الجزائر

أقولها وأمشي :دار ودينار!!


وزير السياحة طالب أصحاب السكنات المخصصة للكراء لفائدة سياح بالتصريح بنشاطهم! هذا ما خرج به الوزير في سابقة لم يستطع حتى من جاء قبله وتمسمر في الكرسي مثل بن بوزيد أن يطلبه من أسرته التربوية التي حولت سكناتها طيلة العام الدراسي إلى مقاعد لتقديم دروس خصوصية.
المساكن في الجزائر على قلتها مقارنة مع عدد الأنفس مشغولة طول اليوم والليل وطول العام أيضا، وهو ما يخلق حالة اختناق تحبس الأنفاس زادتها في السنوات الأخيرة ظاهرة كراء البيوت (المفروشة) لصالح السياح من الداخل ومن كل الأجناس والمهم أن يدفعوا بالدورو أو اليورو.
وعندما يطالب مسؤول في الحكومة بالتصريح بنشاط المستأجرين لفائدة السياح من باب الحفاظ على الأمن والسلامة، فإن ذلك معناه أن الحكومة بدأت تتعلم من درس المستثمر الفرنسي الذي فتح وكالة سياحية في إحدى الولايات الساحلية وحقق فتحا عظيما في حق ستة عشر قاصرة هتك أعراضهن قبل أن يتبين بالوثائق بأنه جاسوس له ارتباطات مع مسؤولين كبار في فرنسا! فهذا النوع الذي استطاع أن يغزو من باب الفندق كان يمكنه أن يفعل أكثر لو أنه غزا الديار وقابل بنات قمر الزمان وشهريان من عبدة اليورو والدولار! وهذه هي المشكلة.
كراء البيوت لفائدة السياح والمصطافين كظاهرة جديدة داخل المجتمع تنبئ بأن جميع أنواع الحواجز النفسية والأخلاقية قد سقطت، وأن ما سمي بالمجتمع المحافظ قد أصبح في خبر كان بعد أن يصبح للغرباء في بيوتنا متسع ومكان، وقد يكونون إخوان وخلان على الأسرّة متكئين ومتقابلين! وهي الظاهرة التي سبقتنا إليها دول سارت مشوارا طويلا في السياحة كمصر والمغرب وتونس، حيث صارت سياحة البيوت منافسة لسياحة الفنادق وعاد مولى الدار كالفار مجبرا في عهد بن علي على التصريح بكل قادم إليه من الخارج ولو من الأصهار لدى مراكز الشرطة الأقرب للسكن، وليس مديريات السياحة التي ستكون هي الواسطة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)