الجزائر - A la une


الذهنيات المتحجرة
مشكلة الجزائر ليست في الإمكانيات ولا الإرادة السياسية، إنما في العقليات والذهنيات التي تأبى مسايرة التطور والتكيف مع التحولات التي تشهدها البلاد، وتكفي جولة سريعة لإداراتنا للتأكد من هذا الواقع الذي يدفع ثمنه المواطن ويسيء لمصداقية السلطات التي لا ناقة ولا جمل لها في تصرفات طائشة لمن لا ضمير لهم.
لقد احتفل هؤلاء بالعام الجديد وتمنوا الأفضل لحياتهم، لكن هل توقفوا برهة من الزمن وحاسبوا أنفسهم عما قدموه من جهد وما تقاضوه من مقابل؟ الأكيد أنهم لم يفعلوا ذلك لإدراكهم أن ما قدموه لا يضاهي عشر ما تقاضوه، وهذه حقيقة لا مفر منها؛ فأي إضراب عن العمل يغيب فيه الحد الأدنى للخدمة سواء تعلق بالمؤسسات الصحية أو التعليمية أو التي لها علاقة بالخدمات الأخرى كالحالة المدنية والبريد والاتصالات، مما يتنافى والقانون، أما التهاون في العمل واللامبالاة فأصبحت سمة الذين لا يخجلون من المطالبة دون أن يقدموا خدمات للمواطن في مستوى ما يتقاضونه.
إن غياب خدمات في المستوى المطلوب وفي مستوى الإمكانيات التي سخرتها الدولة لتطوير حياة المواطن والتكفل بانشغالاته اليومية، تتطلب متابعة وصرامة دائمتين للحيلولة دون أن تكون مصالح المواطنين رهينة نزوات ممن يضربون عرض الحائط بكل التوجيهات والتعليمات ويكرسون كافة أشكال البيروقراطية والفساد الإداري بذهنياتهم المتحجرة.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)