الجزائر - A la une

احتجاجات السكان لم تشفع لهم لإخراجهم من التخلف



احتجاجات السكان لم تشفع لهم لإخراجهم من التخلف
ما تزال قرية الفولية التابعة لبلدية الرقيبة، والواقعة بمحاذاة الطريق الوطني رقم 48 الرابط بين الوادي وبسكرة تعاني من أوضاع تنموية متدهورة، دفعت بسكانها إلى الخروج إلى الشارع ونصب خيام قبل يومين .ويصر سكان الفولية التي تشتهر بوجود صناعة الجبس فيها بحكم توفرها على مقالع للحجارة التي تستعمل في صناعة الجبس على وصف الأوضاع التي يعشونها بالمزرية، فحنفيات القرية تغيب عنها المياه الصالحة للشرب، ويلجأ السكان عادة للتزود بالمياه عن طريق حفر الآبار، وهو ما يعرضهم لمخاطر الإصابة بالأمراض المتنقلة عبر المياه، كالتيفوئيد الذي سبق أن عرفت الفولية تسجيل حالات منه بين سكانها، خاصة الأطفال الصغار، وخشية التعرض للإصابة بمثل هذه الأمراض كثيرا تلجأ نسبة من السكان والذين تعد أوضاعهم المعيشية متوسطة لاقتناء الماء الصالح للمياه عن طريق شرائه من الشاحنات المحملة بالصهاريج، مقابل 5 دنانير للتر الواحد، وهو مبلغ مالي لا يستطيع كل السكان اقتناءه، وتزداد هذه المعاناة حدة خاصة مع حلول فصل الصيف، أين يكثر استهلاك هذه المادة الحيوية والتي لا يمكن الاستغناء عنها .غير أن المفارقة الكبيرة التي تثير سكان القرية هي عدم توفرها على مكتب بريدي، يتكلف بإجراء كل العمليات البريدية والمالية لسكان البلدة، ما يحتم عليهم التنقل إلى عاصمة البلدية ولمسافة لا تقل عن 40 كيلومترا في رحلة ذهاب وإياب، وغالبا ما يعانون الأمرين في سبيل الوصول إليها، بحكم عدم وجود أي وسيلة نقل تربط الفولية بالرقيبة أو أي منطقة أخرى، ووصف السكان عدم توفر التجمع السكاني الذي يقطنون فيه على مكتب بريدي في حين يوجد ذلك في قرى أقل عددا من حيث السكانبالتهميش، ودعوا مديرية بريد الجزائر وبالتنسيق مع مصالح بلدية الرقيبة إلى ضرورة برمجة منشأة تابعة للمؤسسة فيها.ومن بين الملفات التي تقض مضاجع سكان الفولية وضعية الحظيرة السكانية فيها، التي تتشكل معظمهما من بنايات هشة مبنية بمواد إنجاز محلية، وهي سريعة التأثر بتساقط الأمطار، ما يجعلها خطرا يهدد السكان، خاصة السقوط عليهم في أي لحظة .كما يتحدث أهالي الفولية عن مشكل نقص المرافق التربوية فيها، والاكتظاظ الموجود منها، خاصة على مستوى متوسطة القرية الوحيدة وابتدائيتها الوحيدة، ما جعلهم يتساءلون عن عدم برمجة مشاريع لإنجاز هياكل تربوية في قرية، وأثر الوضع المذكور على التحصيل الجيد للتلاميذ، حيث تحتل المؤسستان التربويتان بالمنطقة ذيل الترتيب بين متوسطات وابتدائيات ولاية الوادي .وشدد السكان على أن حركتهم الاحتجاجية السلمية التي نظموها مطلع الأسبوع الجاري ستكون متبوعة بوقفات أخرى إذا لم يتم حل المشاكل التي يعانون منها، أو على الأقل جزء منها، كما رفضوا أن يكون مجرد رقم في السجلات الانتخابية .
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)