الجزائر - A la une

"السنابست" يحمّل الحكومة الوضع الذي آلت إليه المدرسة الجزائرية



استنكرت النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ”السنابست” العودة إلى نفس الأخطاء في تسيير قطاع التربية، الذي يدفع فاتورتها الأساتذة والمعلمين والتلاميذ والأولياء فقط، وعجز المسؤولين عن إيجاد حلول نهائية لها محملة السلطات العليا في البلاد مسؤولية حماية المدرسة الجزائرية من هؤلاء وأولئك، مشددة أن مسألة الإيديولوجية والهوية فصل فيها بيان أول نوفمبر، وأكد عليها الدستور الجزائري، وأن غايات المدرسة الجزائرية بينها القانون التوجيهي للتربية. وسجل المنسق الوطني ل”السنابست” مزيان مريان أنه عقب اجتماع للمكتب الوطني للنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني والذي جاء في ظل الحراك الذي تشهده الجبهة الاجتماعية عامة، والتربوية خاصة، وبكل أسف لما آل إليه الوضع الاجتماعي، من إقصاء وتهميش للشركاء الاجتماعيين والممثلين الحقيقيين للعمال، ومن انخفاض القدرة الشرائية للمواطن، ومن عدم استقرار الطبقة الشغيلة، إذ دفع بعضها نحو التقاعد قسرا، وفرض على بعضها الآخر البقاء مكرهة وسلبها حقها من التقاعد، وما هو آت أسوء بكثير في غياب سياسة اقتصادية واضحة.واعتبر مريان أن لجوء الحكومة إلى الحلول السهلة بإلغائها للتقاعد النسبي والتقاعد دون شرط السن، ورفع الدعم، والتمويل غير التقليدي المحلي بعد إفلاسها للخزينة العمومية، وتبذيرها للمال العام، وسوء استعمالها لآلاف مليارات الدولارات، ما هو إلا اتجاه نحو المجهول ونحو أزمة جديدة تحت مسمى ”وسيلة إنقاض”، ولن يخرج الجزائر من أزمتها حسب تحليل الخبراء والعارفين بالشأن الاقتصادي العالمي والجزائري ما لم يرفق بتطوير الإنتاج المحلي البديل عن براميل البترول.
وحذر في ذات السياق من ما آل إليه قطاع التربية، من تأخر انطلاق الموسم الدراسي في بعض الجهات من الوطن، من عدم استلام بعض المؤسسات التربوية، وتجميد بعض المشاريع، ونقص في التأطير البيداغوجي والإداري، والاكتظاظ الذي لم تسلم منه جل المؤسسات التربوية، وسوء اختيار المسيرين، ناهيك عن وقوعه رهينة الصراعات والمزايدات الإيديولوجية تارة، وجشع المضاربين ورجال الأعمال تارة أخرى، حتى الأسواق السوداء والموازية كان لها نصيبها في عرض وبيع الكتب المدرسية والاستيلاء على جيوب الأولياء ضاربين بذلك مجانية التعليم عرض الحائط، يقول مزيان مريان.
وأمام هذا الوضع الذي يدعو إلى القلق وينبئ بانفجار اجتماعي وشيك، حذر المكتب الوطني للنقابة -حسب المتحدث -من عواقب عدم تدخل السلطة العليا لحماية المدرسة الجزائرية، مؤكدا رفضه لكل أشكال الإقصاء والتهميش الذي تتعرض له النقابات المستقلة، ويدعو الحكومة إلى حوار اجتماعي جاد مع الممثلين الشرعيين والحقيقيين للعمال، في كل القضايا والملفات الاجتماعية والمهنية، كالتقاعد، وقانون العمل، والقدرة الشرائية.
ورحب في المقابل المتحدث وبارك مشاركة نقابة ”سنابست” في مشروع إنشاء كونفدرالية النقابات المستقلة، متمنيا لها النجاح والتوفيق بما يخدم المصالح المشتركة للعمال داعيا في الاخير مناضليه إلى التجنيد أكثر ليس فقط لتأدية رسالته النبيلة في تربية وتعليم الأجيال، وإنما في النضال لتصحيح الوضع المرير الذي تعيشه المدرسة الجزائرية ولتحقيق المطالب الاجتماعية المرفوعة، وللرقي بالأستاذ إلى مكانته الاجتماعية الحقيقة، وما ضاع حق وراءه طالب.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)