الجزائر - A la une

الجزائر تبحث عن تحالف جديد مع روسيا يعوّض التواجد الفرنسي


تصنف أوساط فرنسية دعوة الوزير الأول عبد المالك سلال من موسكو إلى ”تعزيز” الشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين، في خانة بحث الجزائر عن ”تعويض التواجد الفرنسي بتواجد روسي أكبر وأقوى” في سياق توتر مع باريس وتهديد قادم من معسكر الخليج.واستهلت زيارة سلال والوفد المرافق له التي اختتمت أول أمس الخميس إلى روسيا، باهتمام فرنسي لافت، انطلاقا من التوتر الجزائري مع فرنسا ودول خليجية شكلت تحالفا مع المغرب، وفي هذا الصدد، قالت جريدة ”لوفيغارو” الفرنسية ”إن السلطات الجزائرية تستعد لتعويض الوجود الفرنسي في الجزائر بتواجد روسي أكبر وأقوى في إطار تحالف جديد يسمح للجزائر بالتصدي لأي تهديد قادم من دول معسكر التطبيع السعودية وحلفائها” وفق رأي الخبير السياسي مخائيل لاخاروف في تصريح للصحيفة الفرنسية، أين ربط هذا الأخير زيارة سلال بتطورات متسارعة على المستوى الإقليمي أهمها التصعيد على مستوى العلاقات بين الجزائر ودول الخليج من جهة وتدهور العلاقات الفرنسية الجزائرية من جهة أخرى كما تأتي موازاة مع تنقل وزير الشؤون المغاربية والجامعة العربية عبد القادر مساهل إلى سوريا ولبنان.قناة ”فرانس تي في” هي الأخرى تقرّ في زيارة عبد القادر مساهل دعما من الجزائر لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، معلقة أن توقفه في بيروت صفعة أخرى للرياض التي علقت مساعدات بقيمة ثلاثة مليارات دولار للجيش اللبناني بسبب السلطة المطلقة لحزب الله وحسب تعبير المحطة ”أن الجزائر تعارض بالفعل تصنيف حزب الله، الجناح العسكري لدمشق وطهران في خانة المنظمات الإرهابية، كما كانت تتمنى الرياض”.ومن جهتها، أكدت الباحثة في معهد العلاقات الدولية الفرنسي منصورية مخفي في حديث لمجلة ”جون أفريك” أن روسيا تعترف بدور الجزائر كقوة إقليمية والبلدان على ”اتفاق تام” على الصعيد الدولي قائلة أن ”للبلدين نفس القراءة لما يسمى بالربيع العربي وما يجري في ليبيا وسوريا كما أن روسيا تعترف بدور حليفتها الجزائر كقوة اقليمية”. وفي ذات السياق أوضحت ذات المتحدثة أنه بالرغم من الروابط ”التاريخية” بين الجزائر وفرنسا وكذا علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية فإن ”القادة الجزائريين عملوا دوما على الحفاظ على محور الجزائر-روسيا وحتى وإن كانت العلاقات ”التجارية ضئيلة نوعا ما فهي في نمو مستمر”. كما أشارت إلى أن البلدين ”شهدا في تسعينات القرن الماضي تباعدا بسبب العشرية السوداء في الجزائر وانهيار الاتحاد السوفياتي ليسترجعا علاقاتهما برئاسة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي بادر سنة 2001 بالتوقيع على اتفاق شراكة استراتيجية بين البلدين”.كما اعتبرت مخفي أن العلاقات بين الجزائر وفرنسا ”بلغت مرحلة لا يمكن تجاوزها وقد آن الأوان للجزائر لكي تتحرر من علاقتها بفرنسا وهذه رغبة قادة الجزائر وشعبها”. وتتقاطع توجهات الجزائر وموسكو في حلحلة الأزمات الدولية في منعرج واحد، وحسب تصريح رئيس الحكومة الروسي دميتري مدفيديف في تصريح للصحافيين في ختام مباحثاته مع سلال بخصوص الوضع في ليبيا وسوريا فقد أكد ”تقارب وجهات النظر بين الجزائر وموسكو حول أسباب اندلاع النزاعات” متأسفا ل”الوضع العام المتوتر بعدة مناطق عبر العالم”.وعن سؤال حول الوضع السائد في سوريا وليبيا وعن مسألة الصحراء الغربية أوضح مدفيديف أنه ”لا توجد تسوية سهلة” داعيا إلى ”احترام القانون الدولي والبحث عن حل وسط بين جميع أطراف النزاع”.من جهته، ذكر الوزير الأول بمبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها كمرحلة نحو الحل، موضحا أن ”موقف الجزائر ثابت بشأن جميع المسائل: نحن نؤيد احترام حق الشعوب في تقرير المصير”، في إشارة منه إلى ليبيا وسوريا والصحراء الغربية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)