الجزائر

أوقفوا مهازل "الفاف"..



وجب التوقف مطوّلا، اليوم، عند ما يحدث على مستوى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وتشريح الوضعية الغريبة وغير المسبوقة التي تهدّد مستقبل الكرة في الجزائر، لما أفضى إليه تسيير الرئيس، خير الدين زطشي، من مهازل بالجملة في فترة لم تبلغ السنة الواحدة، غير أنها كانت كافية لتحدّد بدقة عيوب مسؤول، تبيّن، من خلال أخطائه الجسيمة وافتقاره لبرنامج واستراتيجية وعدم إلمامه بالقوانين وتحييده للكفاءات على حساب الدخلاء على الكرة، بأنه فاقد للمستوى الذي يجعلنا نأمل في طرق أبواب العالمية من جديد.سنة واحدة من التسيير كفيلة بإدخال خير الدين زطشي كتاب “غينيس” للأرقام القياسية من حيث القرارات العشوائية الفاقدة لأي سند قانوني أو منطق أو حتى محترمة للإجراءات الإدارية السليمة، وجاءت فترة تسيير رئيس نادي بارادو للاتحادية “العالمية” تحمل عنوان “الممارسة الهاوية”، بشكل حوّل فيها الهيئة الكروية من النقيض إلى النقيض على جميع المستويات، مكرّسا مبدأ مغايرا لطرحه الذي أعقب تنصيبه خليفة لروراوة بطريقة غير قانونية ولا ديمقراطية، من طرف وزير الشباب والرياضة، الهادي ولد علي، الداعي، حسبه، إلى “لمّ شمل عائلة الكرة”، بعد أن غرق الرئيس الشاب في فنجان حيال ملفات كثيرة، ونزل بمستوى الاتحادية، من حيث طريقة التسيير، إلى أدنى الدرجات التي تقضي على بصيص الأمل في إمكانية تحقيق مكاسب من رئيس “فاقد لكل شيء.”
ولم تكن قضية “الفاف” مع رابطة كرة القدم المحترفة، المعيار الوحيد للحكم على محدودية رئيسها الجديد وأعضاء مكتبه الفاقدين أيضا لمواصفات قيادة الاتحادية نحو العالمية، فثمة ملفات أخرى سبقت “ملف” سحب تفويض تسيير بطولة الاحتراف من هيئة محفوظ قرباج، ساهمت في “حجب” الرؤية على القضايا الحقيقية لكرة القدم الجزائرية التي انتُخب زطشي رئيسا للاتحادية من أجل معالجتها في الأطر القانونية والشرعية والديمقراطية أيضا، ونزل نقاش مسؤولي الكرة إلى جزئيات القضايا، بشكل عكس “مشروع تقزيم” الاتحادية في وقت ترشح نظراؤها من المغرب وجنوب إفريقيا ومصر، في مناسبات كثيرة، لجعل بلدانهم قِبلة للموندياليين.
اتحادية زطشي، التي بُنيت على باطل يوم 20 مارس 2017، سجّلت أول فشل لرئيسها في التنقل إلى الخارج لتمثيل “الفاف” في أول سفرية رسمية لخليفة روراوة، وهي الاتحادية التي لم تقو حتى على توجيه مراسلة رسمية ل”الكاف” في الآجال القانونية بشأن ترشح بشير ولد زميرلي لعضوية المكتب التنفيذي للهيئة الكروية القارية، وهي نفس الاتحادية التي استبدلت لمّ الشمل بمحاربة الكفاءات، واختارت المغامرين والانتهازيين والمغمورين لبناء اتحادية قوية ولتجديد أيضا الكرة في الجزائر.
وتدافعت الفضائح قبل إطفاء زطشي شمعته الأولى في قصر دالي إبراهيم، ومارس الرجل “هواية” التعيين والإقالة التي شملت المدير الفني الوطني والمدرّب الوطني والمحلي ومدير مركز سيدي موسى ورئيس اللّجنة الفدرالية للتحكيم، وفرض خير الدين زطشي ذات منطق الأحادية في القرار على شاكلة سابقه وبطريقة بشعة، شهدت دوسا صريحا على القوانين.
ولعل “القنبلة الموقوتة” التي “ستفجّر” حتما بيت الاتحادية الحالية، لن تكون مشروع تبذير أموال “الفاف” ببناء مراكز تكوين جهوية لا تعتبر أصلا أولوية قياسا بالكمّ الهائل من المراكز المنتشرة عبر الوطن دون استغلال، ولا حتى الرغبة الجامحة في مخالفة كل قرارات سابقه روراوة للقول للرأي العام “أنا موجود” من خلال التحضير لإلغاء مشروع الفندق، إنما الهزة المرتقبة التي ستعرّي حتما خير الدين زطشي وأعضاء مكتبه المتشبثين بالمناصب، قضية المدرّب الإسباني لوكاس ألكاراز ومساعديه، وسيكون لردّ “الفيفا” الوشيك في صالح هؤلاء بقوة العقد المبرم بينهم وبين “الفاف” بمثابة الصفعة ، كون “احترافية” زطشي لم تدفعه لتدوين بنود تحمي حقوق “الفاف” في حال حدوث أي طارئ، وسيكون عنوان المهزلة المرتقبة مليون ونصف المليون.. دولار لخمسة أشهر من النكسات الكروية في زمن التقشّف.
التجاوزات والخروقات القانونية وعدم إلمام المكتب الحالي بقواعد التسيير الاحترافي، واعتماده أيضا على إدارة ضعيفة لم تقو حتى على إعداد التقريرين المالي والأدبي أو نشر بيان اجتماع المكتب الفدرالي، رغم أنه إجراء واجب، وبأمين عام أثبت محدوديته في تسيير أكبر اتحادية رياضية في الجزائر وإفريقيا، وبغرباء ودخلاء على الكرة برتبة مستشارين فوق العادة، كلها مؤشرات قوية على أن أمر الكرة في الجزائر أُسند لغير أهله وتحت حماية وزير للشباب والرياضة، لا يختلف حالا، من حيث الجهل بالقوانين، عمّن فرضهم على الجمعية العامة يوم 20 مارس الماضي، ويصبّ هذا المشهد التعيس لمنتخبين لا يفرّقون حتى بين مراقبة تسيير الرابطات وبين التدخل في شؤونها، في سياق ترسيخ عهد انحطاط الكرة الجزائرية وعيون الجزائريين متتبعة لفصولها.. فمن يضع حدّا للمهازل رأفة بالكرة؟
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)