الجزائر

القرآن الكريم.. أنيس الجزائريين في جميع أحوالهم


القرآن الكريم.. أنيس الجزائريين في جميع أحوالهم
يرتبط الجزائريون كغيرهم من الشعوب الإسلامية بالقرآن الكريم، ففي معظم أفراحهم و مناسباتهم أو أحزانهم، يجدون في القرآن أنسا في أوقات السرور و حصنا من الشرور، و يعدٌ القرآن بالنسبة للجزائريين أمرا في غاية القداسة والتعظيم، فتجد من يرتله في معظم أوقاته ومن لا يرتله كثيرا ، غير أنه دائم التحسر على تفريطه في كلام الله، و بعضهم الآخر يعلقه على الجدران بالمنزل والعمل وفي السيارة، ويحتفظ بنسخة داخل الحقيبة، حتى أن الكثير منهم يقسم به ، لما يحتل في قلبه من محبة وتعلق .
محمد بن حاحة
الجزائريون يتداوون بالقرآن
يعتمد الجزائريون على القرآن في التداوي من بعض الأمراض والصبر على الألم، وهذا يظهر جليا في المجتمع الجزائري ، خاصة مع انتشار ظاهرة الرقية الشرعية بكثرة، إلى أن استغلتها فئة من الناس و صارت تمتهنها وتقتات منها – بغض النظر عن مصداقيتها -، وذلك بعد أن كان الجد أو الجدة أو الوالدين هم من يقرؤون بعضا من آيات القرآن على الأطفال قبل نومهم أو على المريض، إلا في الحالات المستعصية كالمس أو السحر ، والتي يضطرون فيها إلى الجوء إلى إمام أو راق خبير بهذه الحالات .
القرآن زينة الحياة الزوجية
ولقد دخل القرآن الكريم حتى في بعض عادات الجزائريين المتعلقة بالخطبة والمهر والزواج، ففي بعض المناطق ، وخاصة بالصحراء كأدرار مثلا، تزف العروس و يصحبها ترتيل الحضور للقرآن، وحتى أن الكثيرات يقتصرن في مهورهن على اشتراط مصحف قرآن أو ختم حفظ الستون حزبا ، رجاء أن يكون الرابط بينها وبين زوجها على أساس ديني وروحي صافي .
أهل الميت يجدون فيه العزاء
ومن بين عادات الجزائريين التي تربطهم بالقرآن كذلك ، هي تشغيل تلاوات القرآن بالأشرطة و الأقراص السمعية ، كرمز إلى تصبرهم على فقيدهم بالقرآن الكريم ، وحتى أن بعض العائلات بمجرد احتضار أحدهم، يقرؤون عليه القرآن، و بالخصوص سورة يس لتخف عليه السكرات.
شباب هدفهم ختم ال 60 حزبا
و يبادر الكثير من الشباب إلى المساجد والزوايا و المدارس القرآنية لحفظ القرآن كاملا، لما ورد في ذلك من فضل نصت عليه الآيات والأحاديث النبوية الشريفة المتعددة ، والتي نصت على أن حامل القرآن و خاتم حفظه يكرمه الله هو وأهله وخاصة والديه، وحتى أن الكثير من الشباب الذين استفسرتهم "الجزائر الجديدة" حول تأثير حفظ القرآن على حياتهم، فإن جميعهم ردوا بأنه نظم أوقاتهم وزين أخلاقهم ، وسهل عليهم حفظ الدروس بطريقة أسرع في الإمتحانات المدرسية أو الجامعية أيضا.
وحتى أخصائيو علم النفس، أحدثوا تخصص علم النفس الإسلامي، والذي يهتم بالأثر الإيجابي للدين و القرآن ،خاصة على حياة الإنسان، وتؤكد الدراسات المندرجة ضمن هذا التخصص أن "القرآن الكريم حوى كل تفاصيل علم النفس" ، فهو بحق "شفاء لما في الصدور".
ويحث الشرع على ترتيل القرآن و حفظه كما يقول "الشيخ مبروك"، مدرس قرآن" أمرنا الله تعالى بترتيل القرآن وحفظه، وهذا أمر سهل رغم استثقال الكثير من الناس له، إذ يقول الله تعالى "ولقد يسرنا القرآن للذكر" وممكن لمن استصعب حفظه كاملا، أن يحفظ ولو ثلاث آيات في اليوم
ثم سيرى ثمرته شيئا فشيئا ".
ويضيف الشيخ إلياس"من الصعب هجران القرآن، وعلى كل منا أن يخصص وردا يوميا من القرآن يواظب عليه ، ولا يجب التذرع بالانشغالات وضيق الوقت، فنحن من نتحكم في الوقت وليس العكس".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)