة الاجتماعية أواخر القرن الماضي".
وأضاف البابا يقول إن "كاثوليك الجزائر جاءوا لإحياء ذكرى الرهبان ومعهم ذكرى كل أبناء الجزائر وبناته الذين كانوا ضحية نفس العنف، مدافعين عن معتقداتهم ومواطنتهم فوق هذه الأرض"، مشيرا في سياق متصل إلى أن "العيش معا في سلام وتطويب أخواتنا وإخواننا، يؤكد بأن الكنيسة تريد مواصلة الحوار والمصالحة والصداقة"، قبل أن يختم رسالته بالقول "نعتقد بأن هذه التظاهرة التي تعقد بأرضكم ترسم معالم كبيرة للصداقة فوق سماء الجزائر وهي رسالة للعالم أجمع".
وشهد اليوم الثاني من مراسم تطويب الرهبان زيارة المسجد القطب عبد الحميد ابن باديس بوهران، والتي تم خلالها جمع عائلات الرهبان المغتالين بالجزائر بعائلات بعض الأئمة من شهداء المأساة الوطنية، في وقت قام فيه وزير الشؤون الدينية والأوقاف رفقة الكاردينال جيوفاني أنجيلو بيتشيو بالاستماع إلى آيات من القرآن الكريم تحت قبة مسجد عبد الحميد ابن باديس في جو روحاني متميز جمع بين أبناء الديانتين.
وقد أكد عدد من أسر الرهبان الذين حضروا عملية التطويب، أن احتضان الجزائر للمراسم دليل على أبنائهم الذين رفضوا مغادرة الجزائر كانوا على صواب بخصوص سماحة الشعب الجزائري وتقبله للآخر. فيما اعتبر رئيس الكنيسة الكاثوليكية بالجزائر المناسبة، فرصة لتضميد الجراح والنظر للمستقبل ضمن المصالحة الوطنية التي بادر بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.

فرنسا تعرب عن امتنانها للجزائر
أعربت فرنسا عن امتنانها للجزائر على احتضانها مراسم تطويب الرهبان 19 للكنسية الكاثوليكية بالجزائر ضحايا الإرهاب، مشيرة إلى أن ذلك سيشكل فرصة لتبليغ رسالة السلام والأخوة والتسامح المستلهمة من التزام وتضحيات هؤلاء الرجال والنساء.
وصرحت الناطقة باسم وزارة أوروبا والشؤون الخارجية أنييس فون دير موهل أول أمس، بأن فرنسا "تشيد بالأمة الجزائرية، التي سلكت طريق السلم والمصالحة الوطنية"، مؤكدة أن لهذا السبب شارك كاتب الدولة لدى وزارة الشؤون الخارجية جون-باتيست لوموين أيضا أمس بالجامع الكبير ابن باديس، في الترحم على أرواح الأئمة الجزائريين 114 الذين اغتالتهم الجماعات الإرهابية خلال العشرية السوداء.
ق. و


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)