الجزائر - A la une

الملصقات السياسية للأحزاب خالية من أي تصور سياسي


الملصقات السياسية للأحزاب خالية من أي تصور سياسي
تختلف الحملة الانتخابية تماماً في الأسبوع الثاني عن الأيام الأولى، ليس فقط من حيث وتيرة النشاط الحزبي بمختلف أشكاله، الذي يمر إلى السرعة الثانية قبل بلوغه السرعة القصوى في الأسبوع الثالث، وإنما أيضا من حيث الملصقات التي يتم تعليقها في اللوحات الإشهارية، كما أن مقرات المداومات تبقى مفتوحة إلى ساعات متأخرة، لزيادة التوافد عليها.عكس الحملة الانتخابية برسم الاستحقاقات التشريعية للرابع ماي، لم تركز الطبقة السياسية عموما على مواقع التواصل الاجتماعي في الحملة الجارية تحسبا لمحليات 23 نوفمبر الجاري، كما أنها لم تهمل تسجيلات المنتخبين، ورغم مرور 10 أيام كاملة من عمرها، إلا أن بعض الأحزاب لم تتوقف عن متابعة عملية الملصقات، مثلما هو الشأن بالنسبة لحزب العمال، الذي خصص فرقا خاصة للعملية، إدراكا منه بأنها تكتسي بالغ الأهمية في جذب اهتمام الناخبين.
وأفاد أستاذ الإعلام بكلية الإعلام والاتصال جامعة الجزائر 3 سعد شيحاني في تصريح ل «الشعب»، في سياق حديثه عن الاتصال والحملة الانتخابية، «لا بد أن نفهم أن الجانب الاتصالي أحد دعائم العملية الانتخابية»، لافتا إلى أن هذا الجانب «مرتبط بالوسائل التي يستعملها كل منتخب لمحاولة استمالة الناخبين وإقناعهم ببرامج أحزابهم».
كما أن المرشح أضاف يقول الأستاذ سعد شيحاني «مطالب باستخدام كل الوسائل المتاحة والمشروعة قانونا، على غرار التجمعات الشعبية، والاتصال الشخصي أي المباشر، اللقاءات الجوارية، وكذا الملصقات السياسية، وإلى ذلك يعتمد أيضا على وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت واحدة من الدعائم الأساسية، التي لا يستطيع أي مرشح إغفالها في أي موعد انتخابي.
وفي قراءة سيميولوجية لأستاذ الإعلام شيحاني للملصقات السياسية خلال الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية، قال «الملصق السياسي الذي نجده في المواقع المخصصة من قبل البلديات والولاية للإشهار خلال الحملة الانتخابية وفق ما هو معمول به قانونا، خال من أي لمسة إبداعية»، ذلك أن التشكيلات السياسية حسبه « لم تقدم ملصقا سياسيا مقنعا سواء تعلق الأمر بالجانب الشكلي أو الشعارات».
وأضاف في السياق، «تبدو الملصقات الإشهارية خالية من أي تصور سياسي أو اجتماعي أو ثقافي»، كما أن الألوان برأيه «لم تكن مدروسة بالطريقة العلمية لما لها من دلالات خاصة»، وإلى ذلك سجل عدم تمكن بعض الأحزاب السياسية من تعليق ملصقاتها رغم أن الحملة الانتخابية تكاد تبلغ منتصفها»، وبخصوص إهمال بعض الأحزاب للملصقات مقابل التركيز على مواقع التواصل الاجتماعي، ذكر ذات المتحدث أن للحملة تنظيم خاص يراعي الجانب الاتصالي، ومن هذا المنطلق لا يمكن إهمال أي وسيلة أو تفضيل واحدة عن الأخرى.
واستنادا إلى توضيحاته، فإن الملصق السياسي له جمهوره، وهم عادة أشخاص طاعنون في السن، وعادة لا يجيدون القراءة، عكس جمهور مواقع التواصل الاجتماعي، لافتا إلى أن جانب الجمهور يكتسي بالغ الأهمية، في الإستراتيجية الاتصالية للمرشح، وبالتالي فإن الأخير لا بد أن يراعي كل الفئات، لاسيما وأنه في نهاية المطاف شريحة كبار السن هي من تشارك بقوة في الاستحقاقات الانتخابية.
في سياق آخر، وفي معرض رده حول فحوى الخطاب الانتخابي للطبقة السياسية عموما، سجل تركيزهم على الشق الاقتصادي والأزمة المالية التي تسبب فيها تراجع مداخيل المحروقات، وتحدث من جانب آخر عن وعود المرشحين التي كانت بعيدة حسبه عن الواقع والمنتخب لن يتمكن من تحقيقها ولو بعد انتهاء العهدة الانتخابية، لأنه لا يمتلك وسائل التنفيذ، المرتبطة بتعديل قانوني الولاية والبلدية مطلب رفعته الطبقة السياسية وشددت الحكومة على ضرورته.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)