الجزائر - A la une

الجزائر والغياب المدوّي!؟




الجزائر والغياب المدوّي!؟
بحثت في وجوه من اعتلوا أمس منصة الأمم المتحدة في الذكرى السبعين لتأسيسها، يقرأون خطبهم التي تحدد تصوراتهم لمصير العالم، والحرب الدائرة في سوريا والشرق الأوسط، بحثت عن صورة تمثل الجزائر، وبين الأصوات عن صوت الجزائر الذي وقف على الدوام متحديا القوى الكبرى فاسحا الطريق أمام ممثل فلسطين ياسر عرفات، لكني لم أجد أثرا، وكانت الجزائر مرة أخرى غائبة عن منبر كبار العالم في هذه المرحلة الحرجة التي ترسم فيها جوستراتيجية جديدة لمنطقتنا!؟تحدث بوتين، وتحدث أوباما، وتحدث السيسي، وتحدث آخرون، لكننا طبعنا المناسبة بغيابنا المدوي مرة أخرى.وماذا في المقابل؟ في المقابل تغرق البلاد هنا في حرب العصب، ومحاولات كسر عظم للهروب من الواقع المر الذي البلاد مقبلة عليه.خرج الوزير بوشوارب أمس، يتهم أحد أقطاب الصناعة بتهريب رؤوس الأموال إلى الخارج بطرق غير قانونية، وقبله اتهم الوزير نفسه بكسب غير مشروع على ضفاف السين، وقبله اتهم ربراب السلطة بتسبيق مستثمرين أجانب على الوطنيين.وهكذا نغرق من جديد في الحرب الدائرة والصراع على السلطة، ولا شك أن هذه الحرب التي تستهدف ربراب، مثلما استهدفت أخرى قبله مجمع الخليفة ورجال أعمال آخرين لن تنتهي على خير، رغم أن ربراب ليس الخليفة وقيمته المضافة في الاقتصاد الوطني لا ينكرها إلا جاحد أو حامل لمعول التهديم الذي بدأ يضرب مؤسسات الجمهورية. وفي طريقها ستأكل نيران الحرب الأخضر واليابس وما تبقى عن نار الإرهاب من بناء. وسيدفع الجزائريون البسطاء ثمن وقودها. فكسر ربراب إن تم سيؤدي إلى خسارة عشرات الآلاف من الوظائف، وعشرات الملايين من مداخيل العملة الصعبة البديل لمداخيل النفط.ثم لماذا تكلم بوشوارب الآن؟ هل العملية مجرد إلهاء للساحة السياسية الراكدة، وتغطية على الغياب المدوي للجزائر في المحافل الدولية؟ أم أن حرب الخلافة قد بدأت، وبدأت بكسر عظام رجال المال الرافضين لمشروع التوريث، وأعني بمشروع التوريث فرض خيار جهة واحدة لخلافة الرئيس بعيدا عن التوافق الذي كانت تتم وفقه الخيارات، قبل أن تفرض على الجزائريين في صيغة الأمر الواقع؟لا شك أن الاتهامات الموجهة التي صاغها أمس الوزير لربراب خطيرة وكان عليه طرحها أمام العدالة، وليس الإعلام، لكن ربما لأنه يعرف أن بين يدي الطرف الآخر أيضا ملفات نتنة وتاريخ مشين فاكتفى بالتلويح بهذه التهمة إعلاميا للتخويف لا غير، ليجبر الطرف الآخر على إخراج ما عنده من ملفات، ليس لتطهير الساحة قبل معارك الرئاسيات، بل لإغراقها في أوحال الفساد ويظهر الجميع متورطين، ويصبح مرة أخرى الخيار على الأقل سوءا مثلما هي القاعدة المتبعة.لن يقدم بوشوارب ولا غيره خطة لتفادي الأزمة التي ستعصف بالبلاد، الاقتصادية مثل السياسية، لأن لا أحد يملك البدائل، فلا بأس من تلهية الساحة بشيطنة ربراب وكسره، فنحن لا نحسن إلا الهدم!




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)