الجزائر - A la une

السياسة الألمانية تجاه القضية الفلسطينية



السياسة الألمانية تجاه القضية الفلسطينية
يطرح كتاب ''السياسة الألمانية تجاه القضية الفلسطينية'' للباحثة عبير الشيخ حيدر، الدور الذي لعبته ألمانيا منذ فترة الحكم النازي، في دعم الحركة الصهيونية لتحقيق حلمها في قيام الوطن اليهودي في فلسطين ثم دعم الكيان الصهيوني بعد نشوئه على أرض فلسطين عام .1948
تشير الباحثة حيدر الى أن ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، بدأت تشككك في نجاح ممارسة القوة العسكرية في تحقيق مصالحها، فأظهرت التزاما قويا تجاه معايير القانون الدولي وفقا لتحقيق مصالح الدولة الألمانية الغربية، التي اتصفت بالسلبية نحو القضية الفلسطينية بسبب صعوبة اتخاذ موقف متوازن بين طرفي الصراع العربي - الصهيوني، لذلك قامت ألمانيا الغربية بدعم الكيان الصهيوني سياسيا واقتصاديا وعسكريا. مشيرة الى تجاهلها لمنظمة التحرير واعترافها بالكيان الصهيوني، ما أثر سلبا على علاقتها بالدول العربية عام .1965
وتتحدث الباحثة في كتابها - الذي يقع في 222 صفحة من القطع الكبير - عن ارتباط ألمانية الديمقراطية بالكتلة الشرقية وإقامتها علاقات مميزة مع منظمة التحرير واحتفاظها بعلاقات وثيقة مع الدول العربية التقدمية، لا سيما سوريا ومصر، موضحة أن ألمانية الشرقية لم تعترف بحق الفلسطينيين بكافة التراب الفلسطيني وإنما أعلنت تأييدها لإقامة دولة فلسطينية مستقلة تصل الى حدود 1967 ولم تتبادل العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني حتى توحيد ألمانيا من جديد عام .1990
وتظهر الباحثة في كتابها ان ألمانيا بعد عام 1990 ظلت على كرهها للعداء واستخدام القوة العسكرية ضد العالم بغية الهيمنة ولعبها دورا في محاولة دفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وذلك في فترة حكومة شرودر الى ان تراجعت وتيرة هذا النشاط مع وصول ميركل الى السلطة في ألمانيا. وتطرح الباحثة ان السياسة الالمانية بعد شرويدر بدأت تعمل على اسس ايدويولوجية محضة ربطتها بسياسات القوى العظمى، ما جعلها في كثير من الأحيان تفتقر الى الدقة والموضوعية وذلك بسبب اوضاع اليهود في ألمانيا ووزنهم السياسي والاقتصادي نتيجته التعاون النازي - الصهيوني ودوره في تجهير اليهود الى فلسطين وآثاره السلبية على الشعب الفلسطيني.
وتدرس حيدر التحول الكبير في سلوك ألمانيا السياسي، فتسلط الضوء على اتفاقية التعويضات وصفقة الأسلحة مع الكيان الصهيوني وآثارهما على الجانب الفلسطيني، كما تبحث في تداعيات حربي جوان عام 1967 وأكتوبر عام 1973 على الموقف الألماني، إضافة الى موقف ألمانيا الغربية من منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك.
وتذكر حيدر بموقف ألمانية السلبي من انتفاضة الأقصى عام 2000 ومن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. مشيرة أيضا الى موقف الحكومة الألمانية بقيادة أنجيلا ميركل من حكومة حماس ومشاركتها بالحصار عليها. وكان من اللافت اعتماد الباحثة في كتابها على الدراسة المنهجية والتطبيقية في المحاور التي اتت بها وطرحتها مركزة على التبويب والتوثيق والمراجع، نظرا لأهمية الخطر الذي ترتب على الصراع العربي - الصهيوني وضرورة عمل الباحثين والأدباء والكتاب في محاولة ردع هذا الخطر من الناحية الثقافية والفكرية.





سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)