90 بالمائة من المخدرات المروجة تصل إلى أيدي البارونات

أكد عيسى بلخضر، رئيس جمعية جزائر الخير بوهران، أمس في الندوة العلمية التي انتظمت حول دور الأسرة في الوقاية من آفة المخدرات والتي حضرها أساتذة وباحثون متخصصون في المجال، بالتنسيق مع معهد علم الاجتماع، أن ظاهرة استهلاك المخدرات في الوسط أصبحت تدق ناقوس الخطر نتيجة الانتشار الرهيب الذي تشهده، خاصة في الأوساط التعليمية على غرار الثانويات والمتوسطات وحتى المدارس الابتدائية.وحسب معطيات الباحثين الذين شاركوا في اللقاء، فإن ما يحجز من المخدرات لا يمثل سوى 10 بالمائة من الكمية المهربة، بينما 90 بالمئة الباقية فتسلم إلى مشتريها، كما قدرت نسبة تعاطي المخدرات في المتوسطات والثانويات ب60 بالمائة. وأضاف الخبراء أن الأسرة تعتبر هي النواة الأساسية لتربية الأبناء وحمايتهم من خطر تعاطي المخدرات في المجتمع، ومن أهم أسباب انتشار الظاهرة ارتفاع نسبة الطلاق في الجزائر والتي بلغت 60 ألف حالة طلاق نجم عنها 150 ألف طفل مشردين سنويا. كما اعتبر من أهم أسباب انتشار هذه الظاهرة هو استغلال أقل من مساحة 10 بالمائة من مساحة الجزائر يسكنها 90 بالمائة من السكان والتي تخلق اكتظاظا في الأحياء، ما يؤدي إلى انتشار عصابات الجريمة. هذا وقد أكد المتحدثون أن القضاء على الظاهرة ليس من مهمة الفرق الأمنية أو توعية المراكز الصحية والمؤسسات التربوية، بل حتى الأسرة، كما أنه يجب التعاون بين الجمعيات والمراكز العلمية.من جهته، نائب رئيس الجمعية، يوسف لبيوض، أكد من خلال الخرجات التي تقوم بها الجمعية أن أكثر من 60 بالمائة من التلاميذ يدخنون في ولاية وهران، 40 بالمائة منهم مدمنون على المخدرات، ونسبة 30 بالمئة يتعاطون الأقراص كما أن الظاهرة لا تقتصر على المدارس المتواجدة في الأحياء الفقيرة وإنما تعرف انتشارا حتى في المدارس المتواجدة في الأحياء الراقية من المدينة، كما أن حتى فئة الفتيات تتعاطى المخدرات ما يتطلب اتخاد إجراءات صارمة مثل قرار منع الشيشة. وفي نفس السياق أكد الأستاذ مرقي عبد القادر، عميد السابق لكلية علم الاجتماع في تصريح ل”الفجر”، أن الظاهرة هي مشروع بحث خاص بالعلوم الاجتماعية في الجزائر وعلى رأسها علم الأنثروبولوجيا، حيث صرح بأن التغيير الاجتماعي عميق وأول مؤسسة تعكسه هي المؤسسة الأسرية، وبفضل التنسيق بين الحركة الجمعوية كفاعل اجتماعي بكل أنواعها والجامعة كمؤسسة منوطة بإنتاج المعرفة ومحاولة الاجابة على جميع التساؤلات التي تطرح في المجتمع.