أستاذ علم الاجتماع، ناصر جابي لـ "الفجر": غياب النضج السياسي يرهن حق السياسيين في قيادة المناظرات

قلل الأستاذ ناصر جابي من كفاءة السياسيين في الخوض في مناظرات سياسية بحجم المكانة التي يحظون بها. وأشار إلى أن المعنيين يفتقرون إلى النضج الذي يمكنهم من إدارة جلسات مناظرة يشرحون فيها مواقفهم ويدافعون فيها عن وجهات نظرهم التي يرون أنها الأحسن لتسيير شؤون البلاد.   اعتبر جابي في اتصال مع "الفجر" أن تقاليد الديمقراطية تفرض على السياسيين الجزائريين تحمل مسؤولية كشف أوراقهم أمام منتخبيهم وقيادة حوارات تترجم أفكارهم وأهدافهم من الدخول في منافسة الانتخابات، غير أن الواقع يؤكد أن الجزائر تبقى بعيدة عن هذه الطموحات، خاصة مع الثقافة التي يتمتع بها عدد من السياسيين الذين يعجزون عن تركيب جملة مفيدة، فكيف بالتعبير عن برامجهم والدفاع عنها أمام منتقديهم؟  وحمل الأستاذ جابي بعضا من المسؤولية إلى التلفزيون الجزائري والقائمين عليه، قائلا إن المجالات التي ترافق جلسات المناظرة بما فيها الاستطلاعات وسبر الآراء وغيرها كلها غائبة ويستحيل معها الحديث عن مناظرات سياسية بالحجم الذي يتطلع إليه المواطنون بعيدا عن القواعد المتعارف عليها، مشيرا إلى أن العوائق الواقفة ضد تحقيق هذا التقليد تمتد إلى غياب سوق سياسي يستوعب المطروحات السياسية، شأنها في ذلك شأن التلفزيون وجميع المؤسسات التي من المفروض أنها فاعلة في هذا المجال وهي التي تنشط الحياة السياسية.  وأشار إلى أن المناظرات السياسية أبعد من أن تتحقق في الجزائر في ظل ندرة رجال السياسة القادرين على قيادة الجدال وتنوير الرأي العام، كما يبقى الافتقار إلى شخصيات بارزة أهم مشكل يصادف الداعين إلى اقتحام هذا التقليد.