الجزائر

الحليب ومشتقاته لتفادي أمراض العصر



الحليب ومشتقاته لتفادي أمراض العصر
شكل موضوع "أهمية الحليب ومشتقاته في اتباع نظام غذائي متوازن"، موضوع لقاء نظمته الشركة الجزائرية للتغذية مؤخرا بالعاصمة. وأوضحت البروفيسور مليكة بوشناق رئيسة الشركة، أهمية مشتقات الحليب القصوى في إحداث نظام غذائي متوازن ملائم لصحة الفرد وتفادي العديد من الأمراض مثل السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.يأتي تنظيم هذا اللقاء تزامنا مع شهر رمضان، وهي الفترة التي تشير البروفسور بوشناق إلى أنها تسجل اضطرابا في النظام الغذائي للجزائريين، بسبب الاستهلاك العشوائي للسكريات والمملحات والصودا في ظل انعدام شبه كلي للحركة، في المقابل اعتبرت المختصة أن رمضان يمثل فرصة جديدة للتذكير بضرورة أخذ وجبات غذائية صحية ومتوازنة تضمن استهلاك من 2 إلى 3 حصص من منتجات الألبان يوميا، إما على شكل حليب أو زبادي (ياوورت) أو جبن أو أية منتجات أخرى مشتقة من الحليب.وتشير دراسة أعدها مخبر التغذية الإكلينيكية والأيضية بجامعة وهران حول "العادات الغذائية وخطرها على القلب والأيض لدى المراهقين في المدارس"، بأن الوجبات المفضلة لدى الأطفال والمراهقين والشباب عموما، تنحصر حاليا في الكعك والبسكويت والخبز والشكولاطه والمشروبات المحلاة والجبن والنقانق، وهذا يعني أن وجبة واحدة فقط من بين الوجبات السبع مشتقة من الحليب. هذا تحديدا ما جعل البروفسور بوشناق المشرفة على الدراسة تتأسف من تدهور النظام الغذائي لدى الجزائريين، محملة المسؤولية كاملة على الأولياء الذين يشجعون أبناءهم على اقتناء الأكل السريع خاصة منه "الشيبس" والسكريات والصودا، "إما من خلال إعطائهم مصروف الجيب أثناء اليوم الدراسي، وهو الذي يستغلونه في شراء هذه الأشياء المضرة لصحتهم، أو حتى من خلال الاعتماد على شراء الأكل الجاهز ك"البيتزا" وغيرها لأسباب كثيرة، منها ضيق الوقت لتحضير الأكل أو حتى الاختباء وراء مسألة عدم تفضيل الأبناء لاستهلاك الخضر أو الأكل المحضر في البيت"، تقول المختصة ناصحة ربات البيوت تحديدا للعمل بجد في تغيير نظام الأكل لأسرهن، من خلال مضاعفة حصص استهلاك مشتقات الحليب وكذا الخضر والفواكه، مع الاهتمام أيضا باستهلاك السكريات باعتدال كبير.ووفقا للمتحدثة، فإن الصحة ترتكز عموما وصحة العظام بوجه خاص، على تغذية متوازنة مرفوقة بعناصر غذائية هامة كالكالسيوم وفيتامين ‘د' والبروتينات ونشاط بدني منتظم وأسلوب حياة صحي، موضحة أن استهلاك الفرد لحصص ثلاث من مشتقات الحليب يعد أكثر من ضروري، بمعنى استهلاك ثلاثة أنواع من الكالسيوم يوميا، أي 120 مليلغرام من الحليب و150 غرام جبن أبيض وعلبة زبادي (ياوورت) وهذا حتى يتم خلق نوع من التوازن في الجسم بالكالسيوم، موضحة أن هذا الأمر صالح لكل الفئات العمرية وليس الأطفال فقط، إنما حتى البالغين، مع نصح النساء بعد الأربعين عاما بالاهتمام بهذه المعادلة وجعلها ضمن النظام الغذائي اليومي لهن، تفاديا لهشاشة العظام، بالتالي إبعاد خطر التعرض لكسور.وتشرح المختصة أن عند الطفولة أو خلال مرحلة المراهقة، يجب تناول كميات كافية من الكالسيوم عن طريق الغذاء، "وهذا ضروري لتقوية العظام، حيث يتم تكوين أكثر من 90 بالمائة من مجموع هذه الكتلة في حوالي سن ال18 بالنسبة للإناث وال20 بالنسبة للذكور"، موضحة أن فوائد الحليب ومشتقاته تظهر على المدى الطويل من خلال التخفيض من مخاطر الإصابة بمتلازمة الأيض وداء السكري من النوع الثاني، فضلا عن مرض القلب والأوعية الدموية.من جهة أخرى، تتحدث المختصة عن أن الجزائر تعرف حاليا فترة تغذية انتقالية، حيث تغيرت عادات الأكل لدى الجزائريين التي كانت فيما قبل تعتمد على الخبز الكامل وزيت الزيتون والكثير من الخضر، لتتغير اليوم نحو الأكل السريع والخبز المُحسن والكثير من السكريات والمملحات والمشروبات الغازية بصفة كبيرة، "وهذا النمط يحفز ظهور الكثير من الأمراض، إلى جانب البدانة، وهنا يمكننا تكرار دق ناقوس الخطر بالنظر إلى استفحال هذا المرض وسط الأطفال الأقل من 12 سنة تحديدا، حيث تشير مجمل الدراسات المنجزة إلي أن نسبتها 8 بالمائة، وهذا خطير جدا ويمكن أن تصبح الجزائر في خطر مواجهة داء السمنة الذي سيشكل تهديدا آخر للصحة العمومية في المستقبل القريب".في الأخير تشدد المختصة على أهمية التكثيف من حملات التوعية لتعليم المواطنين كيفية تناول أكل أفضل، واعتماد عادات تغذية جديدة ومتوازنة، وتدارك الفوائد الجمة للحليب ومشتقاته، لأنها تشكل منتجات صحية وتساهم في اعتماد نمط حياة صحي وتبني نهج وقائي.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)