البليدة

سخانات الحمام سبب ارتفاع معدلات الحوادث في البليدة



أرجعت مصالح الحماية المدنية أسباب ارتفاع حوادث الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون، خلال هذه السنة، إلى سخان الماء بالدرجة الأولى، الموضوع في الحمام أو المطبخ، داعية في السياق، أرباب الأسر، إلى الاهتمام أكثر بالتهوية، من خلال تكثيف منافذ إخراج الغاز المحروق في مثل هذه الأماكن، لاسيما ما تعلق منها بالحمام الذي أصبح يحصد الكثير من الأرواح.رغم أن مصالح الحماية المدنية لولاية البليدة، على غرار ما هو معمول به في مختلف ولايات الوطن، تنظم تنفيذا لبرنامج المديرية العامة للحماية المدنية، حملات تحسيسية خاصة على مستوى المساجد والساحات العمومية، من خلال توجيه خطاب واضع وبسيط حول كل الإجراءات الاحترازية، الواجب اتخاذها من أجل منع حدوث الاختناقات، لاسيما ما تعلق منها بالتهوية، غير أنه وللأسف الشديد، حسب مريم صايغي بوعوينة، المكلفة بالإعلام على مستوى مديرية الحماية المدنية لولاية البليدة، يتم منذ حلول السنة الجديدة، تسجيل عدد من الحوادث، من بينها إنقاذ أم وثلاثة أطفال على مستوى بلدية الأربعاء، كان من بينهم طفل رضيع لا يتجاوز عمره ثلاثة أيام، بعد اختناقهم بالغاز، حيث تم نقلهم على جناح السرعة إلى المصالح الاستشفائية.
إلى جانب تسجيل حادث آخر كان المتسبب فيه أيضا سخان الماء، إذ تم إسعاف ثلاثة مصابين، فيما تم تسجيل حالة وفاة واحدة لشابة تبلغ من العمر 17 سنة ببلدية البليدة، مشيرة إلى أن السبب كان تركيب السخان من طرف شخص غير مختص "بدون قناة صرف الغازات"، بطريقة ساهمت في تسرب الغاز المحروق، وحتى القنوات المستعملة لم تكن كما يجب، وفي غياب التهوية حدث الاختناق، وغيرها من الحوادث التي لا تزال تؤكد في كل مرة، بأن الوعي لا يزال ضعيفا، خاصة ما تعلق منه بالتهوية التي لا تزال تشكل أكبر تحدي، مضيفة بالقول: "في كل مرة، عندما نتواصل مع الناس، نؤكد على أن البرد لا يقتل، إنما الغاز هو الذي يقتل".
البرد مهما اشتد لا يقتل.. الغاز المحروق هو القاتل
من جهة أخرى، أوضحت المتحدثة بأن أهمية التهوية، لتبسيط المعلومة، الغاية منها تجديد الهواء الموجود في المنزل، وتغليب الهواء على الغاز المحروق، بالتالي حماية الأشخاص من احتمال تمركز الغاز في الخلايا، ومنه حدوث الوفاة، مشيرة إلى أن معظم التدخلات التي حدثت، عثر فيها على الأشخاص الذين تفطنوا لحالة الاختناق، أمام النوافذ أو الأبواب بحثا على الهواء، بالتالي "وبحكم ما يقع من حوادث، نؤكد في كل مرة على التهوية، خاصة في المطابخ والحمامات بالنسبة لسخان الماء، من خلال الحرص على توسيع منافذ التهوية لمنع الغاز من العودة."
من الأسباب الرئيسية التي ساهمت في الرفع من عدد الحوادث، حسب المكلفة بالاتصال؛ "أنابيب الأليمنيوم المرنة (فليكسيبل) التي تستعمل في تصريف الغاز، والتي يفترض أنها تستعمل في الأصل لإخراج روائح الطعام، وليس لتصريف الغاز المحروق، حيث تحدث فيها بعض التسريبات دون أن يشعر أفراد الأسرة بها، فتكون الكارثة، مؤكدة بالمناسبة بأن أرباب الأسر مدعوين للتأمين على حياة أسرهم، من خلال تجنب استعمال مثل هذه الأنابيب غير الآمنة، مع الحرص على اقتناء الكواشف التي أصبحت تلعب دورا بارزا في التنبه إلى وجود التسريبات.
"الطابونة".. السبب القديم الجديد للاختناقات
من جهة أخرى، أوضحت المتحدثة أن "الطابونة" هي الأخرى لا تزال تحصد الكثير من الأرواح، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يقيمون في الأماكن النائية، حيث يتم إغلاق كل المنافذ المخصصة للتهوية، من أجل تأمين بعض التدفئة، ضاربين عرض الحائط خطورة الغاز المحروق، الأمر الذي جعل الطابونة تتسبب في قتل عائلات بأكملها، مشيرة إلى أن قلة الإمكانيات لاقتناء مدافئ ليس عيبا، لأن "الطابونة" تعتبر وسيلة للطبخ والتدفئة، لكن الإشكال في التهوية التي يراهن عليها لتوفير الحماية لأفراد المنزل، من احتمال حدوث الاختناقات، وذكرت المتحدثة، بأن الحاجة لا تزال ملحة في كل مرة، للتأكيد على خطورة الغاز المحروق، من خلال تكثيف الحملات التحسيسية الموجهة للصغار والكبار في كل المرافق العمومية والمؤسسات، كالمساجد والساحات العمومية والمؤسسات الجامعية والتربوية، لافتة إلى أنه من الضروري الاقتناع بأنه مهما كانت درجة البرودة، تظل التهوية العنوان الرئيسي للحماية من أجل تجنب القاتل الصامت.
سياسة "البريكولاج" تثري قائمة الحوادث
أشارت المتحدثة، من جهة أخرى، إلى أن المواطنين مدعوون إلى تجنب تركيب أو محاولة إصلاح بعض الأعطاب في أجهزة التدفئة، والادعاء بأنهم يعرفون صنعة الترصيص، كونهم مارسوها أو تعلموها على بعض الرصاصيين، مضيفة؛ "نجد بأن بعض أرباب الأسر يبادرون إلى تغيير الأنابيب، أو اقتراح أن يتم مثلا تركيب الأجهزة والأنابيب بطريقة تسبب الحوادث، دون الأخذ برأي مختص مؤهل، فتحدث الكارثة، وهو ما تكشف عنه في كل مرة التدخلات التي تقوم به مصالح الحماية المدنية"، أما فيما يتعلق بالمرصص، حسب المتحدثة "الذي يساهم في بعض الأحيان، في الرفع من فاتورة الحوادث، كونه غير مختص، يفترض حسبها "أن يكون هو الآخر شريك في عملية التحسيس، من خلال التحلي بالوعي والمساهمة في تحسيس المواطنين إلى الطرق الصحيحة لتركيب أجهزة التدفئة، من خلال حمل أرباب الأسر على فرض اقتناء الأجهزة والأنابيب الآمنة وحتى الكواشف".
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)