المنفيون إلى الأوطان

يوجد عرب منفيون خارج اوطانهم وعرب منفيون داخله، وأوطان في قبضة السجان ، العرب كلهم منفيون سواء خارج الوطن او داخله، فلا يوجد فرق كبير بين اهل الشام الذين نزحوا خارج بلادهم والمواطن العربي النازح داخل وطنه، في بعض الأحيان المنفي خارج الوطن حاله أحسن بكثير من المواطن المنفي داخل الوطن، والدليل ان الكثير من الحراقة سواء من الجزائر او من دول عربية اخرى، حين يتم القبض عليهم في الخارج يصرحون بأنهم فلسطنيون من اجل الاستفادة من امتيازات اللجوء الفلسطينية، وكذا من اجل عدم ارجاعهم الى اوطانهم، ليست وحدها فلسطين جريحة ولا العراق ولا بلاد الشام، كل الشعوب العربية من المحيط الى الخليج مبتلية بمعتقلات كبيرة تسمى وطن، منهم من استطاع الفرار والاستفادة من اللجوء في الخارج ومنهم من يحتسب للخالق سجنه في وطنه، وبين هذا وذاك تكبر العداوة بين الشعوب وحكامها وبينهما دول كبرى تنتظر هذا الصدام لتبعث مرة اخرى بما بقي من اوطان مقسمة لتعيد تقسيمها بالقلم والمسطرة وتقسم ما تم تقسيمه زمن الإستعمار، لا الحكام العرب فهموا شعوبهم ولا الشعوب العربية فهمت حكامهما، في معادلة نتائجها دوما سالبة او تساوي عدد معدوم وشعب معدوم او مسجون ، والظاهر ان تحرير فلسطين والعراق وكل قطر محتل يمر حتما بتحرير الذوات وإصلاحها والبحث عن حل يعيد الثقة بين الحاكم والمحكوم في بلادان العربية رغم ان هذه الثقة ثمة من يراها مستحيل ان تعود حتى لو دخل الجمل في سم الخياط