المسؤولون يتهرّبون واللاعبون لا يبالون

كشف بيان المكتب الفيدرالي للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بخصوص حادثة رحيل المهاجم الكاميروني ألبير إيبوسي، عن دفع قيمة تعويضية لصالح عائلة اللاعب بقيمة مائة ألف دولار. غير أن هذا البيان لا يكشف عن مصدر دفع هذه الأموال، وإن كانت جميع المعطيات تصبّ في كونها هبة مقدمة من قِبل أعضاء المكتب، وعلى رأسهم الرئيس محمد رواروة، وذلك لمواساة عائلة اللاعب والوقوف إلى جانبها في هذه المحنة، وهو ما سنستغله للتطرق إلى موضوع طريقة تأمين اللاعبين في البطولة الجزائرية.كانت البطولة الجزائرية السابقة إلى دخول عهد الاحتراف مقارنة بباقي البطولات العربية والإفريقية، ومن القوانين التي يشترطها الاتحاد الدولي لكرة القدم على الأندية التي ترغب في الاحتراف هو ضمان التغطية المالية للمصاريف الخاصة بالتأمين، سواء للاعبين أو المدربين أو حتى الموظفين. لكن تبقى المنظومة الكروية عندنا في الجزائر لا تزال آلياتها الخاصة بالتأمين “تقليدية” وبعيدة مقارنة بما تضعه البطولات الأخرى. ويوجد عدد معتبر من اللاعبين، سواء في مختلف أندية البطولة أو حتى في المنتخب الأول، ممن توقف نشاطهم الرياضي بسبب تعرضهم لإصابات خطيرة دون حصولهم على تعويض مالي من التأمينات.الرابطة تطالب الأندية بتسقيف تأمين اللاعبين ب12 مليون سنتيمكشف بعض رؤساء أندية القسم الأول ممن تحدثت “الخبر” إليهم، بخصوص موضوع تأمين اللاعبين، أنهم دائما ما يجدون صعوبات بخصوص قضية تأمين اللاعبين، في ظل غياب قانون أساسي واضح في مختلف بنوده، مشيرين إلى أن كثيرا من شركات التأمين، سواء كانت عمومية أو خاصة، ترفض قبول ملفات اللاعبين نظرا للأجور المرتفعة التي يتقاضونها في مختلف الأندية. وهو الإشكال الذي تم طرحه في اجتماعهم مع الاتحادية والرابطة بحضور ممثل الوزارة الوصية، حيث تم الاتفاق بين مختلف الأطراف على إقرار أجور جميع اللاعبين عند شركات التأمين بقيمة 12 مليون سنتيم في الشهر الواحد، وبالتالي فإن كل لاعب يتعرض لإصابة في التدريبات أو المباريات، سواء ودية أو رسمية، ما يضطره إلى التوقف عن ممارسة الكرة فإنه سينال أجرة محددة بتلك القيمة، وهو الشيء نفسه بالنسبة لعائلة إيبوسي في الكاميرون بعد مقتله بطريقة مأساوية في ملعب أول نوفمبر.اللاعبون لا يشغلهم التأمين بقدر الرفع من الأجرةوالملاحظة التي وقفنا عليها عند الحديث مع جميع اللاعبين بمختلف الأندية هو عدم انشغالهم بموضوع التأمين، وذلك لأن أغلبهم عند جلوسهم على طاولة المفاوضات مع رؤساء الأندية يبقى شغلهم الرئيسي هو الرفع من الأجرة الشهرية في كل موسم رياضي، وهذا دون التطرق للموضوع الخاص بتأمينهم الخاص، لأن مهنة كرة القدم قصيرة مقارنة بالمهن الأخرى، إضافة إلى الحوادث المؤسفة التي يتعرض لها اللاعبون سواء الإصابات الخطيرة أو حتى الوفيات. ومن الضروري أيضا على الوكلاء المعتمدين ضمان حقوق اللاعبين من هذا الجانب، لاسيما ونحن في عالم الاحتراف وحتى لا تتكرر الحالات المماثلة لكثير من اللاعبين السابقين الذين لم يجدوا مصدر قوتهم في الحياة اليومية والأمثلة عديدة.المدير العام لشباب قسنطينة بن طوبال ل”الخبر” “فريقي اهتم بموضوع التأمين بشكل خاص” أكد رئيس شباب قسنطينة، عمر بن طوبال، ل«الخبر”، بأن إدارة فريقه اهتمت بشكل خاص بموضوع تأمين اللاعبين، ودليله في ذلك البنود التي وضعتها إدارة “السنافر” في تعاقدها مع اللاعبين الجدد من خلال التأكيد على تكفلها بعلاج أي لاعب يصاب أثناء أداء مهامه، سواء في التدريبات أو المباريات، مع تسوية مستحقاته الخاصة بالأجور الشهرية دون إنقاص ولو سنتيم واحد، مضيفا أيضا بأن فريقه وضع تأمينا خاصا في حال تسجيل وفيات اللاعبين (لا قدر اللّه) عند إجرائهم المباريات أو التدريبات أو عند تنقلاتهم مع الفريق، وصرح: “ما أؤكده بأن فريقي اهتم بشكل خاص في الموسم الجاري بموضوع التأمين، بهدف الحفاظ على مصالح اللاعبين والفريق على حد سواء”، مضيفا “من الضروري على جميع الفرق، بالتنسيق مع الرابطة المحترفة، وضع قوانين قوية حتى لا يتم تسجيل أي صعوبات إدارية تخص التعويضات المالية التي ينالها اللاعبون”.قائد أولمبي الشلف سمير زاوي ل”الخبر” “لا أملك معلومات مضبوطة عن قضية التأمين” قال قائد أولمبي الشلف، سمير زاوي، ل«الخبر”، بأنه لا يمتلك معلومات مضبوطة بخصوص موضوع تأمين اللاعبين، حيث أشار بأن الموضوع تتكفل به إدارات النوادي بالدرجة الأولى، لأن مصالح الرابطة المحترفة ترفض تسليم الإجازات لغاية التأكد من إتمام جميع الوثائق الإدارية ومنها المتعلقة بالتأمين. وتحدث أيضا بأن المسؤولين على الهيئات الرياضية مطالبون بوضع آليات خاصة بتأمين اللاعبين بهدف ضمان مستقبلهم في حال تعرضهم لأي مكروه، حيث صرح: “لا أمتلك معلومات مدققة بخصوص موضوع تأمين اللاعبين، لكن ما أدعو إليه هو ضرورة وضع اهتمام خاص من قبل المسؤولين الرياضيين حول هذا الموضوع بالذات لضمان مستقبل محترم لجميع اللاعبين”. وتجدر الإشارة بأن الدولي السابق زاوي سعى، في الشهور الماضية، إلى تشكيل “نقابة اللاعبين” التي من أهدافها الرئيسية فرض تأمين مناسب خاص للاعبين الذين يتعرضون لإصابات خطيرة وتضطرهم إلى وقف حدا لمشوارهم الكروي في سن مبكرة.