الجزائر

الأحزاب الإسلامية في الجزائر تنشطر إلى حزيبات، بسبب المصالح والمكاسب في الوقت الذي تتماسك الأحزاب الوطنية رغم عمق الخلاف بداخلها


تتهاوى الأحزاب الإسلامية في الجزائر مثل أحجار الدومينو حين يسقط أول حجر، وهي التجربة التي اثبتتها السنوات من أن الأحزاب الإسلامية الغرض من تشكيلها لا يعدو أن يكون كسب المصالح والفوائد، والانشقاقات داخلها لا تخرج عن هذا الإطار، في عكس ذلك تظل الأحزاب الوطنية رغم الخلافات التي تصل في بعض الأحيان إلى الاشتباكات والخروج للشارع وفية للحزب.
تعيش حركة مجتمع السلم هذه الأيام حالة من الفوضى والتشتت بسبب خروج عمار غول عن الحزب الأم والسعي لانشاء حزب جديد يخدم طموحاته ومصالحه، وهو الأمر الذي حدث من قبل مع عبد المجيد مناصرة الذي شق الحزب في أول تصادم بينه وبين ابو جرة في صراعهما على الزعامة والمصالح، وقد حدث الأمر نفسه في حركة النهضة التي انشطرت وتحولت إلى حزيبات كل منها يحاول خدمة مصلحة جماعة معينة لدرجة أن هذه الأحزاب حتى ولو تحالفت كما حدث مؤخرا في الانتخابات التشريعية التي منيت بها ثلاثة أحزاب متحالفة بخسارة مدوية رغم محاولتها التغطية عن الأمر من خلال رفع اتهامات التزوير، وفي مقابل ذلك حصد الأفلان الذي كان يعيش خلافات عميقة أغلب المقاعد يتبعه التجمع الوطني الديمقراطي، وهنا المفارقة التي وجب الوقوف عنها، ويمكن الحديث عن انجازات الأحزاب الوطنية التي تظل دوما متمسكة بالحزب والمبادئ حتى وان وصلت الخلافات إلى فصل الإطارات والمناضلين من الحزب إلا أنهم يظلون أوفيا وهو ما يكشف مدى نجاح الاحزاب الوطنية في لم شمل مناضليها ومناعتهم من التفرق والتشرذم، أما الأحزاب الإسلامية فمجرد خلاف بسيط يفجر الحزب ليفرخ أحزابا وحزيبات جديدة وكائنات مجهرية ، فهل مثلا يطمع عمار غول أن ينافس حزب مثل الأفلان بحزبه الجديد " جزائر الجميع" ؟ الأمر فعلا محير ويثير ليس السخرية فقط بل دراسة نفسية لهؤلاء الإسلاميين، أو بالأحرى الذين يستعملون الدين في السياسة، لأن هؤلاء لو كانوا فعلا يتبنون المبادئ الإسلامية لفهموا أن الدين عامل وحدة وليس فرقة، ولكن ليس الدين من فرقهم ولكنها المصالح والمكاسب والمغانم، وهو ما خلق فوضى حقيقية في العملية السياسية لدرجة أنه يمكن لبعض النفر من الإسلاميين لم يجدوا مصالحهم وسحبت منهم المكاسب او رفض ترشيحهم يشكلون حزيا جديدا، إن جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وحتى حزب العمال وأحزاب أخرى أثببت بحق أنها أحزاب مهما كان اختلافنا معها يستطيع مناضليها رغم الإختلاف الإلتفاف حول الحزب وليس عليه كما يفعل مناضليو مناضلات حركة مجتمع السلم وغيرها من الأحزاب التي رفعت الإسلام هو الحل فحلت أحزابها وجعلتها مجرد كائنات تقتات مما تنفض عليها الأحزاب الوطنية.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)