التكوين المهني صانع أجيال المستقبل

يأتي التكوين في عالمنا المعاصر كحتمية لمواكبة النهضة الحديثة لما أصبح للتنمية من علاقة لصيقة بالأيادي المتخصصة، وتقع علاقة التكوين بالشغل في قلب المجموعة المكونة للمجتمع وكل ما يحمله من طموحات في بلوغ الأمن الاجتماعي والاقتصادي وبكل ما يحتاجه من يد عاملة مؤهلة مكونة فيعمل جهاز التكوين المهني على استقطاب الشباب المستعدين تربويا وغيرهم الطامحين إلى امتلاك حرفة من أجل بناء شخصيتهم المهنية في عالم الشغل وتسعى سياسة التكوين بالجزائر ضمن إستراتيجية محددة إلى تخريج حاملي الشهادات تبعا للمقتضيات الكيفية والكمية للتنمية المستدامة، مع متابعة تلك الكفاءات المهنية، وفق نظام مؤسسة من أجل توجيههم إلى الاندماج في الحياة المهنية، و هو ما أكده المدير الولائي للتكوين المهني “شاشوة غريسي” بولاية سعيدة في حوار ل “الشعب”.حاوره من سعيدة: جلطي علي
- ”الشعب”: ماهي أهمية التكوين المهني؟
شاشوة غريسي: حقيقة القول أن التكوين المهني هو العمود الفقري لخزان اليد العاملة ويوفر لنا يدا كفأة ولا جدوى عن الاستغناء عنه، حيث يعمل على صقل المواهب والمعارف ويسمح في النهاية ببناء شخصية متوازنة ومندمجة في الوسط المهني والاقتصادي وصولا إلى عالم الشغل من خلال تنمية مستدامة للفرد المتمهن، حيث أحصت المديرية الولائية للتكوين لهذه الدورة مجموع المتربصين والمتكونين الملتحقين، المقدر عددهم 6505 متكون و متربص من ضمنهم 1789 إناث ضمن المراكز 14 المنتشرة عبر تراب الولاية.
- اليوم هو موعد الدخول لهذه الأعداد الهائلة إلى التكوين المهني، كيف كانت تحضيراتكم؟
كانت تحضيرات حثيثة منذ بداية أول ديسمبر إلى غاية يومنا هذا، كلها تحضيرات خاصة بهذه الدورة والمتمثلة في دورة فيفري 2018 على كل المستويات وكانت الأبواب مفتوحة، القافلة والحصة الإعلامية والتنشيط عبر مكاتب الاستقبال والتوجيه في كل المجالات وزيادة على ذلك التعريف أكثر من خلال الأيام التحسيسية والإعلامية الماضية الخاصة بالتمهين.
- ما هي التخصّصات الجديدة للتمهين؟
التخصّصات الجديدة تواكب وتتلاءم مع الاتجاهات واستراتيجيات القطاع منها تخصص شعبة البناء والأشغال العمومية بمجموع 203 متكون، إلى جانب تخصص الفلاحة بتعداد 135 متكون، أما تخصص الفندقة والسياحة بمجموع 92 متربصا، إضافة إلى تخصصات مستحدثة تشمل عون صيانة المسابح، تركيب وتصليح النظارات أي 74 تخصصا.
- هل هناك اتفاقيات مع مؤسسات اقتصادية؟
عرف الدخول المهني بالولاية إمضاء اتفاقية شراكة مع قطاعات اقتصادية عديدة عمومية وخاصة. هناك اتفاقيات في برنامج استصلاح الأراضي السهبية عبر جنوب الولاية بهدف استغلال المساحات الغابية من خلال تكوين ومرافقة الشباب في تجسيد مشاريع لاستصلاح الأراضي وتجسيد المشاريع المنتجة، كما تم إبرام عدة اتفاقيات إطار ثنائية بين مراكز ومعاهد التكوين المهني وغرفة الفلاحة والمؤسسات الاقتصادية شملت: التكوين التأهيلي في تربية النحل، وتربية الماشية، وقيادة وتصليح الآلات الفلاحة، التكوين التأهيلي في تسيير المستثمرات الفلاحية، والتكوين التأهيلي في تفصيل الألبسة الجاهزة، والتكوين التأهيلي في الخزف.
- هل أنتم راضون عما تقدمونه وما قدمتموه للولاية في إطار التكوين المهني؟
نقول أننا مازلنا نأمل في بلوغ المستوى المطلوب تنقصنا مجهودات على كل الأصعدة، لأن في كامل التراب الوطني هناك مجهودات كبيرة من قبل الدولة الجزائرية لبعث روح الإنسان، إنه يملك حرفة والدولة تنفق أموالا طائلة في هذا المجال لامتصاص البطالة وتوفير اليد العاملة، وهو مصلحة للوطن والمؤسسة، قصد تحسين ظروف التكوين الذي يصنع أجيال المستقبل.