الجزائر - A la une

الأمين العام لحزب التجديد الجزائري في حوار السياسي :


الأمين العام لحزب التجديد الجزائري في حوار السياسي :
نفض الامين العام لحزب التجديد الجزائري كمال بن سالم يديه من التخلاط السياسي الذي يمارسه في الآونة الاخيرة احد مؤسسي الحزب نور الدين بوكروح ،و علق في حوار مع السياسي على دعواته لتدخل الجيش في الشأن السياسي قائلا: موقفنا كحزب وطني مغاير تماما لما جاء به بوكروح ،فنحن نسعى للحفاظ على الجزائر مهما كانت الظروف ....و نعتبر أن التغيير الذي يبحث عنه نور الدين بوكروح و آخرون يمر سلميا عبر الانتخابات ،و ليس عن طريق الانقلابات العسكرية مثل ما يحدث في الدول المتخلفة .و تحدث بن سالم في باقي أسطر الحوار عن استعدادات حزبه لخوض غمار محليات 23 نوفمبر ،مقدما في السياق تشخيصه للوضع الاقتصادي و التدابير الحكومية الاخيرة لتجاوز الازمة المالية التي تمر بها بلادنا. بداية ، ماهي قرائتكم للوضع العام قبل أقل من شهرين عن تاريخ الانتخابات المحلية ؟ الجزائر تعرف حاليا ظروفا جد خاصة ،خصوصا في الشق الاقتصادي بحيث تسببت الازمة في انهاك المواطن الجزائري الذي اصطدم بارتفاع اسعار المواد الاستهلاكية ،ما دفع إلى تسجيل عزوف عن الترشح للانتخابات المحلية المقبلة ،قد يؤدي إلى عزوف عن الانتخاب في 23 نوفمبر المقبل.لكن ورغم هذه الظروف الصعبة التي تواجه العملية الانتخابية فالمحليات في الجزائر لطالما عودتنا على الزخم لكونها الاقرب الى التكفل بانشغالات المواطنين .التجديد سيشارك في 16 ولاية خلال المحليات المقبلة حدثنا عن استعدادات حزبكم للمحليات المقبلة ، و عدد الولايات و البلديات التي ستشارك فيها ؟ و اهدافكم في هذا الرهان الذي يعتبر الاقرب للمواطن ؟ مباشرة بعد اعلان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة استدعاء الهيئة الناخبة لمحليات 23 توفمبر 2017،قمنا في حزب التجديد الجزائري بسحب ملفات في 40 ولاية عبر الوطن و ذلك بعد دخول معركة جمع التوقيعات الخاصة بالترشح في اغلبية مناطق الوطن،لكننا وجدنا على غرار كل الاحزاب السياسية الناشطة في الجزائر صعوبة كبيرة في المحليات الحالية مقارنة ب2012 التي كانت سهلة نوعا ما ، حيث لاحظنا عزوفا كبيرا من طرف المواطنين كما ان كثرة الاحزاب زادت في صعوبة اقناع المواطنين ،أضف إلى ذلك تخوف المواطنين من الامضاء لأكثر من تشكيلة سياسية ،و ايضا توقيت الانتخابات التي جاءت في ظروف صعبة و تزامنت مع الدخول الاجتماعي و عيد الاضحى ،الامر الذي تسبب في انهاك المواطنين ، و حتى في عزوفهم عن الترشح لهذا الرهان الانتخابي .لكن رغم كل هذا نحن اليوم متواجدون رسميا بقوائمنا الخاصة في 16 ولاية بنسب مختلفة و سنشارك أيضا بمترشحينا في 8 مجالس ولائية عبر الوطن. لهذه الأسباب رفضنا تلبية دعوات التحالف أمام الوضع الصعب الذي وصفته، ماهي أسباب عدم دخولكم في تحالفات انتخابية للمشاركة في أكبر عدد من المناطق عبر الوطن ؟ هنالك 3 تحالفات من اصل 4 تم اعتمادها في الانتخابات المحلية اتصلوا بحزب التجديد الجزائري و الحوا علينا للانضمام لهم ،لكن اتصالاتهم جاءت متأخرة ،حيث جاءت بعدما مضينا في ترتيب القوائم الانتخابية و قدمنا تزكيات القيادة، و لذلك رفضنا الانضمام لها من باب درء الضرر على مناضلينا الذين انتظروا 5 سنوات كاملة للترشح ،و في حال تحالفنا مع تشكيلات اخرى سيضطرون للتفاوض على الترتيب.على كل حال نحن راضون على القوائم التي سندخل بها غمار المحليات المقبلة و نعتبرها تنافسية رغم قلتها، كما أنها تضم كل اطياف المجتمع الجزائري كما ركزنا خلالها على الشباب و العنصر النسوي . تحدثت عديد المصادر مؤخرا عن إمكانية عودة الاب الروحي لحزب التجديد الجزائري نور الدين بوكروح إلى رئاسة الحزب ،ما مدى صحة هذه الأنباء ؟ الناس الذين نشروا الخبر في وسائل الاعلام هم مناضلون مطرودون من حزب التجديد ،يحاولون استغلال صفة لا يملكونها في الوثائق الرسمية ،التي تؤكد انني الرئيس الشرعي للتجديد .اما بخصوص بوكروح فهو قد غادر الحزب في سنة 2002 بمحض إرادته ،و هو لحد الآن لم يصرح برغبته في العودة إلى التجديد . لو فرضنا أنه يرغب في العودة إلى حزب التجديد ،كيف سيكون موقفكم؟
حزب التجديد الجزائري محترم و له مكانته في الساحة السياسية الوطنية منذ سنوات و له نظام داخلي ،و لا يمكن لأي أحد مهما كان وزنه السياسي في الساحة أن يعود بدون المرور على إرادة القيادة التي تسير الحزب منذ 2007،ثم إننا لا نملك أي اتصالات مع بوكروح لأنه لم يعد مناضلا في الحزب. ما رأيكم في التصريحات الاخيرة لبوكروح و التي اثارت جدلا في الساحة ،أين دعا لتدخل الجيش في الشأن السياسي و خروج المواطنين الى الشارع ؟هو يتكلم من يحلل الوضع من موقعه كسياسي ووزير سابق ،اما موقفنا من تصريحاته الاخيرة كحزب وطني فهو مغاير تماما لما جاء به بوكروح ،فنحن نسعى للحفاظ على الجزائر مهما كانت الظروف خصوصا في ظل الرهانات الامنية التي يفرضها الوضع الامني المضطرب في دول الجوار و التدخلات الاجنبية في شؤون دول المنطقة ،و نحن في حزب التجديد هدفنا الوحيد من المشاركة في الحياة السياسية في الجزائر هو الحفاظ على وحدة بلادنا و استقرارها ،و نعتبر أن التغيير الذي يبحث عنه نور الدين بوكروح و آخرون يمر سلميا عبر الانتخابات ،و ليس عن طريق الانقلابات العسكرية مثل ما يحدث في الدول المتخلفة . بوكروح و من والاه من سياسيين و مسؤولين سابقين يرون بأن السبيل الامثل للخروج من الأزمة التي تعيشها بلادنا هو التغيير بأي طريقة كانت ،ما رأيكم في هذا الطرح ؟
رغم الصعوبات التي تمر بها بلادنا إلا أنها لازالت تنعم بالامن و الاستقرار مقارنة بدول الجوار ،كما لا ينكر أي احد ان الجزائر بات لها دور بارز في الاقليم و العالم و مقاربتها السياسية و الامنية باتت محل اشادة و احترام من قبل العديد من الدول الكبرى نبفعل دبلوماسيتها الهادئة و المتزنة ،كل هذه المعطيات الايجابية تجعلنا نتفاءل بامكانية التغلب على الازمة الاقتصادية من خلال برامج طموحة تمهد للاقلاع الحقيقي ،و اقول بأنه مثلما تخطينا محنة الارهاب في سنوات التسعينات يمكننا تخطي أي مصيبة اخرى بتكاثف جهود الوطنيين ،فكما راهن الجميع في ذلك الوقت بأن بلادنا قد سقطت ،تمكنا من تضميد الجراح بفضل وحدة الشعب الجزائري و تضامنه . اتركوا الوقت للحكومة لتنفيذ المخطط بعدها احكموا عليها ما رأيكم في تعامل الحكومة الجديدة بقيادة احمد اويحيى مع الازمة الإقتصادية؟ و كيف تتوقعون يكون قانون المالية 2018 ؟الحكومة الجديدة اتخذت لحد الآن اجراءات تقول انها اضطرارية لتجاوز الازمة من خلال اقرار طبع النقود و التمويل الاسلامي و استغلال الغاز الصخري و غيرها من التدابير التي نرى نجاحها من عدمه امر نسبي لا يمكن توقع نتائجه إلا بمرور الوقت ،من جانب آخر طرح خبراء اقتصاديون حلولا بديلة لا يجب تجاهلها ،و كتشخيص كلي أقول انه على الحكومة الاجتهاد و الاستماع لآراء كل الفاعلين في المجال الاقتصادي للمرور الى بر الامان .
كلمة أخيرة تريد أن نختم بها الحوار؟ نشكر جريدة المشوار السياسي ، التي أراها يومية متنوعة و ذات مضامين قيمة ،و أطالعها بشكل يومي ، و نتمنى التوفيق للقائمين على الجريدة في أداء مهامهم النبيلة.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)