الجزائر - A la une

انعدام تحاليل الجينات يجهض زرع الكلى بمستشفى بن زرجب



انعدام تحاليل الجينات يجهض زرع الكلى بمستشفى بن زرجب
ينتظر الآلاف من مرضى القصور الكلوي بفارغ الصبر الفرصة لزرع كلى تخلصهم و إلى الأبد من التبعية لأجهزة تصفية الدم و تشفيهم من القصور الكلوي الذي حول حياتهم إلى جحيم و افقدهم فرحة العيش فعملية زرع هذا العضو الحيوي هي بالنسبة لهم الأمل الذي يتشبثون به لآخر لحظة في حياتهم فمن كان له الحظ وجد من يتبرع له بكليته و الأهم من ذلك أن يجد الطبيب الذي يتحدى كل العقبات في سبيل إنقاذ حياة و نتذكر في هذا المقام رئيس جمعية مرضى القصور الكلوي الذي فارق الحياة منذ سنتين لان المرض وصل به إلى مرحلة اللارجوعفبكل حسرة و مرارة بدا البروفيسور عطار رئيس مصلحة الأمراض البولية بالمركز الجامعي بن زرجب حديثه عن زرع الكلى التي كانت مفخرة للمستشفى بفضل نجاحها و شفاء اغلب المرضى من القصور فواصلوا حياتهم بشكل طبيعي ما حفز الفريق الطبي الذي أجرى أول عملية في 26 افريل 2006 على المواصلة في نفس المنوال بما أن كل الإمكانيات البشرية و المادية كانت متوفرة لذلك و تكللت عدة عمليات أخرى بالنجاح و من المحظوظين أطفال و شباب استعادوا العافية إلى يومنا هذالكن ما لم يكن متوقعا يقول البروفيسور عطار أن توأد هذه المبادرة النبيلة في مهدها و بعدما استعاد مرضى القصور الكلوي الأمل في الشفاء على أيدي جراحين مختصين عادوا ليفقدوه من جديد لأنهم يعلمون اليوم بان العملية أصبحت بمثابة المعجزة. و المشكل لا يكمن في ذهاب الفريق الطبي و لا في غياب الإمكانيات و لا في نقص المتبرعين أيضا فالمريض يكفله أهله و يتبرعون له بأحد أعضائهم لكن المشكل القائم حاليا هو غياب التنسيق ما بين المصالح و الاختصاصات التي تحتاجها مثل هذه العمليات الدقيقة* تسجيل 500 حالة جديدة سنوياوأشار البروفيسور إلى صعوبة أو استحالة إجراء ما يسمى بتحاليل "HLA" وهي عبارة عن اختبارات خاصة بالكريات البيضاء البشرية من اجل اختبار مدى تطابق جينات الشخص المتبرع مع المريض المستقبل للكلى حتى لا يرفضها جسمه و غالبا ما يكون التطابق ما بين الأقارب كالأم لابنها أو الأخ لأخيه أو غيرهم فهذه الاختبارات تجرى بوهران حصريا بمصلحة تحليل جهاز مناعة الجسم التي نقلت من مستشفى بن زرجب إلى مستشفى أول نوفمبر لكنها امتنعت عن إجراء تحاليل HLA منذ سنة 2007 يضيف البروفيسور عطار لأسباب مجهولة والمؤسف أنها غير متوفرة بالقطاع الخاص ما يعقد الوضع على المريض أكثر فأكثر فنحن طلبنا من مديرية الصحة استقدام طبيب مختص إلى مصلحة الأمراض البولية يقول لنتمكن نحن من إجراء هذه الفحوصات فكل الوسائل و الكواشف متوفرة لدينا و ما على هذا المختص سوى التأشير على نتائج التحاليل ليبدأ الفريق الطبي عمله لكن حتى هذا المطلب لم يتحقق لذلك توقفت المصلحة عن زرع الكلى و في العام الماضي أجريت عملية واحة فقط و توفى بعض الذين كانوا في قائمة الانتظار منهم طفل صغير فارق الحياة منذ 3 أشهر .ونشير أيضا بان المدير السابق للمستشفى بقدوس كان قد صرح للجمهورية بان 6 عمليات زرع للكلى كانت مبرمجة في 2013 لكن اجري منها واحدة فقط و بصعوبات كبيرة.وقائمة الانتظار تظل طويلة خصوصا إذا علمنا بأن مصلحة تصفية الكلى بذات المستشفى تستقبل حوالي 500 حالة جديدة سنويا و كل مريض منهم يتمنى لو تزرع له كلى سليمة و عليه يقول رئيس مصلحة الأمراض البولية بان الفريق الطبي يلتزم بإجراء عملية زرع واحدة شهريا إذا توفرت الظروف و أزيلت كل العقبات و خاصة مسألة تحاليل تطابق الجينات فمثل هذه العمليات لا يكلف خزينة الدولة أزيد من 250 مليون سنتيم بعدما كانت بلادنا تصرف 1.5 مليار سنتيم لإجرائها لمريض واحد بالخارج.*كثرة التحاليل و غلاء التكاليف وراء تراجع المتبرعين و رغم كل هذه العقبات يحاول البعض ممن يملكون الإرادة القوية البحث عن مخبر يجري لهم التحاليل المطلوبة و سبيلهم الوحيد هو مصلحة تحاليل الجهاز المناعي بالعاصمة فهناك ستجرى لهم اختبارات تطابق الجينات لكن بعد وقت طويل و عناء كبير و أعباء أكبر لاستكمال كل الإجراءات و استلام النتائج النهائية فيضطر المتبرع و المريض المستقبل للكلى السفر إلى العاصمة عدة مرات لذلك نجد الكثير من المتبرعين يتراجعون بعدما يدركون بان العملية مرهقة و مكلفة و تتطلب إجراء الكثير من الأشعة و التحاليل مثل فحص البول بعد تجميعه لمدة 24 ساعة و إجراء عدة تحاليل للدم بحثا عن فيروس السيدا والتهاب الكبد "ب"و "س" و فيروس الحمى الغددية والزهري وفحص مناعة الجسم ضد الالتهابات المعدية وفصيلة الدم والخلايا و كذلك فحص وظائف الكلى و الكبد و كريات الدم والأملاح والسكر والدهون وإجراء كشف عام بواسطة جهاز السكانير و تخطيط للقلب و الصدر بالأشعة فوق الصوتية و أشعة مقطعية للبطن و الحوض و الكلى و الرأس و العينين والأسنان كما يتم إخضاع كليهما لاختبار داء السل بحيث يحقن المتبرع و المستقبل بمادة معينة تحت الجلد في منطقة الذراع تم تفحص وتقرأ النتائج بعد يومين أو ثلاث أيام .أما بالنسبة للنساء المتزوجات فيفحص رحمهن وتأخذ عينة من عنق الرحم لتحليلها وتجرى لهن فحوصات أخرى بالأشعة فوق الصوتية و يتم ذلك عن طريق تحديد موعد مع طبيب أمراض النساء لان المستشفيات لا توفر اغلب هذه الفحوصات أما المرأة الحامل المتبرعة بالكلى فيفحص حملها وبولها ودمها ولا تقبل للتبرع حتى تضع مولودها .* مستشفى وهران أجرى 21 عملية منذ 2006 جلها ناجحةو كل ذلك يقول البروفيسور عطار يتطلب مالا كثيرا لذلك هو يقترح إشراك صندوق الضمان الاجتماعي في العملية عن طريق إبرام اتفاقيات لتسهيل الإجراءات على المريض و تحفيز الفريق الطبي كذلك .بالإضافة إلى الإسراع في وضع قانون يسمح بأخد الأعضاء الحيوية من الموتى وحاليا يوجد طفل صغير ينتظر كلية أمه و هي بدورها لم تذخر جهدا لإنقاذ ابنها فان استطاعت توفير تحاليل HLA ستكون أول أم تظفر بالعملية هذه السنة بمستشفى بن زرجبوللإشارة فإن مصلحة الأمراض البولية أنجزت 21 عملية زرع للكلى منذ 2006 مريضان فقط رفض جسمهما العضو الجديد هذا بالإضافة إلى العمليات الجراحية العادية التي تجرى يوميا هناك بمعدل35 إلى 40 جراحة في الشهر ما بين العادية او بواسطة المنظار و قد أثنى البروفيسور عطار كثيرا على الجهد الكبير الذي يبذله عمال المصلحة و خاصة الممرضات و عاملات النظافة اللواتي يقمن بحمل و معالجة مواد ملوثة كالدم والبول و مختلف الفضلات التي يخلفها المرضى وراءهم و يحافظن على نظافة المصلحة أما الإدارة فوعدت بأشغال تهيئة وتحسين.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)