الجزائر

العائلات البليدية تستقبل ضيفها شهر رمضان بطقوسها الخاصة


تستقبل العائلات البليدية كغيرها من العائلات الجزائرية شهر رمضان المعظم بعادات وتقاليد متنوعة تعكس موروث هذه الولاية التاريخية العريقة ولكل عائلة بليدية عاداتها الخاصة غير أنها تجتمع ف الكثير منها خاصة ما تعلق بتحضير الاطباق وصناعة حلويات الشهر كالزلابية و قلب اللوزوالقطايف وغيرها .
المسار العربي وفي هذا الربورتاج ترصد لكم ما يميز عادات وتقاليد البلديين في هذا الشهر الفضيل والعادات التي تسبق حلوله بأيام والمعروفة بالشعبانية .
تنظيف المنزل وطلائه...وشراء الأواني الجديدة من أولى التحضيرات
تسارع العائلات البليدة لإستقبال شهر رمضان المبارك بعادة لا يمكنها تغييرها او نسيانها و المتمثلة في تنظيف المنزل وعادة ترتيبه من جديد بحلة جديدة مغايرة تبركا بهذا الشهر الفضيل كما تقوم فينفس الفترة بطلاء غرف المنزل بألوان تكون زاهية تعكس فرحتها بإستقبال ضيف عزيز وغال يحل عليها كل سنة وتختار العائلات البليدية كغيرها من العائلات الجزائرية اللون الابيض و الازرق الفاتح والأصفر الفاتح كلون يتفائل به خلال حلول شهر رمضان فيما تقوم عائلات اخرى بتغيير الاثاث وإعادة ترتيبه بطرقة مغايرة التي كان عليها سابقا كتغيير للديكور "المسار العربي" سالت بعض العائلات عن هذه العادة المتجذرة فيها وأجابت انها عادة الأجداد وهي بمثابة تبرك بقدوم افضل الشهور وحلول شهر تعم فيه البركة و الخير ويحمل نكهة خاصة كما تسارع العائلات البليدة إلى اقتناء اوان جديدة لإستعمالها في طهي الاطباق الرمضانية خاصة ماتعلق منها بالطبق الرئيسي في رمضان وهو طبق الشربة حيث لا يمكن لأي عائلة بليدية ان تستقبل رمضان وتطهو الشربة وباقي الاطباق في اوان اخرى استعملت في رمضان الفائت وقد أكدت النساء اللائي سألنهن عن هذه العادة قات انها تبرك بهذا الشهر لجلب الخير فيه والبركة.

تخليل الخضروات وتصبير الطماطم ...من أبرز عادات رمضان البليديين
تعد هذه العادة من ابرز ما تقوم به العائلات البليدية خلال شهر شعبان المعروف بالشعبانية استعدادا لإستقبال شهر الخير و الرحمة رمضان حيث تقوم النسوة بتخليل الخضروات خاصة ما تعلق منها بالفلفل لحلو والفلفل الحار والبذنجان والثوم وخضروات عديدة خاصة تلك التي تغيب عن السوق خلال هذا الموسم إلى جانب قيامهن بحفظ وتجميد السبانخ والبزلاء والحمص وخضروات أخرى في المبرد وتقوم ايضا وهي من أهم عادات ألأجداد والمتمثلة في تصبير الطماطم والفلفل وكذا القيام بتجفيف الطماطم بعد غسلها ونشرها على السطوح لإستعمالها في طهي الشربة خاصة .

شراء التوابل ....وقدر الفخار ..صورة اخرى من صور تحضيرات رمضان البليديين
تقوم العائلات البليدة بشراء التوابل غيرالمطحونة وغسلها قبل إستعمالها ونشرها على سطح المنزل لتيبس ومن ثمة تقوم بطحنها وإستعمالها في طهي الاطباق الرمضانية ولهذه التوابل المدروسة بعد نشرها وتيبيسها نكهة خاصة كما انها لا تفقد رائحتها وتبقى محافظة على نكهتها القوية وتقوم ايضا بشراء الأواني الفخارية خاصة قدر الشربة وصحون الفخار وهي الأواني التي تحمل نكهة رمضانية خاصة ويحبذ البليديون تناول شربة رمضان واكلات اخرى تكون مطهوة في هذه الاواني التي نجدها تعرض في الاسواق بكثرة قبل حلول شهر رمضان بأيام قلائل ونفس الشيء بالنسبة للسلطة خاصة سلطة الفلفل الحلو التي يعشق البليديون تناولها في صحون الفخار كما نجد العائلات البليدية تقوم بتقديم كسكسي السحور في صحون الفخار لمالها من نكهة ومذاق خاص لا يمكنه ان يكون إلا في شهر رمضان .

صناعة شربة المقطفة ..اهم تحضيرات رمضان
لايخلوأي منزل بليد من هذه العادة التي ورغم تطور العصر إلا انها بقيت راسخة في عادات وتقاليد العائلات البليدة التي ماتزال تحافظ عليها حيث نجد النساء يقمن قبل حلول رمضان بصناعة شربة المقطفة وذلك بمزج السميد والماء والملح والقيام بعجنها وتقطيعها في أشكال مختلفة وتعريضها لأشعة الشمس بنشرها فوق أطح المنازل ثم تخزينها لإستعمالها في إعداد طبق شربة رمضان ويذكر ان طعم هذه الشربة المصنوعة في المنزل له طعم خاص يختلف تماما عن الشربة الموجودة في السوق الجاهزة وخلال صناعة هذه الشربة تقوم الجدات والنساء الكبيرات في السن بدعوة الزوجات الحديثات بمرافقتهن في صناعة هذه الشربة تبركا بالشهر وأملا في قدوم أيام مملوءة بالخير والرزق ونفس الشيء بالنسبة لصناعة الكسكسي الذي يتم طهوه لتناوله في السحور.

زلابية بوفاريك... عروس مائدة رمضان البليديون
هي الحلوى التي لا يمكن لاي عائلة بليدية الإستغناء عنها في مائدتها خلال شهر رمضان اذ يعتبرها سكان هذه الولاية الأساس في مائدتهم في موعد تناول فطور أو في السهرة وهي الحلوى التي يتفنن صانعوها ببوفاريك بإمتيثاز وتستقطب اليها المواطنين من مختلف ولايات الوطن خاصة المجاورة كولاية المدية وتيبازة و بومرداس والجزائر العاصمة ومناطق أخرى تتقاسم مع سكان البليدية شهر رمضان بحلوى ينعتها الكل بعروس المائدة التي لا تغيب طيلة شهر كامل عن منازلهم وهو الامر ذاته بالنسبة للشاربات البليدية هذه الاخيرة التي يعرف بها رواد صناعتها بالمدينة خاصة في منطقة باب خويخة وباب السبت بوسط مدينة البليدة وكذا سكان بوفاريك الذين يتفننون في صناعتها بنكهات مختلفة تجلب المواطنين اليها من مختل المناطق القريبة حيث نجدهاتعبئ في اكياس مكتوب عليها شربات بوفاريك لتصبح بذلك مدينة بوفاريك مشهورة بمدينة صناعة الزلابية و الشربات اللذيذة و المتميزة بالوانها ومذاقها اما قلب اللوز فنجد سكان ولاية البليدة عامة يعشقون الجلوس في سهراتهم حول مائدة تحضر فيها هذه الحلوى وكذا القطايف هذه الاخيرة التي لا تستغني العائلات البليدة عنها في سهراتها الرمضانية .

البوقالات...والألعاب الشعبية حاضرة في رمضان
تعد الصورة الثابتة في عادات وتقاليد سكان البليدة الذين يعشقون قضاء سهرات رمضان بإحياء بعض الالعاب الشعبية و البوقالات التي نجد النسوة يتبادلنها ويتقن حفظها من اجدادهن وهي عادة ماتزال راسخة في عادات وأذهان البليديين في سهراتهم الرمضانية ونجد الجيران من النسوة يتبادلن الزيارات خلال السهرة لتنظيم قعدات زمان وسرد الحكايات القديمة و الامثال الشعبية والنكت وكذا البوقالات التي تزيد سهراتهم نكهة خاصة ونجد الجدات الاكثر حفظا للألعاب والبوقالات التي تضفي على سهراتهم الرمضانية مذاقا خاص لا يتكرر إلا في شهر البركة .

إعداد أشهى واجمل الأطباق الرمضانية منافسة حادة بين العرائس
من العادات الراسخة في قاموس تقاليدالعائلات البليدة حيث تجد العرائس الجدد اللائي تزوجت قبل حلول شهر رمضان بأيام قلائل تجدن أنفسهن مجبرات على اجتياز مسابقة فرضتها العادات القديمة تتنافس فيها على إعداد أشهى وأجمل الأطباق بهدف إبراز قدراتهم وتفاخرهن على بعضهن البعض فنجد كل عروس دخلت العائلة حديثا تسارع ف وقت مبكر من ايام رمضان الى قضاء وقت طويل داخل المطبخ بهدف اعداد كافة اطباق رمضان لإظهار كفائتها ونيل رضى الزوج وعائلته والتباهي أيضاوهي العادة التي ماتزال موجودة داخل الكثير من سكان الولاية نجد الكثير من لعائلات الجزائرية ماتزال تحافظ عليها إلى غاية اليوم وتعتبرها من عادات وتقاليد رمضان كما نجد عادة أخرى لا تختلف فيها سكان البليدة عن باقي سكان الجزائر والمتمثلة في تصويم الطفل الصغير الذي يبلغ سن السادسة لنصف يوم كعادة بغية تحضيره لصيام الشهر والإحتفال به في موعد الفطور وذلك بإعطائه شراب مصنوع من ماءالزهر والسكر ويكون موضوع بداخله خاتم من الفضة تبركا بالشهركما تقوم عائلات اخرى برمي الحلوى فوق رأسه الطفل الصائم وإلباسه ملابس جديدة .
ربورتاج: كهينة بودوح


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)