الجزائر

الافتتاحية : مظاهر انتخابية




من أسوأ مظاهر الانتخابات المحلية أن حملتها تجري بعيدا عن المواطن، حيث لا يمكن لمتصدر قائمة جمع “حفنة" من المواطنين من حوله، ومن أسوأ ما في خطابها ذلك الذي يعلن عن النتائج المسبقة وكأنها اتفاق أو كوطة تُمنح مسبقا لعشرات بل مئات المترشحين الفاشلين والمدانين والمتابعين الذين تثار حولهم الشبهات.
ومن أسوأ تلك المظاهر أن الأحزاب فشلت في احتواء موجة الترشيحات وتهذيبها تماما مثلما فشلت في تعبئة المواطنين، ولأن الأحزاب السياسية لا تقوى على تعبئة الرأي العام لكنها تستقطب آلاف الطامعين في منصب “شيخ البلدية"، فالأكيد أن خللا كبيرا أصاب محرك المشهد السياسي في بلادنا.
وعندما يتصدّع جدار التحسيس فإن الخطاب السياسي في البلاد بحاجة إلى مراجعة، والطبقة السياسية التي تدّعي أن المواطن من حولها، لا تملك في رصيدها سوى ما تتحصّل عليه من السلطة لإحداث التوازن المطلوب الذي يضمن بعضا من الاستقرار المرحلي، وهي تسهم في إطالة عمر الأزمة، لأن الأحزاب لا تملك سوى المناورة والسمسرة بأصوات المواطنين خصوصا أن السلطة عندنا امتهنت تفكيك الأحزاب السياسية إلى أجزاء متنافرة ومتناحرة من منطلق اعتقادها أن ذلك يمنحها المزيد من الوقت لتمرير ما تراه مناسبا من مشاريع ورؤى سياسية تخدم “ديمومتها"، هذه الحالة أدت إلى حدوث الطلاق البائن بين المواطن والسلطة من جهة وبين المواطن والأحزاب من جهة ثانية.
كل هذا يؤدي إلى ما نراه اليوم من تمييع لكل مظاهر التداول على السلطة، عبر الانتخابات غير الشفافة والوسائل الأخرى التي تم تلطيخها بأدوات غير نظيفة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)