الجزائر

أقولها وأمشي : هؤلاء الأذكياء



أقولها وأمشي : هؤلاء الأذكياء
وزير الخارجية مراد مدلسي تحدث عن وضع جديد يسمح بمعالجة قضايا الذاكرة بطريقة ذكية، مع الطرف الفرنسي تكون نهايتها ذوبان تلك العلاقة في هذه الذاكرة، هذا ما قاله وزيرنا وهو يتحدث مع نظيره الفرنسي حول وجود حالة ذهنية جديدة بدأت في التبلور، وهو كلام أصعب من أن يرقى إلى فهم الرجل العادي العام، لأنه قد يحتاج لفقه فيلسوف و(فيل صوف) أو جراح مختص في المخ لكي يفك ألغازه.
موضوع الذاكرة الذي أراد البعض أن يخصص له متحف خلاصته بالعربي المفيد أن تقدم فرنسا اعتذارا «شفويا أو مكتوبا» للجزائر عن جرائمها خلال فترة الاستعمار (وليس فترة الاستقلال)، بعد أن نصبت «حرْكتها» في مفاصل الدولة، وهو ما ترفضه، بإيهام الكل بأن المأساة من صنع الطرفين.
موضوع الذاكرة مربوط بالذكاء كما فعل الوزير تطرح إشكالية، فهناك من جهة ذاكرة خصبة وأخرى ضعيفة، وهذه الأخيرة إحدى ميزات الجزائريين والعرب أجمعين تقريبا. في حين أن الذكاء كما يقول الألمان 90٪ منه عبارة عن تجارب لا بد من الاستفادة منها، عكس الغباء فصاحبه قد يقع في نفس الظروف وينتظر دائما نتائج مغايرة، وهذا غير معقول.
مدلسي اعترف بعظمة لسانه حين كان وزيرا للمالية بأنه لم يكن ذكيا بما فيه الكفاية لكي تقع في زمانه ثغرة مالية رهيبة اسمها قضية الخليفة، أو قضية القرن، وقبله كان وزير الداخلية السابق يزيد زرهوني يقرن الانتخابات المغشوشة بالذكية، أي تلك التي تمر دون أن يتفطن الناخبون والمراقبون إلى وقوع تجاوزات. وعندما يجزم الوزير مدلسي بأن ملف الذاكرة سيعالج بطريقة ذكية، فإن كل القراءات الممكنة وغير الممكنة تقع تحت هذه الصفة من ذاكرة مغشوشة تخدعنا وأشك أن تخدع الفرنسيين، إلى ذاكرة ميتة عادت يقظة ومنتبهة أكسبت المسؤولين ذكاءا خارقا لا سابق ولا عهد لنا به، بعد أن ثبت أن 90٪ من ذكاء المسؤولين الجزائريين يستخدم في قضاء مصالحهم بمال ينفع مصالح الناس!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)