الفن أمانة

تختلف الطبوع الغنائية التي تزخر بها الجزائر، فعلاوة على ميزتها وتألقها، وشغف عشاقها الكبير بها، سواء من داخل الوطن أو خارجه، استطاعت أن تعجب رواد الموسيقى عبر كل شبر من المعمورة، وهذا ما أكده لنا الفنانون الذين حاورناهم أو راقصوا البالي الوطني الذين جابوا البلدان لعرض خاصية الفن الجزائري والتعريف به. فالفن الجزائري من أندلسي وحوزي وشعبي وسطايفي ورأي متجذر في أعماق من اختاروه عنوانا لمسيرتهم الفنية، علاوة على المالوف والصحراوي الذي يعشقه أشقاؤنا التونسيون، حسبما أكدته لنا المطربة نبيهة كراولي التي اغترفت من التراث الجزائري وتألقت في أدائه، وعبرت عن حبها العميق له وتأثرها به منذ نعومة أظافرها، خاصة أنها ابنة مدينة قريبة من الحدود الجزائرية.فلكل نوع فني ميزته وجمهوره العميق داخل وخارج الوطن، ورغم ولادة بعض الألوان الموسيقية بين الفينة والأخرى التي ينساق وراءها الشباب والمراهقون خاصة، إلا أن الطبوع التراثية والأصيلة ثابتة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتزحزح من مكانها أو ترص في خزانة النسيان، لأنها تنبض بالحياة، رغم مرور سنوات على وجودها. كما أن محبيها وحاميها يعتبرونها أمانة الأجداد التي لابد أن تصان وهو ما يفسر ولادة الجمعيات الثقافية والفنية الراعية للفنون والشعر في كل شبر من هذا الوطن.