الجزائر

انعدام الماء الشروب، تفشي البطالة وابتدائية مهددة بالسقوط


انعدام الماء الشروب، تفشي البطالة وابتدائية مهددة بالسقوط
تبعد «مشتة» أو دوار أولاد سي خليفة بحوالي 7 كيلومترات فقط عن مقر بلدية عين لحجر شرق ولاية سطيف، عرفت منذ القدم بأصالة عرشها وحبه للفروسية والفنتازية وركوب الخيل، وأيضا بتضحيات شهدائها ونضال رجالها ونسائها ووقوفهم ببسالة وتحد في وجه الاستعمار الفرنسي .هذه المنطقة الفلاحية والرعوية بامتياز التي عرفت سابقا سنين الرخاء و وفرة الغلة والماشية، تعيش اليوم التهميش الحقيقي، وتعاني البطالة والجفاف وانعدام أبسط سبل العيش الرغيد.
«نحن نعيش منذ أكثر من سنتين مشكل الانعدام الكلي للماء الشروب وسقف المدرسة الابتدائية الوحيدة على وشك الانهيار على رؤوس أبنائنا « تلك صرخة من بين الصرخات العديدة التي يطلقها اليوم أبناء «المشتة» رجالا ونساء موجهين نداءهم عبر جريدة «الشعب» إلى الحكومة و أصحاب القرار من السلطات المحلية لإيجاد الحل في القريب العاجل .
إن المشكل عويص جدا، فالأرض بدوار أولاد سي خليفة تحولت إلى قحط وهي جرداء والشجيرات والنباتات يابسة والسكان والحيوانات الداجنة يستغيثون من لفح الهجير.
«الحال هو مأساة جفاف لم يخلفه الصيف ولا حرارته المرتفعة، بل سوء تسيير إداري ومشكلة ذهنيات ومصالح خاصة وتصفية حسابات لم تجد لحد اليوم حلا لها أو بالأحرى تماطل في تسويتها بالرغم من وجود خزان كبير للمياه وشبكة توزيع وتجهيزات لا تنتظر سوى ربطها وتشغيلها لتزود المساكن «وفقا لتصريحات السكان الذين التقينا بهم في عين المكان.
الوضع على حاله، منذ 2013 يقول أحد أبناء «الدشرة»، فبعد جفاف الخزان الذي كانت تستعمل مياهه منذ التسعينات، والسكان ممنوعون منعا باتا بقرار ولائي من حفر الآبار. وكحل استثنائي واستعجالي لم يبق أمام السكان سوى اللجوء إلى شراء الماء بقيمة 1000 دج للخزان الواحد الذي سعته 1500 لتر والذي يكفي حاجاتهم لمدة اسبوع واحد فقط هذا مع اعتماد التقشف في الاستعمال».
لكن هذا الحل الجذري الذي ولدته الضرورة القصوى يعرف هو الآخر بعض التذبذبات حيت غالبا ما يتأخر تسليم المياه لأصحابها كون شاحنة البلدية الوحيدة هي من توفره لكافة العائلات وغالبا ما تصاب بعطب ما أو تحول إلى مهام أخرى مستعجلة تاركة إياهم يعانون الندرة والجفاف».
وأكد سكان المشتة أن» حل المشكل العويص الذي أرق أيامهم وحياتهم لا يستلزم سوى ربط الشبكة بالخزان وبالبئر الجديد التي حفرت فوق أرضهم منذ سنة والتي تمد حاليا المداشر الأخرى، بقرار من رئيس البلدية دائما».
المرافق الوحيدة التي يحتكم إليها دوار أولاد سي خليفة هي قاعة للعلاج تقع في بدايته وجامع ومدرسة ابتدائية وحيدة تعاني القدم والاهتراء، لا وجود يذكر لا للنقل العمومي ولا للنقل المدرسي ولا لأبسط دكانين المواد الغذائية، فهنا العزلة تامة، ما عدا الكهرباء فالقرية غيرمدعمة بالغاز الطبيعي، الأمر الذي يحتم شراء المازوت للتدفئة في فصل الشتاء البارد.
لا توجد وسيلة نقل تربط الدوار بمقر البلدية الذي يبعد فقط ب 7 كلم، من لا يملك سيارة، عليه اللجوء إلى النقل الخاص ويدفع أجرة 300 دينار وهو سعر ليس في متناول الجميع بحكم هاجس البطالة التي يتخبط فيها أغلبية الشباب.
المدرسة الابتدائية بونقة مختار تستغيث
إن كل المشاكل وانعدام الضروريات التي تعاني منها عائلات مشتة أولاد سي خليفة، لا تضاهي مشكل المدرسة الابتدائية التي تحمل اسم «الشهيد بونقة مختار»، التي تفتح حاليا أبوابها لقرابة 200 تلميذ وتلميذة من الطور التحضيري إلى السنة الخامسة ابتدائي.
إنها مدرسة تعود إلى سنة 1969 بناها أهل المشتة بفضل مجهوداتهم الخاصة وبمالهم وتبرعاتهم أيضا، عرفت بعض الترميمات في التسعينات، بمبادرة محلية دائما من قبل السكان لكنها اليوم تعيش تدهورا رهيبا آخر واهتراء جدرانها وخاصة أسقف أقسامها وسقم المطعم المدرسي الذي أغلق أبوابه الأحد الماضي بقرار من الإدارة، هذا حرصا على سلامة وصحة التلاميذ.
إن مشكل المطعم المدرسي يقول أحد الأولياء، «ليس بالجديد فقد سبق وأن أغلق منذ سنين وحولت معداته إلى مدرسة أخرى بقرار من رئيس البلدية الذي تجمعه عداوة كبيرة مع سكان «المشتة» كونهم لم ينتخبوا عليه ولا ينتمي إلى عرشهم، المشكل الذي تم تداركه بجلب معدات أخرى وترميم المكان بفضل عملية «تويزة» قاموا بها من أجل أطفالهم».
واليوم يطلق أولياء التلاميذ نداء عاجلا لوزارة التربية والسلطات المحلية لمساعدتهم في توفير فرصة لأبنائهم للدراسة في ظروف صحية وسليمة وحل مشكل المطعم المدرسي لا سيما وبيوت المشتة مترامية هنا وهناك فوق الأراضي الفلاحية الأمر الذي يتطلب من الأطفال قطع مسافات طويلا مشيا على الأقدام للوصول للمؤسسة التربوية .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)