الجزائر

الكسكسي بالزبيب سيد المائدة المدانية في السحور



الكسكسي بالزبيب سيد المائدة المدانية في السحور
يشكل طبق الكسكسي بالزبيب أو المسفوف خصوصية وجبة السحور بمختلف مناطق ولاية المدية ، لكن رياح العصر ودخول العديد من قنوات الطبخ حيز الخدمة أتت على العديد من التقاليد والعادات الشعبية التي توارثتها الأجيال أبا عن جد وهو ما دفعنا للتساؤل عن مدى التزام سكان المدية بهذه العادة التي ظلت صامدة وسط اشهى الأطباق الرمضانية المتنوعة.وبالعودة للحديث عن ”المسفوف فهو عبارة عن كسكس يمزج بقليل من الزبدة مع الزبيب أو العنب المجفف ويسقى بالحليب أو اللبن، وهناك من يفضل تحضير هذا الطبق بالخضار بدلا من الزبيب، والمعروف عموما أنها وجبة خفيفة تساعد مستهلكها على مقاومة الجوع، وبدا جليا من خلال الحديث مع بعض المواطنين بخصوص هذا الطبق، أن كبار السن مازالوا متشبثين بهذه العادة التي تميز المطبخ الرمضاني المدايني تشبث الرضيع بأمه، وحتى شباب اليوم بدوا متعلقين بنكهة هذا الطبق التقليدي، لكن بين هاتين الفئتين، نجد فئة أخرى من شباب اليوم يستهويها ارتشاف فناجين القهوة مع الهلاليات أو الحلويات، بدلا من تناول هذه الوجبة الصحية والتي تبين أنها مفيدة جدا في مقاومة الجوع بالإضافة إلى أنها صحية بشهادة الاطباء.السيدة حفيظة عاملة بالبنك سألناها عن نوع الطبق الذي تحضره لوجبة السحور فقالت: ‘'إن الكسكسي بالخضار بدلا من الزبيب مازال يتربع على مائدة السحور في منزلي وزوجي لا يمكنه أن يتسحر بدون أن يشاهد الكسكسي على المائدة وأنا شخصيا لا أتوانى عن تحضير هذا الطبق لأفراد أسرتي، مع الحرص على تنويع وجبات السحور”.من جهته رشيد يعمل كموظف في البلدية سألناه عن وجبته المفضلة في السحور فرد بأنه يفضل البريوش بالحليب على الكسكسي بسبب المتاعب الصحية التي يسببها له لأنه مصاب بالقولون والمعدة ولا يستطيع هضم الكسكسي في حين أن الحليب بالبريوش يجعله نشيطا وحيويا عند الاستيقاظ من النوم وأكد لنا بأن وجبة الكسكسي حاضرة في المائدة لأن زوجته لا تحب البريوش مع الحليب.من جهته عمي اعمر متقاعد، أشار إلى أن التهافت الملحوظ على الزبيب (العنب المجفف) الذي يصل سعره إلى 900 دج للكيلوغرام الواحد، يترجم بلا شك مدى تمسك الأسرة الجزائرية بعادة التسحر بالكسكسي الممزوج بالزبيب، خاصة وأن الأمر يتعلق بوجبة خفيفة وذات فوائد صحية.انتقلنا إلى شباب اليوم لنسألهم عن وجبة الكسكسي أو المسفوف في السحور فاتضح أن العديد منهم سائرون على خطى آبائهم. سفيان متزوج منذ ثلاث سنوات، كشف أن هذه الوجبة تصاحب رمضانيات أسرته كل عام، وأنه بحكم العادة لا يمكن أن يتخلى عنها، مضيفا: ”ولحسن الحظ في أول رمضان بعد زواجي، وجدت طبق الكسكسي بالزبيب على مائدة السحور جاهزا دون أن أطلب من زوجتي إعداده، ما يشير إلى أن التسحر بهذه الوجبة ما يزال تقليدا ساريا في وسط العائلات المداينية”، وعن سبب التزامه بهذه العادة فأجاب بانها عادة متوارثة واكلها صحي بامتياز.من جهته حمزة، بائع البسة طرحنا عليه سؤال عن رأيه في وجبة السحور، فقال أنه يعشق هذا الطبق الذي ألف ذوقه منذ الصغر.. لافتا إلى أن كل أشقائه لا يفوتون فرصة التسحر به بهذا الطب .أما سليمة فكان لها رأي أخر في وجبة السحور بالكسكسي فقد أكدت لنا بأنها ولسنوات طوال ودعت هذا الطبق وسحورها اليوم يقتصر على بعض أنواع الفواكه الموسمية والماء وهو حال رزقي وطارق والكثير من شباب اليوم ممن كان لنا لقاء بهم ونحن بصدد إنجاز هذا العمل.غير أن الأكيد ومع تطور العصر وظهور العديد من القنوات الفضائية المختصة بالطبخ ظل الكسكسي أو المسفوف صامدا وشامخا فوق مائدة سحور رمضان في ولاية المدية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)