الجزائر

أين‭ ‬الوفاء‭ ‬لتضحيات‭ ‬الحرس؟


لا يمكن لأحد أن يتقبّل الطريقة التي قوبل بها أفراد الحرس البلدي المحتجين على أوضاعهم المهنية والاجتماعية، ولا يمكن تبرير ذلك المشهد الذي انتهى بجلد المشاركين في مسيرة الطريق السريع بخراطيم المياه، والدخول معهم في مواجهة عنيفة في الوقت الذي كان يمكن السماح لهم‭ ‬بالتعبير‭ ‬عن‭ ‬انشغالاتهم‭ ‬بطريقة‭ ‬سلمية‭.‬

يفترض الالتفات لتلك الأسلاك الأمنية التي كان لها دور تاريخي في إنقاذ الدولة الجزائرية من الانهيار، لتكون لها نوع من الحقوق التي توازي ما قدموه من تضحيات في خلال العشرية الحمراء، لأنه لولا هؤلاء لسقطت الجزائر في متاهات الصوملة والأفغنة وغيرها من البلدان التي‭ ‬هوت‭ ‬إلى‭ ‬واد‭ ‬سحيق‭ ‬يسيطر‭ ‬عليه‭ ‬أمراء‭ ‬الحرب‭ ‬و‮"‬بزناسية‮"‬‭ ‬الدماء‭.‬

لقد كان هؤلاء ولا زالوا في خط النار الأول، وأغلبهم أفنى مرحلة شبابه في الدفاع عن الدولة وعن الشعب، ومنهم من أصيب أثناء تأدية واجبه والكثير منهم ضحوا بحياتهم، وعليه فإن الاعتراف بهذا الدور المفصلي الذي قاموا به يجب أن يبدأ من تحسين ظروفهم المعيشية بالاستجابة‭ ‬لمطالبهم‭ ‬المهنية‭ ‬التي‭ ‬رفعوها‭ ‬منذ‭ ‬مدة‭.‬

إن الصّور التي تناقلتها وكالات الأنباء، حول قمع مسيرة الحرس البلدي مع أن بعض هؤلاء الأعوان كانوا يحملون الورود وأغصان الزيتون، كانت صادمة لأنه مشهد غير مألوف في الجزائر التي يفترض أنها تجاوزت حالة الطوارئ، وانتهى موضوع التضييق على الحريات العامة.

كان يمكن تغيير ذلك المشهد العنيف بتغليب لغة الحوار، وإقناعهم بتكليف وفد منهم للاجتماع بالسلطات وتقديم المطالب، بدل الدخول معهم في معركة مفتوحة ومطاردتهم في الطرق وعدم مراعاة حالة الإرهاق لهؤلاء الأعوان الذين ساروا من البليدة إلى العاصمة في يوم صيفي شديد الحرارة‭.‬

لا يمكن أن يمنح أعوان الحرس البلدي أجور زهيدة، ويستثنون من كل أنواع الرعاية والامتيازات التي تحظى بها باقي الأسلاك الأمنية، ثم يحرمون كذلك من الاحتجاج عن وضعهم التعيس بحجة أنه سلك أمني لا يحق له الانتظام في نقابة.

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)