الجزائر

الجزائر: معوق 100% يستغل لجلب المال في الكاليتوس



اعتدنا عند الحديث عن ظاهرة التسول على استحضار تلك الصورة النمطية، التي رسمت في أذهاننا لذلك الشخص الذي لا يفعل شيئا سوى التسكع، أو ذلك المجهول الذي يجوب الطرقات و الأزقة و الشوارع بجسد نحيل و ثياب ممزقة متأبطا – كرتونة – متسخة أو أكثر يجعلها فراشه إن أراد النوم.
المتسول عادة هو ذلك الشخص الذي اختار حياته كما يهوى و رسم لها طريق التشرد و البؤس في الشوارع و الأزقة، و لكن الشاب المرمى وسط كرسيه المتحرك على قارعة الطريق الرابط بين الشراربة ببلدية الكاليتوس و بلدية مفتاح بالجزائر العاصمة( حي الرماضنية ) لم تعطى له الفرصة كي يختار لحياته الدرب الذي يريده، و العابر لذلك الطريق يصدمه منظر الشاب العاجز بدرجة 100% موضوعا على قارعة الطريق لا حاجز يقيه حرارة الشمس و برد الشتاء، استوقفنا المنظر المثير للقشعريرة في الجسم و حين أدركنا أن ذلك المغلوب على أمره لا يستطيع الكلام إلا بصعوبة، تقربنا من احد الشباب القاطنين بالحي حيث اخبرنا بأنه في إحدى المرات بينما كان عابرا نظر إليه محاولا جمع الأحرف التي تخونه للتعبير عما يخالجه، تقربت منه يقول المتحدث و ووضعت يدي في جيبي لأعطيه النقود ليفاجئني برفضه لها، حاولت لأفهم أكثر فأدركت انه كان فقط يريد مني أن انقل الكرسي المتحرك الذي يحمله ليقترب من ظل الأشجار المنتشرة على حافة الطريق، و عند سؤالنا عن تفاصيل أخرى اعتذر الشاب لأنه ليس من الحي نفسه بل هو عامل هناك فقط، و في اليوم الموالي عدنا ثانية إلى المكان لنصادف رجلا عجوز تبين انه احد جيرانه، فاخبرنا عن المأساة التي يعيشها هذا المسكين وسط عائلة تتكون من 3 فتيات و أخ آخر يعاني الإعاقة بالإضافة إلى أخ واحد لا يعاني أي مشاكل صحية و أب عجوز يعاني الفقر، و يعد هذا اللاجئ إلى الشارع رغم إرادته مصدر رزق للعائلة، حيث يوضع على قارعة الطريق يوميا لجلب قوت هذه العائلة التي نالت منها قساوة العيش لتمارس التسول باستعمال العاجز عن الحركة لتحريك مشاعر المارة و إعطائه المال.
الكارثة لم تتوقف عند هذا الحد الموجع بل تعدتها إلى الاستغلال من طرف شباب الحي الطائش الذي يترصد ذلك المستسلم رغما عنه فيأخذون منه كل ما جاد به المارة عليه و ما تصدقوا به، ليستثمر الجميع في هذا الضعيف الذي لم تحالفه الدنيا ليجد من يحميه من الوحوش البشرية المفترسة.
وفي حين تنادي المنظمات الدولية بمنع المتاجرة بفرو حيوان الفقمة الذي يعيش في جزيرة غرويلاند، في أعالي المحيط الأطلسي لحماية هذا المسكين من الانقراض و أخذت رغبات الكلاب بعين الاعتبار في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، و تقام في ألمانيا جسور و ممرات محفوفة بالأشجار و النباتات لحماية الحيوانات العابرة للطرق السريعة، يعاني ذو الاحتياجات الخاصة في الجزائر من استغلال بشر لا يعرفون الإنسانية و سكوت سلطات حماية الفئات الضعيفة بالنسبة إليها في ذيل أولوياتها.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)