الجزائر

ألقوا بالمسرح إلى الشارع يحتضنه الشعب!


ألقوا بالمسرح إلى الشارع يحتضنه الشعب!
شدّد المستشار الثقافي "منير بومرداس"، الاثنين، على حاجة المسرح في الجزائر إلى كسر الفضاءات المغلقة، وأشار في شوارد ل "الشروق أون لاين" إلى أنّ إلقاء أب الفنون في الشارع سينتج احتضانا شعبيا.في أعقاب الحراك الذي ولّدته الأيام الوطنية الأولى للمسرح التجريبي في حاضرة "العلمة" (27 – 31 مارس الأخير)، نوّه "بومرداس" بالتجارب الركحية الجديدة التي ضخّت دماءً جديدة في جسد المسرح، ومن شأن تراكماتها أن تستحدث أساليب تعبيرية مبتكرة، سواء بالكلمة أو بالشكل أو بالحركة أو بالموسيقي وأيضا بسائر التصاميم السينوغرافية والكوريغرافية.وفي ظلّ ما ينتاب راهن في المسرح في الجزائر من "هجرة الجماهير للقاعات"، يلّح المستشار الثقافي لولاية سطيف على حتمية عدم التقيد ب "مكانية" الفن الرابع، والانفتاح على المراكحات في الميادين والأفنية والحدائق، فضلا عن مصطبات المدارس وأروقة المستشفيات، وتلك خطوة حساسة على درب ترقية مفاهيمية ووظائفية المسرح الجديد واستثماره ضمن البنية الثقافية الاجتماعية والاقتصادية أيضا، طالما أنّ المسرح برسائله وأسئلته الكونية والجوهرية، مشتلة لكم هائل من الارساليات المفعمة والمغلفة بكل رموزها ودلالاتها وشيفراتها التي تستبعد محاذير التخلف، التبعية، والانحراف في عالم سريع التحول والتغيير. العقل المفكّر ولأنّ المسرح هو مرآة كبرى للعقل المفكّر، والمساحة الخالية التي تستحضر فيه قوى غير مرئية في الشخوص والرؤى، بات ضروريا تفعيل المسرح احترافيا، فلسفيا ونفسانيا في مناحي الثقافة والبناء الاجتماعي والأدوار الحضارية، وذاك يفرض على نشطاء أب الفنون كشف الأسرار السحرية المدفونة في النص التراثي الجزائري الذي ما تزال الكثير من كنوزه رهينة التعمية، رغم انتشائه بمعاني الحياة العميقة والقيم المختلفة. ايقاظ الكلمة لم يعد المسرح مجرد كلمات، حيث يقول "فاختانكوف": "من الضروري أن نجعل المتفرج يشاهد فوق خشبة المسرح روحا متمردة"، وإيقاظ الكلمة الركحية بكل طياتها، مرهون باستحضار أوكسجين الحياة واستراتيجية التلقي وتحفيز المتلقين على كسر وتجاوز رتابة الحياة، والطيران والسباحة في فضاءات حميمية لكي تلغى كافة الحواجز، وذلك يتجاوز حدود المكان خصوصا في طقوسيات التجريب المسرحي.انتهاءً، تبرز أهمية ما تقدّم في كوننا على أبواب عصر مهم .. عصر من التخمّر، فعندما يتقدم الفكر المسرحي قفزة، فإنه يتعالى على شكله السابق ويتخذ له شكلاً جديداً، وسط تصورات ومفاهيم تربط عالمنا تتلاشى وتحلّ، وكأنه لوحة حلم هناك مرحلة ذهنية جديدة، على حد توصيف الفيلسوف الألماني "فريدريك هيغل".ولن نجد أفضل من مقولة "منير بومرداس": "مسكين من لا يعرف ما معنى كلمة مسرح، ومسكين كذلك من لم يتلذذ برائعة هاملت".




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)