البيض

الغرق و الأمراض يهدّدان «أطفال البرك» بالبيض



إن أهم تحد لسكان ولاية البيض و في مقدمتهم الأطفال و الشباب ، هو كيفية مواجهة حر الصيف فمع الارتفاع القياسي ، و غير العادي لدرجة الحرارة التي تشهدها المنطقة خصوصا الواقعة بالجنوب الغربي ، على غرار الأبيض سيدي الشيخ ، البنود ، ، بريزينة ، ، اربوات و غيرها من البلديات ، و هروبا من الحر الشديد يلجؤون لممارسة '' السباحة '' في المسطحات المائية المتعددة كالبرك والمجاري و السدود و الأحواض المائية بالحقول المخصصة للسقي . و رغم خطرها فهم يجازفون بحياتهم بالتوجه إلى هذه المواقع غير الآمنة ، و التي كثيرا ما أودت بحياة العديد منهم غرقا خلال السنوات الماضية ، و فجعت عائلات في فلذات أكبادها و تحوّلت إلى مآسي ، ضحاياها أناس في مقتبل العمر ما شكل هاجسا حقيقيا للجميع في ظل العجز الملاحظ عن توفير البدائل الحقيقية لإطفاء لهيب الحرارة ، حيث يجد فيها الأطفال والمراهقون خاصة من أبناء الفقراء ، ضالتهم لإطفاء حرارة أجسادهم . و عن مسبباتها حسب بعض المواطنين فان موقع الولاية البعيد عن المدن الساحلية يتصدر الأسباب فاقرب مدينة إلى ولاية البيض المسافة بينهما 400 كيلومترا، مضاف لها نقص المرافق الضرورية الكفيلة بتخفيف حرارة فصل الصيف ،من مسابح إذ لا يتجاوز عدد المسابح العملية أصابع اليد و هي بالشلالة بوسمغون المحرة الأبيض سيد الشيخ في حين ما زال غلق مسبح البيض متواصلا منذ 2018 و خاصة بالمناطق الريفية والمعزولة، ، بالإضافة إلى غياب الوعي لدى مرتاديها بالخطر المحدق بهم و جهلهم بالسباحة و قواعدها ، ومن بين أهم الأسباب غياب رقابة الأولياء على الأطفال فكثيرا من الآباء نزلت عليه الفاجعة بعد فوات الأوان و عدم قدرة المخيمات الصيفية التي كانت تنظم للمدن الساحلية للأطفال و التي تراجعت كثيرا خلال السنوات الأخيرة ، و خلال هذه السنة لا مؤشر لتنظيمها و عدم قدرة الأولياء على توفير المال لأبنائهم للتوجه شمالا ما يجنبهم الذهاب إلى هذه المواقع . و بقاء هذه الفضاءات دون سياج واق يمنع الولوج إليها . إلى ذلك أحصت الحماية المدنية بالولاية خلال السنة الماضية 03 تدخلات توزعت على بوعلام و الرقاصة ببئر وبسد بريزينة و التي أسفرت عن( 03 وفيات ) وخلال شهري ماي وجوان الماضيين تدخلت الحماية المدنية ثلاث مرات ببئر بالكاف الأحمر وبسد بريزينة فكانت الحصيلة نفس العدد رغم الحملات التحسيسية المنظمة من طرف الحماية للحد من الظاهرة و التي تحث المواطنين على عدم السباحة فيها والابتعاد عن الخطر و إذا لم يغرق المواطن بهذه السدود فقد تهدده الإصابة بالأمراض لاسيما و أن غالبا ما تكون مياه هذه المسطحات المائية ملوثة و تسبب أمراضا جلدية والتهابات في الجهاز الهضمي و التنفسي ، و عليه فان الخطر يبقى قائما ما لم يتم إزالة مسببات الظاهرة عبر إنجاز بنية تحتية من مسابح و المرافق الترفيهية و الشبانية وغيرها للحد من السباحة في هذه الأماكن غير الآمنة بالإضافة إلى تكثيف حملات التحسيس بخطورتها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)