الجزائر

المعرض يعوّض الاستعراض.!


المعرض يعوّض الاستعراض.!
لقد أعجبني ما كتبته الزميلة ''الوطن'' نهار أمس تحت عنوان: أصحاب القرار لا يعرضون في قصر المعارض..! حيث يعرض الجيش الوطني الشعبي نفسه على الشعب.!
منذ الثمانينيات، استبدلت السلطة في الجزائر مسألة الاستعراضات العسكرية، بمناسبة أول نوفمبر، بالمعارض العسكرية في قصر المعارض وبالأبواب المفتوحة على مختلف الأسلاك العسكرية.
نعم، الجيش الذي كان في الستينيات والسبعينيات يقوم بمهام المشاركة في بناء الوطن، ببناء الطرق ''طريق الوحدة الإفريقية''، وبناء السدود والقرى الاشتراكية، مثل السد الأخضر، كان بهذه المشاريع وبالخدمة الوطنية شديد الاحتكاك بالشعب، ولا يحتاج إلى أن يعرض نفسه على الشعب في معارض كي يتعرّف عليه وعلى إنجازاته الشباب. كما يحدث اليوم في قصر المعارض، لأنه جيش وطني شعبي! نتذكر أن الضباط كانوا يتركون سياراتهم في شوارع المدن مفتوحة ويحرسها الشعب.. وفي أحسن الحالات يترك فيها ''القبعة''! كان الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير ووريث أمجاده، عناصره منزهة عن كل شبهة.. ولذلك، لا تحتاج عناصره إلى عرض نفسها في معارض. بل تحتاج فقط إلى تنظيم استعراضات عسكرية في أول نوفمبر، كي يشعر الشعب بأن حدوده مصانة وأمنه مستتب.!
كانت نظرية أمن البلد لصيقة بنظرية الجزائر مدرسة عالمية في الحرب الشعبية.. جيشها شعب وشعبها جيش... الشعب الجزائري بحر والجيش كالحوتة يسبح فيه.
هل عزلت نظرية الاحترافية الجيش الوطني الشعبي عن الشعب، فأصبح بحاجة لأن يقيم المعارض للتعريف بنفسه للشعب الذي يجهله ويجهل جهوده في بناء نفسه.؟!
نعم، الزميلة ''الوطن'' على حق، تمنينا لو يعرض الجيش في المعرض ''أصحاب القرار'' ليتفرّج عليهم الشعب.! لأن التفرّج على العتاد المستورد لا يعطي الصورة الحقيقية عما يريد الشعب معرفته عن جيشه طوال عشريتين من غياب فكرة الاستعراضات العسكرية.!
قد تكون فكرة الاستعراضات العسكرية أصبحت فكرة مستهجنة، في ظل المفهوم الجديد العالمي لصون أمن وحدود الدول.. حيث أصبحت الجيوش لا تصون أمن حدود دولها بالردع واستعراض القوة، بقدر ما تصان بالقوة العالمية الوحيدة في الكون، وهي الحلف الأطلسي. لهذا، وجب استبدال الاستعراض بالمعرض، وهي فكرة موضوعية على أي حال.؟!
[email protected]


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)