الجزائر - A la une

الجزائر تحشد الدعم لمواقفها من القضايا الإقليمية والدولية


الجزائر تحشد الدعم لمواقفها من القضايا الإقليمية والدولية
التحرك الدبلوماسي جاء ليقطع الطريق أمام التشويش المغربيعرفت الجزائر إنزالا غير معهود لوفود عربية إفريقية وأجنبية خلال الأشهر الأولى من هذه السنة، حيث استقبل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة العشرات من الشخصيات خلال الفترة الأخيرة، فرضته التطورات الأخيرة الحاصلة على المستويين الإقليمي والدولي، التي دفعت بالدبلوماسية الجزائرية إلى التحرك لحشد الدعم لمواقفها من مختلف القضايا الراهنة، وكذا تبادل الآراء وتعزيز التنسيق مع عدد من الدول لمواجهة أكبر المخاطر التي تهدد دول العالم في مقدمتها الإرهاب والجريمة العابرة للحدود.زار الجزائر مؤخرا عدد كبير من الشخصيات العربية، الإفريقية والأجنبية، التي تطمح لتعزيز علاقاتها مع الجزائر، التي أضحت تلعب دورا إقليميا ودوليا محوريا، من خلال مساهمتها في حل جل الأزمات التي تعرفها المنطقة على غرار مالي وليبيا، وجهودها في مكافحة الإرهاب وتصدير خبرتها في هذا المجال إلى دول أخرى شقيقة وصديقة، إلى جانب دعمها اللامشروط لدول الجوار كتونس ودول إفريقية بهدف مساعدتها في تحسين أوضاعها الداخلية، حفاظا على استقرار المنطقة، حيث استقبل الرئيس بوتفليقة رؤساء ووزراء خارجية وممثلين عن قطر، الكويت، السعودية، تونس، مالي، إثيوبيا، زيمبابوي، كينيا، البرتغال وألمانيا وذلك بهدف تبادل وجهات النظر حول أبرز القضايا وتعزيز التعاون في عدة مجالات تارة، وحشد الدعم لمواقف الجزائر إزاء قضايا عربية، إفريقية ودولية، ولعل أبرزها مسألتي مالي وليبيا في ظل وجود آراء مغايرة تماما للطرح الجزائري الذي يؤمن بأن الحوار السياسي هو الحل الأنجع لجميع الأزمات.وقد تحمل هذه الزيارات زاوية أخرى مغايرة، خصوصا بالنسبة إلى التطور الكبير الذي تعرفه علاقات الجزائر مع دول إفريقية مختلفة، حيث حرصت الخارجية منذ تعيين الوزير رمطان لعمامرة على رأسها، على تعزيز العلاقات مع إفريقيا، التي عرفت تعثرا لسنوات سابقة، ربما تتعلق بالتنافس الجاري بين الجزائر والمغرب لكسب ود باقي دول القارة السمراء، والظفر بدعمهم، حيث تعرف الدبلوماسية المغربية من جهتها نشاطا غير معهود يتعلق أساسا بالدول الإفريقية، أين تسعى الرباط لتنتزع مكانة الجزائر من خلال تقديم الدعم والمساعدات واستقبال القادة الأفارقة، ورفع حجم استثماراتها في الدول الإفريقية من خلال تجسيد أكبر المشاريع، إلى جانب دخولها على خط الجهود التي تبذلها الجزائر لحل أزمتي مالي وليبيا، مما قد يرهن مستقبل المنطقة مثلما رهن مساعي النهوض بالاتحاد المغاربي من قبل، وهو ما تفطنت إليه الجزائر، التي تحاول قطع الطريق أمام الأهداف التي سطرها المخزن، والحفاظ على علاقات جيدة ومتوازنة مع أبناء قارتها، بما يخدم المصلحة العامة للجميع.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)