الجزائر - A la une

التعايش التونسي والتنافر الجزائري؟



التعايش التونسي والتنافر الجزائري؟
قبل ربع قرن من الآن، كان العالم مدهدوشا لحركة التغيير التي عرفتها الجزائر على اثر دستور فيفري 1989، التي نقلت البد من الأحادية إلى التعددية، من الإعلام الموجه إلى إعلام مستقل، …اليوم أنظار العالم تتوارى على التجربة الجزائرية التي كانت خاتمتها دماء ودموع.. وتتجه صوبا نحو تجربة فتية، تجربة اتخذت من التوافق منهجا ومن التعايش مبدأ ومن الحوار أداة، نحن هنا نتحدث عن النموذج التونسي الذي مسح من قاموسه مصطلحات الإقصاء والتهميش والأمر الواقع، وأعاد الاعتبار للإرادة الشعبية بحيث تكون هي الفيصل لكل الخلافات، ومرجعية لكل سلطة.نجح التونسيون بوعيهم وحكمتهم في تجاوز فراغ مؤسساتي رهيب، ونجحوا في تجاوز ملف امني كاد أن يعيد الأمور إلى نقطة الصفر على اثر اغتيالات سياسية طالت معارضين يساريين..فكان الحوار نبراسا، واستطاع حماية البلد من فوضى باتت حتمية برأي الكثيرين.في الجزائر، الانتقال الديمقراطي المتعثر لم يصحبه حوار، بل إقصاء مارسته السلطة، ومارسته أحزاب ضد أحزاب، فكانت الفوضى، وتميعت السياسة، ودخل الإعلام في فوضى،.. والبقية يعرفه العام والخاص..الجزائريون لا يتحاورون وإذا تحاوروا لا يلتزمون، فكم من مشاورات أقيمت، وكم من جلسات نظمت ولكن بدون نتائج، بل أصبحنا نتحاور من اجل أن نحدد موعدا للتحاور لينفض الجميع وهكذا دواليك… فمتى يعي الجميع في هذا البلد ان الديمقراطية ليست شعارا، والحوار ليس مناورة؟.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)