الجزائر - A la une

أدعو المرأة إلى التحلي بالإرادة لتعيش أحلامها



لا تكتفي راضية رومان بممارسة هواية واحدة، بل تنتقل من فن إلى آخر بدون كلل ولا مشقة، فها هي اختصت في الفنون الحرفية، ومن ثم انتقلت مؤخرا إلى فن الأكوارال. أما عن الموسيقى فقد سجلت نفسها في الكونسرفتوار لتعلم العزف على البيانو، بدون أن ننسى الشعر الذي وجدت فيه نفسها أيضا، فماذا عن المحطة المقبلة لهذه الفنانة الشابة، التي تعرض ست لوحاتها بمكتبة «بوان، فرغول» بالشراقة إلى غاية السبت المقبل.اتصلت «المساء» بالفنانة راضية رومان، وتحدثت معها عن محطتها الجديدة في مسيرتها الفنية، وهي الأكوارال أو الفن المائي. وقالت إنها اختارت لأول معرض لها في الفنون التشكيلية، استخدام تقنية مختلطة تمزج بين الفن المائي وقلم «مين»، لرسم يومياتنا التي نسيناها وابتعدنا عنها، بانغماسنا في عالم التكنولوجيات. وفي هذا رسمت الأشكال بالقلم، ومن ثم ملأتها بالألوان المائية. وأضافت الفنانة أنها اختارت لمعرضها عنوان «الحياة في الريف»؛ لأنه يعكس نظرتها إلى الأشياء البسيطة التي هي الأصل، عميقة عمق الحياة نفسها. وفي هذا حملت لوحة من لوحاتها عنوان «القعدة»، رسمت فيها أفراد عائلة تتكون من ثلاثة أجيال تجلس مع بعضها، في قعدة حميمية وتقليدية حول مائدة الطعام، مشيرة: «خرجاتنا إلى المناطق البعيدة عن المدن مثل المناطق الجبلية في نهاية الأسبوع، أصبحت نادرة».
لوحة ثانية بعنوان»الحمّام»، رسمت فيها راضية نسوة وأطفالا يأخذون حمّاما. أما في اللوحة الثالثة «يوميات» فرسمت امرأة تُلبس ابنتها فستانا جميلا، إضافة إلى لوحات أخرى، مثل لوحة «جمع الزيتون» ولوحة «لمّ الشمل».
ويُعتبر معرض «الحياة في الريف» أول محطة فنية تشكيلية لراضية بعد أن ثبّتت قدميها في عالم الحرف؛ من خلال صنعها تحفا كانت في الأصل مجرد أداة منزلية، مثل لوحة «غسيل الملابس» التي قامت بصبغها وإلصاق مرآة في المكان المخصّص لوضع الصابون، فأصبحت تحفة يمكنها أن تحتضن حليا مثلا في حال غرس مسامر فيها. كما أن الدربوكة تخلت عن الحفلات والموسيقى، واحتضنت أزهارا بعد أن أصبحت مزهرية، بدون أن ننسى القارورة التي تغير شكلها الخارجي بعد أن تزينت بورق البصل، بينما تحوّل جوز الهند إلى أصيص، والغربال إلى حامل للحلي. أما المرآة دائرية الشكل فقد زينتها راضية بسدادات للقارورات بعد أن قامت بتسطيحها وتلوينها.
وهكذا هي راضية، جريئة ومحبة للتغيير والتجديد، فما كان عليها بعد أن تحصلت على شهادة من غرفة الصناعة التقليدية، إلا أن تحط رحالها في الفنون التشكيلية، خاصة أنها استفادت من عدة تكوينات في هذا المجال. وفي هذا السياق، ستنظم معرضا ثانيا في فن الأكوارال في مارس المقبل بقصر رياس البحر بمناسبة الاحتفال بالعيد العالمي للمرأة.
واعتبرت راضية أن الفن التشكيلي مختلف تماما عن مهنة الحرفي، ففي مجال الحرف يقوم المختص بتحوير أداة ما، مستعملا في ذلك الألوان والأشكال المختلفة، بينما يعتمد الفنان في ممارسة فنه، على الخيال الواسع والإلهام غير المتناهي.
بالمقابل، لم يبق لدى راضية تحفة واحدة من عملها الحرفي، في حين لم تبع إلى حد الآن لوحة واحدة، لأنه لا يمكن لها كأم جديدة، أن تفترق عن ذريتها بهذا الشكل السريع.
أما عن الورشة التكوينية للرسم التي كانت تنظمها في عقر دارها لصالح الأطفال والأولياء معا، فقالت إنها لم تعد من الوجود بسبب قلة اهتمام الأولياء من جهة، وإدمان الأطفال على الأنترنت وألعاب الفيديو من جهة أخرى.
وفي الأخير، دعت راضية رومان كل امرأة ماكثة في البيت، إلى الخروج من دائرة الضغط والتفكير السلبي، نحو حياة أخرى تتشكل من الأمل والعمل، مؤكدة أن تحقيق الأحلام ليس بالأمر المستحيل، بل إنه في قائمة الممكن جدا من خلال التسلح بإرادة فولاذية.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)