الجزائر

المغتربون الجزائريون تحت الرقابة الأمنية المشددة



المغتربون الجزائريون تحت الرقابة الأمنية المشددة
* تسفير 166 شاب جزائري من ضمنهم 10 فتيات إلى سوريا وليبيا عبر تونس وتركيا خلال سنتينكشف مصدر أمني ل”الفجر” أنه وبأمر من السلطات الأمنية والعسكرية تقرر وضع جميع المغتربين الجزائريين القادمين من الخارج وخاصة من فرنسا، بلجيكا، إسبانيا، إيطاليا وبريطانيا تحت الرقابة الأمنية المشددة إلى حين مغادرتهم أرض الوطن، وذلك على خلفية تورط عدد من المغتربين الجزائريين في عملية تجنيد بعض الشباب الجزائري بالتنظيمات الإرهابية خاصة الدولة الإسلامية ”داعش” والقاعدة والعمل على تسفيرهم إلى سوريا وليبيا.أفاد نفس المصدر أنه تم اتخاذ حملة من التدابير والإجراءات الاحترازية من بينها إجبار كل المغتربين الجزائريين الذين تزيد أعمارهم عن ال20 سنة خاصة الذكور منهم على ملء وثائق واستمارات خاصة تتضمن بيانات تفصيلية، منها البلد القادمين منه والوجهة التي يذهبون إليها ومدة مكوثهم بالجزائر وموعد مغادرتهم إياها، مع تسجيل مركباتهم وقيمة المبالغ المالية وجميع الأغراض التي بحوزتهم.هذا وقد تبادلت المديرية العامة للأمن الوطني مع المنظمة الدولية للشرطة الدولية ”الأنتربول” نحو 5 آلاف معلومة، خلال السنتين الأخيرتين، تخص قضايا الإجرام المختلفة مثل الإرهاب وتهريب السيارات والمخدرات والهجرة السرية والبحث عن أشخاص صدرت في حقهم نشريات بحث وفقًا لنفس المصدر.وتتصدر قضايا الإرهاب التي تورط فيها عدد من المغتربين الجزائريين، قائمة القضايا التي تبادلت بخصوصها مديرية الأمن الوطني ومنظمة الأنتربول هذا الكم الهائل وغير المسبوق من المعلومات، حيث أشار تقرير أمني سري إلى ارتفاع عدد القضايا المتعلقة بالإرهاب وتخص عددًا من المغتربين الجزائريين الذين دخلوا الجزائر سنتي 2014 و2015 وساهموا في تجنيد وتسفير 166 شاب جزائري من ضمنهم 10 فتيات إلى سوريا وليبيا عبر تونس وتركيا.كما أن هناك 20 مغتربًا جزائريًا دخلوا أرض الوطن سنة 2014 ولم يغادروه ثبت فيما بعد وعلى إثر تحريات أمنية مكثفة أنهم مبحوث عنهم من طرف العدالة الفرنسية بسبب تورطهم في جرائم لها صلة بالإرهاب، بعد إبلاغ الأمن الجزائري والبحث عنهم تم التوصل إلى مغادرتهم الجزائر عبر تونس نحو وجهة مجهولة.وتتخوف السلطات الجزائرية من عودة هؤلاء المقاتلين إلى الأراضي الجزائرية ومما قد يرتكبونه من أعمال إرهابية ومن الخبرات التفجيرية والقتالية التي اكتسبوها ميدانيًا.ويعي المسؤولون الجزائريون أن خطر انخراط عدد من المغتربين الجزائريين بالتنظيمات الإرهابية يبقى قائمًا بسبب طبيعة التهديدات الإرهابية ووجود خلايا نائمة تعمل في سرية وصمت.ولهذا، فإن السلطات الجزائرية تعول على أجزتها المخابراتية لتعطيل المحاولات الإرهابية، قدر الإمكان، قبل أن تتحول إلى اعتداءات تعيد الخوف إلى النفوس.وفي موضوع ذي صلة أدانت، خلال ال48 ساعة الماضية، محكمة الجنايات بمجلس قضاء أم البواقي المغترب المدعو (م.س) البالغ من العمر 25 سنة بعقوبة 5 سنوات سجنًا، بعد أن تمت متابعته بجرم جناية الانخراط في نشاط خارج الوطن في منظمة إرهابية، والتمس ممثل النيابة العامة تسليط عقوبة 20 سنة سجنًا وغرامة مالية قدرها مليوني دينار مع مصادرة المحجوزات.وهي القضية المثيرة والتي تعود وقائعها إلى تاريخ 5 مارس 2014، عندما وردت مصالح أمن دائرة عين البيضاء بأم البواقي معلومات تفيد بأن المتهم (م.س) ينشط ضمن منظمة إرهابية خارج الوطن وهو على تواصل معها على شبكة الانترنت من خلال موقع ”فايسبوك”، تحريات مصالح الأمن خلصت إلى تحديد هوية ومكان إقامة المتهم على مستوى منزل أحد أقاربه بحي المستقبل بمدينة عين البيضاء.وقد أسفرت تحقيقات مصالح الأمن إلى ضبط 3 هواتف ذكية وجهاز كمبيوتر محمول حمل فيه المعني كتبًا إلكترونية تدعو إلى الجهاد، وبعد الاستماع للمتهم كشف بأنه يقيم بفرنسا ومتزوج من امرأة فرنسية، وسجن مرتين عن تهمتي السياقة في حالة سكر والسرقة، وفي المرة الثانية تعرف على مهاجرين بالسجن من المغتربين العرب، أين تمكنوا من إجراء له ما يشبه غسيل مخ وولّدوا لديه فكرة الجهاد في سوريا.نفس المصالح الأمنية المعنية توصلت إلى قيام المتهم بالاتصال بشخص على شبكة التواصل الاجتماعي أين التقى به بعدها بضواحي باريس ويتعلق الأمر بالمكنى ”أبو عمار”، والذي أقنعه بالالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية ”داعش”، ليتوجه بعدها لمنزل خاله أين ظل على تواصل مع المغترب الذي حضر له كل ترتيبات التنقل لسوريا عبر تركيا.المتهم تمكن من السفر إلى تركيا أواخر شهر رمضان لسنة 2013 بوثائقه العادية، متنقلاً لمنطقة أنطاليا أين استقبله 3 أشخاص من بينهم ”أبو مسلم” و”أبو مصعب”، والذين تكفلوا بنقله لسوريا ليلتحق ب”داعش” أين مُنح رشاشًا من نوع ”كلاشنيكوف” ولم يكشف عن مشاركته في عمليات قتالية، المتهم بيّن للمحققين بأنه وبعد تأكده من أن تنظيم ”داعش” يسعى للسلطة ويحب كسب الأموال قرر الانتقال لتنظيم ”جبهة النصرة” المنضوي تحت لواء تنظيم ”القاعدة” بسوريا ليكلف حسبه بالطبخ غير أنه توصل لنفس القناعة بكون التنظيم يسعى للسلطة، وهو ما جعله يلوذ بالفرار خلسة من عناصر التنظيم ويبيع سلاحه الرشاش بمبلغ ألف دولار، ويمنح مبلغ مالي لسوريين مقابل مساعدته على التسلل عبر الحدود إلى تركيا، وبينت التحقيقات بأن المتهم ظل منظمًا للتنظيمين الإرهابيين مدة سنة وشهرين.المتهم وأمام هيئة المحكمة كشف بأنه قرر التوجه لسوريا لمساعدة سكانها سلميًا، غير أن ”أبو عمار” جعله بين أيدي الجماعات المسلحة، وكشفت جلسة المحاكمة أن عودة المعني من فرنسا باتجاه عين البيضاء مكنته خلال فترة 4 أشهر لتحضير سفريته لسوريا، غير أنه وبعد عودته لا زال يتواصل مع المكلفين بتجنيد عناصر للتنظيم عبر موقع التواصل الاجتماعي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)