الجزائر - A la une

"الإرهاب يحاول وأد التجربة الديمقراطية في تونس"



حذر حبيب حسن اللولب، رئيس منظمة البحوث والدراسات لاتحاد المغرب العربي، في حوار مع ”الفجر”، من محاولة وأد التجربة الديمقراطية في تونس عقب العمليات الإرهابية الأخيرة، وإشاعة الفوضى والاحتجاجات في الجنوب، ووصف ما فعله حزب نداء تونس، ب”الخيانة والغدر بالجزائر”، بعد إبرام اتفاقية إقامة القواعد الأجنبية بتونس.كشف الدكتور حبيب حسن عن محاولات لوأد التجربة الديمقراطية في بلاده وقال إنه ”لولا الجزائر لتكرر السيناريو المصري في تونس، وزج بالنهضة في السجن”، لكن أول شيء فعله حزب نداء تونس، هو الخيانة والغدر بالجزائر، وإبرام اتفاقية إقامة القواعد الأجنبية بتونس، بالرغم من معرفتهم مسبقا بأن الجزائر ضد التواجد الأجنبي، للتجسس ونهب الثروات الباطنية وإدخال المنطقة في الفوضى الخلاقة، وتابع بأنه في تونس لا وجود للإرهاب، بل هناك عصابات وبارونات تمتهن الإرهاب، وهي تحت الطلب لترهيب الشعب التونسي. وأوضح الباحث التونسي أن هناك حملة للمطالبة بالتحقيق في الثروات الباطنية المنهوبة من قبل الشركات الأجنبية بتونس، وقد تم صدور تقرير وتحقيق في 2012 و2013، من قبل دائرة المحاسبات التونسية، وهي مؤسسة رسمية تهتم بملفات الفساد والشبهات والرشاوى والتجاوزات في وزارة الطاقة، وقد طالب المجلس التأسيسي سنوات 2011، 2012 و2013، بتشكيل لجنة تحقيق. واشنطن أرادت استفزاز بلمختار لرفضه مبايعة البغداديوفي تعليقه حول استهداف واشنطن للجماعات الإرهابية في شرق ليبيا، أكد حبيب حسن اللولب أن الولايات المتحدة الأمريكية أرادت استفزاز تنظيم القاعدة باستهدافها للإرهابي مختار بلمختار، في هذه الفترة بالذات، أي بعد شهر من رفضه مبايعة زعيم ”داعش” أبو بكر البغدادي، على خلاف الجناح الآخر. وقال إن ”ما يسمى بالجماعات الإرهابية هي تنظيمات مخترقة من قبل أجهزة المخابرات الغربية وعلى وجه الخصوص الأمريكية والفرنسية والإسرائيلية، ومنها كتيبة المرابطون التي أسسها بلمختار، الذي هو عميل لهذه الأجهزة ويطبق أجندة أجنبية”. ودعا الخبير التونسي إلى ضرورة التعامل بحذر مع المعلومات التي تقدمها الأجهزة الإعلامية الأجنبية، لأن ما يسمى ”داعش” هو صنيعة المخابرات الغربية، فالولايات المتحدة الأمريكية هي التي أشرفت على تأسيس تنظيم الدولة الإسلامية وهيكلته وتأطيره وتسليحه، لقد كانت تزوده بالسلاح والذخيرة والمؤونة في معركة ”كوباني” على الحدود السورية التركية، وكل ذلك من أجل ابتزاز وتخويف دول الخليج العربي وإجبارها على شراء الأسلحة، يضيف المتحدث. وهذه ليست التجربة الأولى، فأجهزة المخابرات الأجنبية تصنع أمثال بلمختار وغيره، لتطبيق أجندتها، وعندما يتمرد ويهدد مصالحها تصدر في حقه حكما بالإعدام، وهذا كان مصير بن لادن الذي دعمته في أفغانستان ضد ما يسمى سابقا بالاتحاد السوفيتي، ثم تمرد عليها وكان مصيره القتل، وكان بمقدورها أن تقتله قبل ذلك التاريخ، لكنها سوقته للعالم كعدوها الأول وحملته مسؤولية أحداث 11 سبتمبر 2001، وعندما انهزمت وقررت الخروج من أفغانستان قتلته لإقناع الرأي العام الأمريكي، وتبرير هزيمتها، وإعلان انتهاء المهمة التي جاءت من أجلها.أمريكا فقدت الثقة في ”القاعدة” فأرادت التخلص منهاوأشار الباحث التونسي إلى صراع بين ”القاعدة” و”داعش” حول تقديم الولاء والخدمات في تطبيق الأجندة الأمريكية، فواشنطن فقدت الثقة في القاعدة ولهذا اختارت داعش، لتنفيذ وتطبيق سياستها وأجندتها وتجسيد ما يسمى بالفوضى الخلاقة، مبرزا أن استمرار القاعدة يهدد وجود داعش، لهذا قررت أمريكا تصفيتها وإنهاء تواجدها في منطقة شمال إفريقيا والساحل، والبداية بمحاولة قتل بلمختار.وواصل المتحدث بأن داعش يعتبر أحد البيادق الأمريكية لتدمير المنطقة العربية، بدأت بالمشرق العربي والآن جاء دور دول المغرب العربي، وقد تفطنت الجزائر منذ البداية، ووقفت ضد التدخل الأجنبي بليبيا، واحتضنت واستضافت الإخوة الليبيين للحوار، وتوسطت بينهم لتشكيل حكومة وطنية تضم كافة أطياف الشعب الليبي، وتحفزهم على المصالحة الوطنية. وقال حبيب حسن إن الجزائر رفضت منذ البداية تدخل الدول الأوروبية في ليبيا، لأنها استشرفت المستقبل، وكما هو معروف فالدول الأوروبية وأمريكا تدخلت في ليبيا ليس من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان كما تدعي، بل من أجل البترول الليبي الذي يتمتع بجودة عالية، وإحداث الفتن والحروب الأهلية وزعزعة استقرار منطقة المغرب العربي، وهذا هو النفاق وازدواجية المواقف، يقول المتحدث، مشددا على أن الجزائر وجيشها سليل الثورة التحريرية الذي كبح جماح وطموحات الجنرال السيسي في احتلال ليبيا وتكرار سيناريو التدخل العراقي بالكويت بإيعاز من الولايات المتحدة الأمريكية.أمين. لالمحلل الأمني أحمد ميزاب في حوار مع ”الفجر”:”الاعتداءات في تونس يمكن أن تتطور لتفجيرات انتحارية مستقبلا”السلطات التونسية تتعامل مع الحدث وقت وقوعه وليست لها القدرة على استباق الضرباتأشار المحلل الأمني أحمد ميزاب، في حوار مع ”الفجر”، بخصوص التفجيرات الإرهابية التي استهدفت تونس وفرنسا، إلى مساهمة الدولتين ب3 آلاف و1200 مقاتل على التوالي، في تنظيم الدولة الإسلامية ”داعش”، وأكد أن تونس في مرحلة التعامل مع الأحداث وليست قادرة على احتواء أي تهديد، وهو ما يمكن أن يطور تلك الاعتداءات إلى عمليات خطيرة وتفجيرات في أماكن عمومية مستقبلا.”الفجر”: في تقديرك لماذا تزامنت الضربات الإرهابية في تونس، فرنسا، الكويت، السودان والصومال في وقت واحد؟أحمد ميزاب: السبب وراء تزامن الضربات الإرهابية هو محاولة البعث برسالة للدول بأن ”داعش” تنظيم عالمي وليست له جنسية وليست له حدود، وتؤكد أن الإرهاب لا يعترف بدولة ديمقراطية أو دولة ديكتاتورية، ولهذا السبب فإن الحل يكمن في البحث عن استراتيجية شاملة لمعالجة المشكل، تأخذ بعين الاعتبار توسعه وشموليته.الاعتداء الإرهابي الذي هز سوسة كان وقعه قويا وخطيرا لأنه استهدف قطاع السياحة العمود الفقري للاقتصاد التونسي، بعد أشهر من الهجوم على متحف ”باردو”، كيف تقدرون قوة السلطات التونسية في مواجهة خطر الإرهاب؟الضربات الإرهابية التي هزت تونس توكد أن الحكومة التونسية غير مؤهلة لمواجهة الإرهاب، لأن ضربة متحف ”باردو” ثم الاعتداء الإرهابي بمنطقة سوسة، أول أمس، يؤكد مرة أخرى أن السلطات التونسية تتعامل مع الحدث وقت وقوعه، وليست لها القدرة على استباق الضربات، وهذا رغم أن تقارير أمنية كثيرة حذرت من إمكانية وقوع ضربات بتونس خلال شهر رمضان.هناك تحديات تواجه الحكومة التونسية، وهي أن الإرهاب أصبح يضرب السياحة، أي عصب الاقتصاد التونسي، ثم أن تونس بحكم ذلك ملزمة اليوم بتقديم ضمانات للسياح الأجانب ورعاياها حتى لا تصنف في خانة الدول ذات التهديد الإرهابي، والتحدي الأخير: ما هي الإجابات التي ستقدمها تونس للمجتمع الدولي.لماذا تنظيم ”داعش” يركز ضرباته على تونس بالدرجة الأولى وفرنسا من خلال عمليات متفرقة؟السبب هو أن تونس تساهم بعدد كبير من المقاتلين في تنظيم ”داعش”، حيث ينشط 3 آلاف مقاتل تونسي، وفرنسا ب1200 مقاتل، ودائما الدول التي يخرج منها الإرهاب تشهد عمليات كتلك التي وقعت بتونس.أما العامل الآخر الذي يجعل من تونس ملاذا للإرهاب فهو موقعها، حيث هي قريبة من ليبيا التي باتت بؤرة سلاح ومقاتلين، وهي عوامل كلها يمكن أن تحول تونس مستقبلا إلى قلعة إرهاب حقيقية. وبالنسبة لفرنسا، فأنا أعتقد أن سياسة تعاملها مع الجالية المسلمة هي التي ساهمت أيضا في تغذية الفكر المتطرف، دون أن ننسى أن من يصنع الإرهاب يشهد دائما تمرد بعض ”الذئاب المنفردة” التي تقوم بعمليات إرهابية.كيف ترون النشاط الإرهابي في تونس مستقبلا؟تونس يوجد بها انفلات أمني تستغله الجماعات الإرهابية اليوم، ومن الممكن جدا أن تتطور الاعتداءات التي ينفذها الإرهابيون من خلال إطلاق الرصاص على السياح، إلى عمليات متطورة، كاستعمال أحزمة ناسفة وهجمات انتحارية وسيارات مفخخة وغيرها من الأساليب الإرهابية. وأتوقع أن تكون الأماكن العامة والهيئات الدبلوماسية أهدافا أخرى للعناصر الإرهابية.حاورته: شريفة عابدأكد أن اعتداءات تونس وفرنسا والكويت تعكس في عمقها بربرية المنفذينمركز مناهضة الإسلاموفوبيا يدعو المجتمع الدولي للبحث عن حلول عاجلة للإرهابدعا عبد الله زكري، رئيس المرصد الفرنسي لمناهضة الإسلاموفوبيا، الدول الأوروبية والعربية إلى لعب دورها الاستراتيجي في البحث عن حلول لظاهرة الإرهاب التي تضرب بقوة في العديد من مناطق العالم. وقال زكري إنه بعد الاعتداءات الإرهابية التي هزت تونس، الكويت وفرنسا، أول أمس، وأودت بحياة 97 شخصا والعشرات من الجرحى، إن البحث عن حلول لظاهرة الإرهاب أمر مستعجل وضروري، مدينا الاعتداءات الإرهابية التي تعتبر أعمالا إجرامية لا تمت بصلة للإسلام بتاتا، وقال إن الاعتداءات تعكس في عمقها بربرية المنفذين. وذكر عبد الله زكري، في بيان له، فيما يخص الاعتداء الإرهابي الذي مس تونس، أن الاعتداء ضرب أساس الاقتصاد التونسي ومورد رزق التونسيين، الأمر الذي سيكون له أثر سلبي كبير على مستقبل السياحة والاقتصاد بهذا البلد، منتقدا تزامن الضربات الإرهابية وشهر الصيام الذي هو مناسبة للرحمة والتكافل وليس للقتل، وجدد القول بأنه لا صلة بين الإسلام والإرهاب.ش. عابدقال إن ”الاعتداء يدعونا إلى تكثيف الجهود المشتركة بين البلدين”بوتفليقة يعزي السبسي ويؤكد مساندة الجزائر لتونس في مواجهة الإرهاباستدعاء جيش الاحتياط، غلق مساجد، توعد بحل أحزاب وجمعيات والإعلان عن مناطق عسكريةبعث رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، برقية تعزية إلى نظيره التونسي الباجي قايد السبسي، أعرب له فيها عن أصدق عبارات المواساة والتعازي إثر الهجوم الأعمى الذي استهدف الجمعة المنطقة السياحية القنطاوي بسوسة، مخلفا العديد من الضحايا. وجاء في برقية رئيس الجمهورية ”لقد استهدف الإرهاب الجبان اليوم مرة أخرى، تونس الشقيقة، بهجوم أعمى راح ضحيته العديد من الأبرياء، وفي هذا الظرف المأساوي أعرب لفخامتكم وللشعب التونسي وحكومته عن أصدق عبارات المواساة والتعازي، داعيا الله أن يتغمد أرواح الضحايا بواسع رحمته ويلهم ذويهم الصبر والسلوان ويعجل بشفاء المصابين”.وأضاف بوتفليقة ”وأمام هذا الاعتداء الإجرامي الشنيع الذي نستنكره وندينه بشدة، فإنني أجدد لفخامتكم مساندة الجزائر المطلقة للشقيقة تونس، وتضامنها الكامل معها في مواجهة الإرهاب الأعمى الذي لا دين ولا جنس ولا وطن له”، وواصل بأن ”هذا الظرف العصيب يدعونا اليوم أكثر من اي وقت مضى إلى تكثيف جهودنا المشتركة من أجل القضاء على الإرهاب الذي بات يهدد الأمن والسلم والاستقرار ليس فقط في منطقتنا بل وفي العالم أجمع”. حكومة الصيد تدعو جيش الاحتياط لتعزيز الأمن وتتخذ حزمة إجراءاتمن جهة أخرى، قرر رئيس الحكومة التونسية، الحبيب الصيد، فتح تحقيق شامل حول الهجوم الإرهابي، ودعوة جيش الاحتياط لتعزيز التواجد الأمني في المناطق الحساسة، وقال إنه سيتم وضع مخطط استثنائي لتأمين أكثر للمواقع السياحية والأثرية بنشر وحدات الأمن السياحي مسلحة على طول الساحل وكذا داخل الفنادق ابتداء من الفاتح جويلية المقبل، ومنح مكافآت مالية لمن يدلي بمعلومات تؤدي للقبض على عناصر إرهابية، وإعلان عدة جهات وأغلبها على الحدود مع الجزائر، كمناطق عسكرية.كما تشمل القرارات غلق كل الجوامع والمساجد الخارجة عن القانون وذلك خلال أسبوع واحد، وكذا الشروع في اتخاذ الإجراءات القانونية ضد الأحزاب والجمعيات المخالفة للدستور بما في ذلك إجراءات الحل. ضحايا الهجوم الإرهابي 38 قتيلا والعدد مرشح للارتفاع ولا وجود لأي جزائري ضمنهموأوضح الصيد، في مؤتمر صحفي، أن حصيلة ضحايا الاعتداء ارتفعت إلى 38 قتيلا، وليس 39، حيث تبين أن إحدى الجثث هي لمنفذ الاعتداء. ونقلت وكالة الأنباء التونسية عن المستشارة بوزارة الصحة، سمر صمود، أن عدد الضحايا مرشح لمزيد من الارتفاع نظرا لتواصل عمليات إسعاف ضحايا هذا الاعتداء. وأضاف بيان للوزارة أنه يجري تحديد هويات وجنسيات قتلى هذا الهجوم، مشيرة إلى أن عدد المصابين بلغ 39 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة. وفي ذات السياق، أكدت وزارة الشؤون الخارجية عدم وجود أي جزائري من بين ضحايا الاعتداء الإرهابي التي استهدف، الجمعة، المنطقة السياحية القنطاوي، بمدينة سوسة التونسية. وقال المتحدث باسم الخارجية، عبد العزيز بن علي الشريف، إن المصالح الديبلوماسية والقنصلية بتونس، تجندت بمجرد الإعلان عن الاعتداء الإرهابي الذي استهدف فندقا بسوسة، وتتابع تطور الوضع وهي على اتصال مباشر ودائم سواء مع السلطات التونسية المختصة أو مع المصالح المركزية لوزارة الشؤون الخارجية بالجزائر.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)