الجزائر - A la une

الخبز يمثل 95 بالمائة من النفايات المنزلية


الخبز يمثل 95 بالمائة من النفايات المنزلية
كشف رئيس مصلحة القسم التقني والبيئة بالنيابة بمؤسسة ”نات كوم” لجمع النفايات محمد تليجاني أن النفايات المنزلية ارتفع حجمها ثلاثة أضعاف من الكميات التي كان عمال المؤسسة يرفعونها خلال الفترات السابقة معتبرا أن سياسة التبذير التي انتهجها المواطن الجزائري، ساهمت في ارتفاع كميات النفايات، ويمثل الخبز نسبة 95 بالمائة من الحاويات الموزعة عبر 28 بلدية بالعاصمة، هذا ما يؤكد غياب الوعي وثقافة التسيير في الأسرة الجزائرية.وأضاف نفس المتحدث أن هذا الوضع دفع بمصالحه لتكثيف دورات رفع النفايات، بعد أن كانت ثلاث مرات في اليوم إلى ستة دورات، اثنتين في الفترات الصباحية، ثلاث في الفترات المسائية على مستوى بلدية الجزائر الوسطى كما تم تجنيد عدد إضافي من عمال المؤسسة وهذا بسبب الكميات الكبيرة للنفايات التي باتت تشوّه المحيط الخارجي لأغلب بلديات العاصمة.النفايات تهدد البر والجو والبحر..ويؤكد المختصون في علم البيئة أن النفايات المنزلية الصلبة مثل مخلفات الأطعمة وقشور الفاكهة والخضروات تعمل على تجميع الحشرات التي تنقل السموم والأمراض إلى حيث يمتد بها والانتقال إلى الأماكن المزدحمة بالسكان بالإضافة إلى أن هذه النفايات تلوث الجو بالغازات المنطلقة منها الدخان الناتج عن احتراقها فيؤدي إلى تلوث الهواء مما ينجم عنه تلوث كيميائي يتمثل في انبعاث غازات سامة التي تشكل أمطار حمضية التي يمكنها أيضا أن تحدث أضرار ببعض أنواع البنايات والآثار التاريخية والتماثيل. هذا يحدث عندما يتفاعل حمض الكبريتيك في تلك الأمطار مع مركبات الكالسيوم في الحجارة (كالأحجار الجيرية أو الرخام أو الغرانيت) لتكوين الجص الذي يتشقق ويسقط. الأمطار الحمضية أيضا تتسبب في تسريع أكسدة الحديد،كما يمكن أن يتفاعل حمض الأزوت (النيتروجين) الموجود فيها مع كثير من المعادن في المنشآت الصناعية ويتسبب في تخريبها.و تكمن خطورة النفايات عند اقترانها بالمياه التي قد تصل إليها فتعمل على تلوث المياه الجوفية بالإضافة إلى أنها تعتبر مزرعة لتكاثر الكائنات الحية للأمراض مثل الفئران والصراصير والذباب.النفايات حولت العاصمة إلى مزبلة عموميةوذكر محمد تليجاني أن مشكل النفايات الذي يشوّه وجه العاصمة، سيعرف طريقا للحل من خلال استغلال خدمات المؤسسة الولائية الجديدة ”إكسترا نات” والتي شملت خدماتها 29 بلدية غير حضرية لتضاف بذلك إلى خدمات مؤسسة ”نات كوم” التي تسيّر حاليا 29 بلدية لوحدها، ما سيخفّض الضغط على هذه الأخيرة وسيعطي دفعا ووجها جديدا للعاصمة التي ما فتأت تغرق يوما بعد يوم في الأوساخ والنفايات التي شوّهت وجهها الحقيقي وألصقت فيها صورة الجزائر السوداء بعدما كانت بيضاء إلى وقت ليس ببعيد.كما أدت تعليمات والي العاصمة عبد القادر زوخ –يضيف ذات المصدر- بضرورة تحسين منظر العاصمة وتشديده على تلميع صورة العاصمة إلا أن رؤساء البلدية أهملوا في مهمتهم حيث أصبحت العديد من أحياء وشوارع العاصمة، تعيش حالة من الفوضى والإهمال بسبب النفايات المكدسة على طول أزقة وأرصفة طرقها الرئيسية، دون الولوج للأحياء والمسالك الضيّقة أين لا ترى عين ناظر ولا يشم مواطن أو مسؤول جاعلة منها ديكورا تشمئز له الأبدان وتشوه المحيط العام لها، وهو ما يتسبب في انتشار الروائح الكريهة وكذا الحيوانات الضالة التي وجدت مكانا لها وسط تلك المزابل المتعفنة.