الجزائر

السلم بعد الحرب



السلم بعد الحرب
لم تنته معركة الأمس بلا خسائر جانبية، هذا علاوة على مضيعة يوم كامل في حرب بلا هوادة ضد الناموس. الناموس أضيفت له الحرارة! المرة القادمة، سأكردي أو سأنصب على تاجر إن لزم الأمر، وسأشتري "كليماتيزوز"! بهذه الطريقة سأنتهي مع الناموس ومع الحرارة وسوف أقضي اليوم نائما بطريقة مكيفة! سأتكيف مع الوضع، ولكن لأجل ذلك، لابد من مال لشراء المكيف! (مرة قلت لمحافظ شرطة جاءني ليسأل عن سبب الديرانجما التي سببتها للنائمين في عز الليل باستعمال "الهيلتي" الثاقبة الكهربائية! قلت له: راني باغي نتكيف! قال لي: واش راك تقول؟ تتكيف؟ واش الدخان وإلا الزطلة؟ قلت له: نتكيف..نتبرد..راني باغي نفكر نشري كليماتيزور نهار نخلص! طلب مني أن أتوقف عن الثقب في الليل ونصحني بالعمل عوض النوم وتركني وذهب..).فلقد واصلت المعركة حتى نهايتها ضد الناموس الذي غزا بيتي من جراء فتح النافذة والأبواب لساعة للتهوية من طرف زوجتي! (قلت لها: بلا تهوي ولا تشميس علي! الناموس يدخل! خلي كلش كما راه! الريحة، الهم، الزبل، البيدو..كلش خليه كما راه!.. مع ذلك أخرجت البيدو إلى البلكون بعد أن غسلته وتركته يجف ويقطر، فمه إلى الأسفل!).لم أغلق الباب كالعادة بالزكروم، لأني بقيت أحارب الناموس ونسيت هذا الإجراء الأمني! أفضل أن يدخل علي الناموس لينهشني على أن تدخل علي زوجتي لتصدعني بكلامها. بقيت أصوب باتجاه فلول النظام القديم من أسرة الناموس التي دخلت وبقيت محتلة للبيت بعد إحكام غلق النافذة والباب، أسقط هذه بنعالة زوجتي التي أسميتها "طوماهوك" أو في حالة ما إذا كانت مسافة القصف بعيدة، استعمل "الكروز"! صباطي العريض المفلطح الأنف الذي تعلمت أن أسدد به في كل الاتجاهات وأرمي به ناموسة أو سربا من الناموس فلا أخطئ الرمية أبدا! صباط ذكي! يسقط الناموسة ولا كانت طفلة في الدقيقة الرابعة من عمرها!. آخر الأحداث الجارية على مستوى خط المواجهة وقعت عندما صوبت الكروز باتجاه فانطوم تحوم على بعد أمتار مني! قوست عيني قليلا وصوبت الضربة صوب الاتجاه الذي يرسمه أنفي المتطاول! فقد كنت استعمل أنفي كماسورة رشاش أصوب به رمية الصباط أو النعالة باتجاه الهدف المراد إسقاطه! ورميت الكروز باتجاه الناموسة التي كانت تطن قرب مدخل الباب. الحمد لله أن الكهرباء و100 فولت، قد ساعدتني في التسديد وضبط الهدف على رادار أعيني التي لم تعد ترى الشيء الكثير من كثرة ما رأت من أشياء كثيرة!. صوبت، ثم عوجت عيني وأطلت أنفي، ثم بضربة ذكية وعاجلة، أطلقت الصاروخ، لأسمع الصراخ! صراخ زوجتي وهي تدخل على الفور ليرتطم بأنفها الكروز المحلق على مسافة منخفضة من ساحة المعركة! صرخت وسقطت مغشيا عليها من فرط هول الخلعة ومتانة الضربة! يالطيف فين جات! قلت لها عندما أفاقت وأنا لا أعرف ماذا أقول: حسبتك ناموسة.. آآه..ناموسية! وأنت واش دخلك دروك للبيت! ماراكيش تشوفي رانا في حالة حرب! هذه منطقة عسكرية..محرمة..! هبلتي؟ لو كان جاتك في العين! قالت لي وهي تبكي: العين والفم والنيف..غير كيفكيف! شوف نيفي شوف! راه ولا خبزة! قلت لها: وأنا اقرب وجهي منها لأرى وقع الضربة، بعد أن أخطأت لأول المرة الناموسة وجبتها في أنف زوجتي الذي انتفخ كالكرموسة!: ياااه... ما كاين والو..سلامات سلامات..! في هذا الوقت كان أنفي يدخل في عينها فتصرخ: عيني...عيني.. نيفك ثقب لي عيني... آآآي.. طردتها للخارج وأغلقت الباب خلفها: أخرجي علي، يالطيف، كنا غاية في الحرب! السلم ما ينفعش معكم، يخصكم غير الحرب باش تتعلموا نعمة السلم.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)