الجزائر

إكراما لذكرى أجدادنا في الحرب العالمية الأولى


إكراما لذكرى أجدادنا في الحرب العالمية الأولى
قال أحد القراء معلقا على مقالي أمس: “نرفض دعوة قطر للفريق الوطني، ونقبل دعوة فرنسا للمشاركة في الاحتفالات بمرور مائة سنة على الحرب العالمية الأولى”!؟صحيح أنه لا وجه للمقارنة، بين الدولتين وبين المناسبتين، ومهما كانت حقيقة النوايا القطرية الظاهرة والمخفية وراء دعوتها للفريق الوطني، فإن الذنب الذي اقترفته قطر أنها داست على الأعراف الديبلوماسية، عندما لم توجه الدعوة إلى من يهمه أمر الفريق الوطني. لكني لم أفهم سبب مشاركتنا في الاحتفالات الفرنسية في 14 جويلية الجاري، ضمن ثمانين دولة شاركت في الحرب الكونية الأولى ضد ألمانيا. هل لأن الآلاف من أبنائنا اقتلعوا من حقولهم وأعمالهم ومن وسط عائلاتهم وجنّدوا إجباريا في صفوف فرنسا للدفاع عن فرنسا خلال مشاركتها في الحرب العالمية؟ فبأي حق نستضاف كدولة شاركت في هذه الحرب، ونحن وقتها لم نكن ننعم باستقلال قرارنا، وأجبرتنا فرنسا على خوض حرب ليست حربنا؟!ابحثوا عن أسباب أخرى لتبرير هذه المشاركة في الاحتفالات الفرنسية غير هذا المبرر. فكل ما جنينا من هذه الحرب هو القرابين من الضحايا والمعطوبين والمفقودين، صنعوا مجد فرنسا التي لم تكن تعترف لهم حتى بالمواطنة، وساقتهم وقودا لحربها. فأجدادنا البواسل الذين قال عنهم وزير الخارجية رمطان لعمامرة أمس، أن هذه المشاركة تهدف للإشادة بتضحياتهم بالنفس في سبيل حرية الآخرين وحريتهم هو ضحك على الذقون، فأجدادنا لم يذهبوا إلى هذه الحرب طواعية وإحساسا منهم بالظلم وحبا للعدل والحرية، وإنما أجبروا كما أجبر الملايين أمثالهم في المستعمرات الأخرى على الدفاع عن مجد فرنسا وليس مجدهم.نعم قلت ابحثوا عن مبررات أخرى، فهذه المبررات مضحكة، لأن قبول المشاركة يعرفه الجميع، مثلما يعرف الجميع لماذا تفضل الشركات الفرنسية على غيرها من الشركات العالمية عندما يتعلق الأمر بإسناد الصفقات للمشاريع في الجزائر، وآخرها ما حصده وزير خارجيتها الذي جاء بعد شهر من الانتخابات ليحصد غنائم المساندة ويلهف أربعين صفقة. فقبول المشاركة في الاحتفال يندرج ضمن هذا التوجه وهو ألا نرفض طلبا لفرنسا، ولتذهب منظمة الشهداء التي رفضت المشاركة احتراما لذاكرة الشهداء، وذاكرة الضحايا الذين سقطوا في هذه الحرب الأولى والثانية وأرغموا عليها، إلى الجحيم. فإرضاء فرنسا أهم، حتى أننا نسينا إحياء ذكرى 5 جويلية، وأسقطناها في بحر النسيان، لأن لدينا احتفالا أهم، احتفال سينال فيه أولي الأمر منا رضا فرنسا. فلم يكف أننا فتحنا لها الخزائن وهربنا أموالنا المنهوبة إلى بنوكها ودعمنا اقتصادها المنهار، ولا يهم أن يحرق العلم الجزائري ويداس في شوارع باريس والمدن الفرنسية الأخرى، فيكفي أننا أقمنا الدنيا ولم نقعدها لما أهين علمنا في مصر، وسنكتفي بالإدانة وننتظر أن تعاقب فرنسا المتسببين.. ولن تعاقبهم!؟




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)