موسى بن نصير (640-719 م)

موسى بن نصير بن عبد الرحمن (أبو عبد الرحمن)، ولد عام 640 م (20 هـ) في كفرمارة بالشام، وتوفي عام 719 م (98 هـ) في دمشق. كان واليًا وعسكريًا بارزًا في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك. عُيّن عام 698 م حاكمًا لإفريقية (التونس الحالية)، وشغل دورًا محوريًا في الفتح الإسلامي للمغرب والأندلس، وأصبح أول والٍ للأندلس (712-714 م).

السيرة الذاتية
الأصول
تُنسب أصوله إلى قبائل عربية مختلفة، منها اللخميون (مسيحيون عرب من اليمن) أو بنو بكر، لكن ابن جرير الطبري يروي أن والده أُسر بعد سقوط عين التمر (633 م) أثناء قتاله مع الفرس ضد المسلمين، ثم أعتقه عبد العزيز بن مروان حاكم مصر. وُلد موسى في الشام عام 640 م.

بداية الخدمة
بدأ حياته كوكيل للعراق مع الخليفة عبد الملك، لكنه اتهم باختلاس الأموال، فأنقذه عبد العزيز بدفع فدية، ثم عينه واليًا على إفريقية عام 698 م.

الفتوحات الكبرى
فتح المغرب
كوالٍ لإفريقية، أكمل موسى فتح المغرب، فتح طنجة، واستخدم الدبلوماسية لإخضاع البربر، مع احترام تقاليدهم وتجنيدهم في جيشه. بنى أسطولًا فتح به جزر البليار و سردينيا.

فتح الأندلس
بشجيعة يوليان، عدد من قواد البربر، بدأ موسى فتح الأندلس. عام 711 م، عبر طارق بن زياد مضيق جبل طارق بـ7000 جندي، وانتصر في معركة الوادي الخامس ضد الملك الغوطي رودريك. وصل موسى بنفسه عام 712 م بـ18000 جندي، فتح إشبيلية وماردة، ثم التقى طارق في طليطلة. سيطر على سرقسطة والشمال حتى خليج غاسكوني، وأسس إدارة الأندلس.

العودة إلى دمشق والسقوط
دُعي إلى دمشق عام 714 م من الخليفة الوليد، لكنه وصل بعد وفاته. خلفه سليمان بن عبد الملك، الذي صادر أمواله وخلعه من منصبه. أبناؤه عانوا مصائب: قتل عبد العزيز والي الأندلس، وأعدم عبد الله والي إفريقية.

الوفاة
توفي موسى عام 715-716 م أثناء الحج، في هوان. نسب بعض المؤرخين مغاربه فتوحه لعقبة بن نافع.

الإرث والأساطير
يُنسب إليه جبل موسى تيمة بإبن بطوطة. ظهرت أساطير منذ القرن التاسع، مثل مدينة النحاس التي بحث عنها دون جدوى، ورويت في "ألف ليلة وليلة" بمعجزات خارقة. يرى ابن أبي دينار سقوطه عبرًا لتقلبات الحياة.