الخروج عن النص يؤدي إلى أبشع العواقب

لا يستطيع الإنسان أن يحيا وفقا لقانون خاص به وحده. فالمجتمع له قانون ... والأسرة لها تقاليد ... والخروج عن النص يؤدي إلى أبشع العواقب ... قصة "فاطيمة ن" نموذج صارخ لكل فتاة تعتقد أنها تستطيع الخروج عن النص وتحقيق أحلامها بشتى الطرق الغير المشروعة...===لطيفة مروانالمرأة المغتصبة ... امرأة مرفوضة اجتماعيا، ربما تجد مجموعة من يشجعونها ويروجون لها، ويكتسبون من ورائها المال الوفير، ولكنها في النهاية نقطة سوداء في رداء المجتمع ... ورغم هذا فإنها تعيش في عالم ربما لم تخطط له ، ولم تحلم به يوما، أتتمناه لنفسها إلا أنها سقطت فيه ذات يوم سهوا أو عمدا ... وعاشت تفاصيله وأسراره وهي تضحك للناس وتبكي بينها وبين نفسها ...كثيرات يعشن الآن خلف القضبان بسبب وقوعهن فرائس سهلة المنال من طرف عصابات يعملوا في نشر الرذيلة ...وكثيرات يبحثن عن التوبة بعد أن ارقهن الندم ....هربت....لتنتقم من والدها"فاطيمة ن" أم عازبة من مواليد 1972 من أولاد بوزيان بسيدي علي ولاية مستغانم، هربت من منزل أبيها يوم 06 سبتمبر 1998، هذا التاريخ الذي يبقى محفورا مدى الحياة ولا يمكنها أن تنساها حسب تعبيرها. وذلك بسبب معاناتها الكبيرة من ضغط وقساوة والدها الذي كان يتعامل معها وأختها على أساس أنهما "حيوانات"، إذ انه يتعمد ضربهما لسبب أو لآخر وحرمهن الخروج من المنزل وحتى لزيارة العائلة.المعاملة القاسية لم تتحملها "فاطيمة " فلجأت إلى طريقة أخرى لتنتقم من والدها الذي سوّد لها الدنيا وجعلها تسئم من الحياة. ولأنّها كانت تتابع باستمرار كل المسلسلات والأفلام خاصة المد بلجة، لاحظت أن البطلة كانت تهرب لتجد الفرح والسعادة في انتظارها فعزمت على تقليدها، لعلها تجد الجنة الموعودة، وفي لحظة غضب، وبدون أي تفكير حملت حقائبها وغادرت "فاطمة" البيت بعد أن استغفلت الجميع واغتنمت فرصة نومهم انتقلت إلى محطة القطار وتوجهت صوب العاصمة وبعد حوالي ست ساعات وصلت إلى "الجنة المنتظرة" التي لا طالما حلمت بها وتمنت أن تطأ أقدامها المكان. اعترضوا طريقها مجموعة من الشباب وتمكنوا من إقناعها أنهم بإمكانهم أن يجدوا لها منصب شغل بعد أن أعلمتهم بقصتها كاملة، وبالفعل توجهت معهم "فاطيمة" إلى غابة التسلية ببينام حيث تعرضت للاغتصاب مدة ثلاثة أيام... دورية الدرك كشفت المستوروفي احد الأيام فروا الشبان وتركوها وحدها في الغابة ليتمكن مصالح الدرك الوطني من إيجادها بعد أن كانوا في دورية عادية بالمنطقة، وبعد التحقيق معها تمكنوا من معرفة مكان قدومها، فقرروا إعادتها إلى بيت أهلها إلا أن ولدها لم يرغب بها ورفض استقبالها خاصة بعد اضطلاعه بأمر اغتصابها.فما كان على الفتاة إلا أن تعود أدراجها إلى العاصمة لتبدأ رحلة ممارسة الرذيلة من بابها الواسع، بعد أن ذهبت إلى بيت عمها ولم يرغب هو الأخر باستقبالها عنده ، وفي 25 جانفي 2005 ذهبت إلى أحد أقارب زوجة أبيها الذي كان يسكن بمفرده وعاشرته مدة طويلة وبمجرد علمه بأنها حامل حتى طردها وهي في الشهر الثلاث فأجبرت على الخروج من البيت وهي حامل، لتضع مولودتها في الشارع. والآن تطلب "فاطمة " بعد أن قتلها تأنيب الضمير، مساعدتها لإيجاد منصب شغل لها ليفنيها سؤال الناس ويمكنها من التكفل بابنتها التي جاءت إلى الدنيا في غياب حنان الأب.