أدرار - Tariqa Al Boudilmiya

الطريقة البوديلمية أدرار

عدد القراءات : 1824



هذا القسم مخصص لـ الطريقة البوديلمية إذا كان لديكم معلومات أو تعليقات حول هذا الموضوع، لا تترددوا في إبدائها. هذ الفضاء مفتوح لحرية التعبير ، ولكن بهدف إيجابي شكرا لكم على المشاركة





السلام عليكم انا اخوكم في الله
محمد امزيان تاكرومبالت - استاذ جامعي - تمنراست - الجزائر

28/06/2020 - 419173

Commentaires

السلام عليكم تحية طيبة ، كيف يمكنني الحصول على بعض مؤلفات الشيخ البوديلمي خاصة اماطة اللثام ورفع التلبيس عن نية من اراد مسخ المسلمين بالسفور والتجنيس واجركم على الله .
خميسي سعدي - استاذ جامعي تخصص تاريخ - المسيلة - الجزائر

05/04/2019 - 399778

Commentaires

الدكتور بيرم كمال جامعة المسيلة من أعلام الحركةالصوفية بالمسيلة في القرن العشرين الشيخان محمد و علي البوديلمي وجد بمنطقة الحضنة مجموعة من العلماء التقليديين كانت مرتكزة حول حواضرها كالمسيلة ، الديس ، بوسعادة ، لكن الإشعاع كان محدودا ومن الصعب على الأدباء او العلماء أن يبرزوا أو يجدوا لهم مكانا في ظل الجهل و الأمية المنتشرة ، وفي ظل الجمود الفكري الذي أعقب المقاومات الشعبية بالمنطقة ، بعد ارتدادات ثورة 1871 . برز من عائلى عريقة بالمسيلة شخص كان له باع في العلم و التعليم و الزهد و النصوف و نقصد به محمد بن عبد الله البوديلمي . تعتبر عائلة الشيخ بن عبد الله من رموز العلم والتعليم و الاصلاح باقليم منطقة المسيلة،و قد امتد دورها منذ بداية الاحتلال الفرنسي، و تخرج منها علماء اجلاء ذاع صيتهم خارج حدود منطقة المسيلة نذكر من بينهم: 1/1:الشيخ محمد بن عبد الله بوديلمي : يعتير الحاج محمد بن عبد الله بوديلمي أحد علماء الأجلاء الذين حفلة بهم منطقة منطقة المسيلةعامة و مدينة المسيلة خاصة ، خلال العصر الحديث ، فهو من العلماء العاملين و شيخ الطريقة الخلوتية ، يرجع نسبه الى السيد عبد القادر بن الولي الصالح الشيخ بوزيان سيدي محمد الديلمي المشهور عند أهل الحضنة و خاصة عرش أولاد دراج و المطارفة و المسيلة . من عائلة الشيخ محمد بن عبد الله العلامة الجليل الشيخ محمد بن عزوز الديلمي المذكور في كتاب البستان من علماء تلمسان لابن مريم ، ويذكر الجيلالي بن عبد الحكم في كتابه المرأة الجبلية ، كيف يتوافد سكان عروش منطقة المسيلةالى ضريح سيدي الديلمي للزيارة و التبرك .يعتبرالشيخ محمد البوديلمي شيخ الطريقة الخلوتية الرحمانية .عاش الشيخ محمد بن عبد الله بين سنوات 1846 – 1943 تاريخ وفاته ، تنقل خلالها في نهاية القرن 19 الى زوايا ومدارس زواوة و قسنطينة ، حيث اتصل بلعلامة الحاج عبد القادرالمجاوي كما التقى أثناء اقامته بمدينة بجاية بالسيد السعيد الحريزي ودرس بمعهد سيدي عبد الرحمن اليولي ، وكذا معهد سيدي أحمد بن يحي الزواوة ، و تجول بالشرق الغربي حيث جاور المدينة المنورة و أقام بها سنتين أخذ من علمائها ، كما أخذ الطريقة الخلوفية عن ولي الله صاحب الاسناد و التربية سيدي عمارة بن أبي الديار بجبل الناضور بالمغرب الأقصى ، وعن سيدي حداد عن الشيخ الكبير سيدي أمحمد بن عبد الرحمن الأزهري شيخ الطريقة الرحمانية الذي أذن له بالتربية و التعليم و أجازه تعليم الطريقة بالمسيلة . كما ترجع أصول زوجة الشيخ محمد بن عبد الله بوديلمي السيدة كلثوم بنت الفقيه الجليل السيد بن الشيخ وهي من عائلة السيد معمري التي يتصل نسبها الصالح سيدي علي الطيار بالقصور –قرب برج بوعريريج وهي دفينة مقبرة الامام السنوسي بجنب ضريح سيدي الكماد بتلمسان . لقد عاش محمد بن عبد الله سبعا و سبعين سنة أسس خلالها زاوية بجوار ضريح سيدي بوجملين بالمسيلة بعد ثورة 1971 على الطريقة الرحمانية . و بالعلم و القرآن و تخرج منها الكثير ممن أصبحوا مدرسيين في أجاء القطر الجزائري وحتى خارجه بمصر و المدينة المنورة . مما اشتهر عن شخصية محمد بن عبد الله بوديلمي ، تقواه وزهده في الدنيا حتى أنه لم يخرج من الزاوية الى السوق الاسبوعي لمدينة المسيلة مدة 40 سنة بقي فيها معتكفا على العبادة و الطاعة و تعليم الطلبة بنفسه و عن طريق المساعدين من العلماء و العاملين لله ، كما اشتهرت زاويته المجاورة لزاوية سيدي بوجملين باحتضانها لعابري السبيل و الطلبة و الانفاق عليهم ، وكان يقوم بمورثة الجميع ويزيد على ذلك حتى الكسوة السنوية للضعفاء منهم من ماله الخاص و ثورته الفلاحية . ذاع صيت الشيخ محمد بن عبد الله خارج حدود الحضنة بكاملها ، وتوافدت عليه طلبات الاجازات العلمية التي كان يقدمها للمتعلمين و العلماء لأداء مهمة التدريس و التربية في مناطق الوطن و خارجه . وتروى الذاكرة المحلية أن وفاته كانت حدثا استثنائيا أصاب منطقة المسيلةبكاملها وشهدت حشودا من المشيعين من خارج مدينة المسيلة ، وقيل أنه أحد اثنين من رفع محملهما بقصيدة البردى في تاريخ مدينة المسيلة وقد ألقيت قصائد ترثي الشيخ محمد بن عبد الله منها لكل عصر منهم أعلام قد نشرت بفضلهم أعلام . فمنهم في عصرنا ذو الكرم أعني الامام القانت البودبلمي . وقيل ذلك أنشدت قصائد في مدح ابنه علي : بالديلمي شيخنا علي أنشر علينا سره بطي شيخه والده قد ارتقى منصة العرفان فيها منتقى وبأبيه الذخر فيه يقصد محمدي عبد الله منجز . لأنه القدوة في المعارف به المسيلة اضتمنت الطائف . عن سيدي عمارة آثاره عن سيدي الحداد قد أعطاه . عن خلوتي بن عبد الرحمن عن مصطفى البكري عن ابن عدنان يعتبر علي بن محمد بوديلمي أحد أقطاب الحركة الصوفية بالجزائر خلال القرن العشرين و مؤسس الطريقة الحبيبية البوديلمية ، التي ذاع صيتها وكثر اتباعها بالعالم العربي و في دول العالم .و الشيخ علي بن محمد بوديلمي هو أحد أعلام منطقة المسيلةالذي ظل بعيدا عن الأنظار أو الاهتمام به أو الكتابة عليه إلى أن جاء دور سيرته العلمية على يد أحد تلامذته بعد وفاته بسنوات جمع الشيخ محمد علي بين التعليم و الصحافة و التأليف و الدعوة ، فكان أمير الفصاحة و ينبوع العرفان ، وذو القلم السيال ، بما جمعه من مؤلفات في التصوف ، و التفسير و التوحيد وحتى في السياسة أيام الاحتلال الفرنسي . ولد الشيخ علي بوديلمي الملقب بأبي الحسن علي بن محمد بن عبد الله البوديلمي بمدينة المسيلة يوم الخميس 13 ربيع الثاني 1323 هـ الموافق لـ 15 جوان 1905 ، وهو ابن الشيخ سيدي محمد بن عبد الله شيخ الطريقة الرحمانية ، وابن عبد القادر بن بوزيان بن مبارك بن الموهوب الذي يتصل نسبه بالقطب الكبير المشهود له بالشرف و الصلاح سيدي محمد بن عزوز الديلمي . بدأ تعلمه للكتابة و القراءة بزاوية أبيه محمد بحي الكراغلة بالمسيلة بجانب مسجد سيدي بوجملين ، استطاع جمع قراءة القرآن وهو في السابعة من عمره حيث زاولة الدراسة بجانب والده مدة 10 سنوات قبل أن ينتقل بإيعاز من أبيه إلى زاوية الهامل حيث درس العلوم الشرعية بالمعهد القاسمي الرحماني . ارتحل الشيخ علي بوديلمي سنة 1922 الى مدينة العلم و العلماء قسنطينة و استقر بها الى غاية 1927 حيث زاول دروسه على يد رجل قط حل في العلم لمدة 5 سنوات ، وكان من شيوخه عبد الحميد ابن باديس ، و الشيخ أحمد الجيباني ، و العلامة الزواوي الفكون ، و الفقيه الطاهر زكوطة ، و الشيخ يحي الدراجي و تحصل منهم على الإذن التام و أجازه في هذه الفترة ومن بين علماء المسيلة الذين أجازوه الشيخ سالم بن مسعود الذي كان يدرس بمدينة العلم و كان ذلك في 19 جوان 1924 م هاجر الى تونس سنة 1927 م حيث قام باختيار أساتذته بنفسه أمثال الأستاذ الزغونين ، و الأستاذ ابن القاضي ، و الأستاذ أبي الحسن النجار ، و الأستاذ بلخوجة و الأستاذ المختار بن محمد كما أخذ علم التفسير على يد شيخ الإسلام الطاهر بن عاشور . استقر بالزيتونة مدة عامين ليعود إلى مدينة المسيلة في جوان 1929 م ويتصدر بها عمل التعليم و التربية بجامع سيدي بوجملين و بزاوية أبيه محمد ، فزاد في صيته في أرجاء إقليم الحضنة وتعداها إلى أوطان الجزائر . امتاز الشيخ علي بوديلمي بغريزة قوية لطلب العلم و الإحاطة بجوانب الحياة ، فكان شديد الاطلاع على الصحف اليومية ، وقد صادف ذات يوم السوق الأسبوعي بالمسيلة رجلا يبيع جريدة البلاغ الجزائري التي يقوم بنشرها مؤسس الطريقة العليوية لمستغانم السيد أحمد بن مصطفى العلاوي ، وكان بائع الجريدة من أتباعه ، فكان اللقاء وتم التعارف و عوض الضيف على مضيفه زيارة الشيخ بن عليوة بمستغانم فكان الاتفاق وتم ترتيب السفر . بعث شيخ الطريقة العليوية برسالة الى بوديلمي شاكرا له حسن ضيافة تلميذه بتاريخ 26 ديسمبر 1930 جاء فيها : اننا نشكركم كثيرا على المساعدة التي قدمتموها لأخينا في الله السيد محمد شريف قرى الذي كان متجولا في نواحيكم و أخبرنا بأنكم قمتم بتوزيع جريدتنا البلاغ الجزائري ، وكذلك الاكرام الذي حضي به من طرفكم ،فجزأكم الله خيرا و سيجمع الله بينا أما هنا بمستغانم أو هناك بالمسيلة . أحدثت هذه الرسالة وقعا في نفس علي بوديلمي، لذلك انتقل الى مستغانم في 12/01/1931 وحضي هناك باستقبال حار من طرف شيخ الطريقة العليوية ،و بقي هناك الى أن وقع الاختلاف مع أبناء الطريقة العليوية ،فعاد بوديلمي إلى الجعافرة بمنطقة البرج و عمل بالتدريس بين سنة 1934-1936 م . وفي سنة 1937 م انتقل الى تلمسان تلبية لأهاليها من العلماء و الطلبة و الإخوان الصوفية، و كان ذلك بداية عهدا جديدا له ،قبل انتقال الشيخ علي بوديلمي الى تلمسان كان يقوم بدور كبير في الكتابة و الصحافة وتحدى علماء زمانه الذين رموه بالبعد عن الدين و بالشعوذة . وقد ذاع صيته وشهرته حدود الحضنة ، ولما كانت الحركة الإصلاحية التي قادتها جمعية العلماء المسلمين في حراك سياسي و اجتماعي من خلال صراعها العلمي ضد الطرقيين واهل الشعوذة و الأباطيل التي لحقت بالمجتمع الجزائري ،حاولت الطريقة العليوية التصدي لما كانت تعتبره موجها ضدها من جهود و دعوة كان يقوم بها الشيخ البشير الإبراهيمي وجمعية العلماء ، وحذا بهذه الطريقة أن تستدعي الشيخ علي بوديلمي من مدينة المسيلة الى تلمسان ليقف في وجه الإبراهيمي بما كان له من قدرة علمية و بلاغية تستطيع ملأ فراغ الطريقة العليوية بتلمسان . كان علي البوديلمي يلقي دروسه في التفسير و الحديث بالجامع الأعظم بتلمسان،و يذكر عنه المؤرخ ابو القاسم سعد الله انه كان أحيانا يخلط أرائه الصوفية في الدروس، و كانت تعقد احتفالات سنوية يحضرها تلاميذه و أنصاره و أشباه من العلماء.و قد عبر عنها صاحب المرآة الجلية بانها نوع من سوق عكاظ حيث يلقى الشعر و الخطب.ومما يدل على الخلط ان ابن عبد الحكم يقول ان الاحتفال يشبه ما كان يقيمه ابن عليوة أثناء حياته.و قدنوه احد رحالة المغرب الشيخ الو ارزقي بدروس البوديلمي في الجامع الأعظم في الأخلاق و الدين،و اخبر ان الناس كانوا يحترمونه و يلتفون حوله لتقبيل رأسه و يده . مواقفه من شيوخ جمعية العلماء : الذي حصل بين جمعية العلماء المسلمين و الشيخ علي بوديلمي انما هو امتداد لما حصل بينها وبين الطرق الصوفية منذ بداية الثلاثينيات ، حيث تطورت المهاترات الفردية المتقطعة شيئا فشيئا، خاصة بين بعض المصلحين الذين اتخذوا فكرتهم كرسالة يجب آدائها و على رأسهم كل من الابراهيمي و الشيخ الطيب العقبي، الذي أمعن في الاساءة الى الطرقين ، حتى أنه بلغت به الجرأة الى أن يقول في أحد دروسه بنادي الترقي ، وبحضور مصطفى القاسمي (شيخ زاوية الهامل ) و الشيخ بن عليوة "لن ترضى عنك اليهود و لا النصارى ، ولا شيوخ الطرقين و الطرق حتى تتبع ملتهم " * ثم تطور الأمر إلى تبادل التهم عبر الجرائد ،مثل الرشاد و الشهاب و حتى في سجل المؤتمر الخامس لجمعية العلماء ، وخلال هذا السجال الذي أطال شخصية علي بوديلمي في جريدة الشهاب . منذ 1931 عندما كان بمدينة المسيلة ، ثم تلمسان ،كانت مواقف الشيخ علي بوديلمي من تصريحات و مواقف أعضاء العلماء خاصة البشير الابراهيمي واضحة لم تخرج عن الحجة الدامغة في أمور الشرع و الدنيا ، فقد وجه كتابه المفتوح الى الإبراهيمي يدعوه للمناظرة في نقاط الخلاف المشهورة التي كان يتناولها الابراهيمي في دروسه بدار الحديث يتلمسان ، فيقول الديلمي في كتابه "ايماطة اللثام عما نشأ في الحاضرة التلمسانية من الشكوك و الأوهام و الشقاق و الخصام" ملخصا للجدال بينه وبين الإبراهيمي و جمعية العلماء .* الحمد لله والصلاة والسلام على سيّد خلق الله لقد شـاع في الأوساط الثقافيّة في الجزائر، بأنّ جمعيَّة العلماء الـمسلمين الجزائريّين برئاسة رئيسها الأوّل: الشيخ عبد الحميد ابن باديس ورئيسها الثاني: الشيخ البشير الإبراهيمي، عملت على انتشال الأمّة الجزائريّة من براثن الجهل والشّرك الذي أوقعها فيه مشايخ الطُّرقيَّة، فزوِّرت الأحداث التَّاريخيَّة ولقِّنت الأجيال بعد الأجيال بأنّ مشايخ الطّرق عن بكرة أبيهم كانوا لا همَّ لهم من وراء البدع والشركيّات كـ: (((قراءة القرآن على الأموات!!! وكتابة الحروز والتمائم للمسلمين والـمسلمات!!!و...الخ!!!)))، إلاّ جَنْي الأموال واسترقاق الـجهَّال!!! بل ولا يزال (((الـمشرِّع الثّقافي!!!))) -إن صحّ التّعبير!- في الجزائر يذيع الأراجيف والإشاعات، كزعمهم بأنّ مشايخ الطّرقيَّة كانوا لا دليل يُذكر ولا أصل يُشكر أمام (((البراهين السّاطعة والحجج القاطعة!!!))) لـمشايخ الجمعيّة، ومن اطّلع على السّجالات التي جرت آنذاك بين الطّرفين في الصّحف، ووزنها بميزانٍ علميٍّ نزيه يعرف مدى صدق هذه الأسطورة! ولأمرٍ ما طبعت آثار جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريّين في الجزائر ووزّعت في الأوساط الثقافيّة وأُذيع صيتها ورُوِّجت أفكارها، في حين غيّب تمامًا عن الساحة تراث الخط الـمعارض للجمعيّة!!! الـمهم...سنستعرض في هذا الـمقال الكتاب الذي بعثه الشيخ علي البوديلمي الـمعروف بالـمسيلي وهو من الـمعارضين للخطّ الإصلاحي الذي تبنّته الجمعيّة، إلى نائب رئيس جمعيّة العلماء الـمسلمين الشيخ البشير الإبراهيمي، يدعوه فيه إلى الـمناظرة العلميّة، إلاّ أنّ هذا الأخير تخلّف من دون عذر بَعْدَ أَنِ اتَّفَقَ عَلَى الـمُنَاظَرَةِ في الزَّمَانِ والـمَكَانِ الـمُعَيَّنَيْنِ!!! ويستحسن التنويه إلى أن الشيخ البشير الإبراهيمي في مسائل التبرك والاستغاثة ومتعلقات التصوّف، يعتبر من أبرز غلاة التكفير في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ناهيك عن تلميعه الـمتعمّد للبدعة الوهابيّة مع علمه الجازم بأنّ هؤلاء المـجرمون قد عتَوْ في الأرض فساداً وقَتَّلوا الأبرياء من الـموحدِّين واستباحوا بيضة الـمسلمين، فلا غرو أن يدبَّ إليه داء القوم والـمرء على دين خليله، لذلك فهو لا يَجد غضاضة في الانتقاص بنوع من الـجهالة، من قدر كبار حراس عقيدة الإسلام كسيدي السنوسي التوحيدي ودونك ما سوّده في مقدّمة العقائد الإسلامية لابن باديس، وصدق الله العظيم القائل: ((سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ)). هذا الشيخ الذي ينعت الأبرياء من الأولياء والسادة الصوفية بكل نقيصة بحجة الرّجوع إلى ما يسمّيه بالسلفيّة، لو اطّلعت على سلفيّته التي يدندن حولـها لاشتعل الرأس شيْباً ولانقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير...ولا زلت أذكر تلك الصورة الفوتوغرافية لـمعلمات جمعية العلماء الـمسلمين الجزائريّين في "دار الحديث"، وهي دار تابعة للجمعية افتتحها ابن باديس والإبراهيمي سنة 1937م بحاضرة تلمسان تيمّناً بدار الحديث الأشرفيّة بدمشق، أقول في هذه الصورة الفوتوغرافية التذكارية يظهر الشيخ البشير الإبراهيمي وهو يتصدّر الـمشهد بنظارات شمسيّة، يتوسّط الـمعلمات وهنّ (((مكشوفات الرأس !!!))) و(((عاريات الذراعين !!!))) و(((الساقين !!!)))، ومن الوراء مدير الدار الشيخ محمد الصالح رمضان !!!...فعن أيّ سلفيّة يتكلّم هذا الشيخ وجمعيّته ؟!!!..و..و..الخ فإليكم الكتاب الذي بعثه الشيخ علي البوديلمي إلى الشيخ الإبراهيمي: يقول الشيخ علي البـوديلمي الـمسيلي في كتاب مفتوح إلى نائب جمعيّة الـمسلمين الجزائريّين الشيخ البشير الإبراهيمي كما تجده في [ "إمـاطة اللِّـثَام عـمَّا نـشأ في الـحاضرة التِّـلمسانيَّة من الشّـكوك والأوهـام والشِّـقاق والـخصام"، صفحة 6 إلى 13، الـمطبعة العلويّة بـمستغانـم سنة 1358 هـ - 1939 م ]: (( كتاب مفتوح إلى الدّاعية ...بتلمسان بسم الله الرحمن الرّحيم، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله وبعدُ: أيّها الشيخ فالذي نحيطكم به علماً هو أنّنا منذ حللنا بتلمسان والبعض من جماعتكم والـمُنتسبين إليكم يهرعون إلينا ويُبلِّغونَنا عنكم أنّكم تدعوننا إلى الـمُناظرة، وقد كنّا في بادئ بدءٍ مُعرضين عنهم غير مُلتفتين ولا عابئِينَ بما يُبلِّغُونهُ لترديدنا، وعدم يقيننَا في صحّة ما يقولونَهُ، وفي هذا الأخير وفد علينا من طرفكم جماعة تيقََّنَّا صدقهم لـما عرفنا منهم جناب الأديب النّجيب السيّد (...) والسيّد (...)، وقد بلَّغونا عنكم أيضاً ما بلَّغهُ الآخرون بزيادة الإلحاح، وقد ذكروكم لنا بـمَا أنتم أهلٌ له وهو أنَّكم قُلتم لَـهُم: "سنُخَصِّص لهم مكانًا عاليًا يَجلسونَ فيه إن هم قَدِمُوا، وسنضعُ بين أيديهم ألف كتاب...الخ". فَسَـرَّنَا جميع ما سمعناه ولو لم يكن منكم إلا تَنَـزُّلكم لـمسألة الـمُفاهمة لكان كافيًا، ونحن لَـمَّا رأينَا عزمَهم وشدّة حرصهم، أجبناهم لِـمَا دعوتُـمُونَا إليه، وكيف لا وهذا الأمر طالَمَا تَـمَنَّاهُ كلٌّ من الـجَانِبَين، وقد هدانَا الله إليه بل ساقه إلينا، وقد كنَّا فهَّمنَا جماعتكم بأنّهُ لا يـمكن القدوم إليكم ولِـمَحَلّكُم الخاص، لأنَّ هاته الـمسألة مسألة دينيّة عموميّة تكون الـمُفاهَمَة فيها على رؤوس الـمَلأ والأشهاد، ولأنَّ في جماعة الـمُؤمنين من أهل السنة أيضًا من لا يرضاه ويَعزُّ عليه أن تطَأَ أقدامه مَحَلّكُم...ولذلكَ قد اتَّفقَ رأي العامة والخاصة من عقلاء الـمؤمنين على أن يكون الاجتماع في نادي الإسلام الذي هو بعيد عن جميع الشبهات والأوهام، وقد عَـيَّـنَّا لكم الزمان بتاريخ يوم الأحد الثّامن والعشرين من الـمحرّم، وذهبت جماعتكم من عندنا بغاية السّرور وكنَّا لذلك من الـمُنتظرين. وقد مضى الأجل والوقت الـمعلوم ونحنُ ننتظِر أن تَفُوا بِعَهدِكُم وأن تفعلوا بما تقولون، فإذا بكم نَقَضْـتُّم غَزْلَكُم بَيَدكُم، وجماعتكم منذ ذهبوا ما رجعوا، ولَـم نلتَقِ إلا بحضرة الشاب السيّد (...)، فَـرَأَيْنَاهُ يَتَحَسَّرُ ويَتَّقِدُ غيرةً وحماسةً خصوصًا أنّكم قد قُلتم له ولـمَن معهُ بعد ما تردَّدوا عليكم نحواً من خمس مرّات: "اِشْتَغِلُوا بِمَا يَهُمُّكُم واتْرُكُوا عنكُم الأُمَّة وشَأْنَهَا"، والحال أنَّ هؤلاء النّاس لَـم يُريدُوا مِن سَعْيِهِم هذا إلاَّ توحيد كلمة أبناء بلَدهم وإظهار الحقّ من الباطل، دَعَاهُم إلى ذلك الغيرة والشَّفَقَة على أبناء وطنهم الذين استفحلَ فيهم الخلاف وصار بعضهم يلعنُ بعضًا، واختلط عليهم الـحابل بالنّابل والفارِس بالرَّاجِل والـهدى بالضّلال بسبب وجودكم بتلمسان !! كتاب أرسله الشيخ العلامة علي البوديلمي (رضي الله عنه) الى البشير الإبراهيمي : هذا وقد بلغنا من مصدرٍ وثيقٍ أنّكم قد سعَيْتُم جُهدكُم في مُقاطعة مَن يسعى في أسباب الـمُفاهمة وقطع الخلاف بين الـجَانِبَين، خصوصًا ذلك الرَّجُل الذي تبرَّعَ بثلاثة آلافٍ فرنك يدفعها في هذا السبيل كما التزَمَ بعضٌ بجميع الـمَصاريف ..الخ، فلماذا تمنعهم من هذا وأنتَ تدعى وأنّكَ على الحق، أَوَمنعتهم من ذلك لِـحاجةٍ في نفسك أو تريد أن تبقى الأمّة يلعنُ بعضها بعضًا ويكَفِّرُ بعضها بعضًا ويفسِّقُ بعضها بعضًا؟!!!، أو تتمنّى أن تبقى الأمّة مُنقسمةٌ في نفسها أقسامًا وتـخلدُ لك أنت الرئاسة والسّيادة على قاعدة "فَرِّق تَسُد"؟!!!، ومع هذا كلّه ويا للأسف لا نزال نسمعُ عنكم وأنّكم إذا جلستم فوق الكرسيّ وبسطتم رجلكم العرجاء وأبديتم أفكاركم العوجاء وأحاطت بكم بعض الرّؤوس التي كتب الله عليها ما كتب من الغفلة، قُلتم لهم إذا فرغ الـجوّ واختليتم بهم أي بمن لا يعرف من العلم نقيراً ولا قطميراً: "هل أنتم على شكٍّ من أمري وأنَا الدَّاعي إلى كتاب الله؟!!! وهل أنتم على شكٍّ مِـمَّن يدْعُون إلى طريقٍ اخترعوها..الخ؟!!!"، وتقول لهم أيضاً: "أين من يُجَارِينِـي في العلم؟!، من أعلم منِّي؟! من أفقه منِّي؟!، ومن شَكَّ فيما أدعو إليه، فقد شَكَّ في كتاب الله!!! إلى غير ذلك من التُّرَّهات والأباطيل التي اتَّخذتُموها حجة وما هي إلا كبيت العنكبوت أو أَوْهَى. ومن أعجبِ العُجابِ أنَّ تلكَ الدَّعاوي الكاذبة قد تـمَكَّنَت من بعض الرّؤوس الخاوية التي تغترّ بلَمَعَانِ السَّرَابِ والبرق الـخلب حتى صرنا إذا اجتمعنا ببعضٍ منهم وتفاوضنا في هذا الشأن، يقول: "ما رأينا في الأوّلين ولا في الآخرين مثل هذا..!"، وما ذلك والله إلا من الجهل بالدّين وضعف العقولِ ونحنُ مع هذا كلّه فإنّنا نعذرهم ولا نلومهم. ونحن نعرفُ حقيقتكَ وأنّكَ إذا فتحتَ الكلام معهم في كلّ موضوعٍ وهمتَ في كلِّ وادٍ، فتارةً يَرَوْنَكَ مُحلِّقًا في السماء وتارةً يَرَوْنَكَ غَائِراً في الأرض وآنًـا آخر تخوض لهم في بحر تواريخ الأمم ما مضى منها وما حضر، ثمّ تنتقل بعد ذلك إلى علوم اللّغة والأدب والفلسفة وتواريخها، وتجعل وسيلتك في جميع هذا الثَّلب والتَّجريح لـمن تقدَّمَكَ من العلماء الكبار، وأنتَ والله ثمّ والله تَخبِطُ في جميع ذلك خبطَ عشواء في ليلةٍ عمياء، وما أقوالكَ تلك إلاَّ كما قيل: "أسمعُ جعجعةً ولا أرى طحينًا" وغرظكَ الوحيد في ذلك هو ليقول النّاس الجاهلُون عنكَ وأنَّك علاّمة الزمان وفيلسوف الوقت والأوان، وحقًّا قد بلغتَ مُرادَكَ في هذا الشّأن خصوصًا بتلمسان، ونحن لا ننكر براعتك وتفنّنك في هذا. أمّا العلماء الـمُحقِّقُونَ تالله إنّهم يعرفون قيمة بضاعتكم العلميّة الـمزجاة، كما أنّهم لا يجهلونكم وأنّكم الـمُلَبِّسِين السفسطائيّين الـمُراوغين، وإن كان غير هذا فَبَـيِّنُوا لنا من هم العلماء الذين تخرَّجوا على يدكم منذ رجعتم من الـمشرق، وأيّ شيءٍ نفعتم به الـمجتمع الجزائريّ سوى التّفرقة وتشكيك النّاس في عقائدهم وتكفيرهم وتضليلهم إلى غير ذلك ممّا قد شاع وذاع وملأَ البقاع والأسماع. نعم إن كنتم من العلماء الـمُحقِّقين والـمُحدِّثين والفلاسفة الـمُتضلِّعين، فأجيبُونَا لِـمَا دَعَوْتُمُونا إليه، وها نحن نَدْعُوكُم ونُكَرِّرُ عَلَيْكم القَولَ ولِنُشْهِدَ عليكم العَالَـمِينَ، وإذا أنتم نكَصْتُم على أَعْقَابِكُم وأَصْرَرْتُم على بَاطِلِكُم، فما لنا إلاَّ أن نقول: "اللّهمّ إنّا قد بَلَّغنا" ويا ما أسعدَنَا وأسعدَ الدِّين والوطن لو نَجتمع ونتفاهَمَ معكُم، ويَا مَا أسعدنا لو تنجز هاته الـمُفاهمة أو الـمُناظرة، كما تقولون تلك الـمُناظرة التي طالَمَا لاَكَنَتْهَا ألسنتكم وسَمِعَتْهَا أسماع النّاس وتكرَّرت عليها الـمرّة بعد الـمرّة، فيا ليتك تنهي دور القول وتشرع في دور العمل، وها هو قد هيَّأَ الله لنا ولكم أسباب الـمُفاهمة، فلماذا تسعى في قطع ما أمر الله به أن يوصلَ؟!، أوَ تخشى على نفسكَ الفضيحة وعدم الرّجوع إلى الحق الذي هو فريضة كما لا يخفاكم؟! أو ماذا تريد..!. إنّ رغبتنَا في تفهيمكم وإقناعكم بالحجة والبرهان، تالله إنّها لأكيدة وإنَّنَا لنعلِّقُ آمَالاً كبيرة على أنّ هذا الاجتماع لأجل الـمفاهمة، لو يكون فإنّه سيحسم مادة الخلاف من جذورها وسيكون نفعهُ عظيمًا علينا وعلى جميع الـمسلمين، وحتى عليكم أنتم أيضًا لو تنصِفُون، فهيّا بنا يا حضرة الشيخ لنتفاهم ونعالج تلك الأمراض الفتّاكة والأدواء القتّالة التي حلَّت بجسم الـمُجتمع الجزائريّ منذ نجومكم عليه. هيّا لنَقبِر كلّ ما من شأنه أن يثير الضغائن بين الـمسلمين ونكون كالبنيان الـمرصوص، هيّا بنا لندفع ذلك التّيار الجارف الذي كاد يشتّت شمل الـمسلمين الجزائريّين ويفرّق جمعهم في وقت اتَّحَدَت فيه جميع الشّعوب، هيّا بنا لنحيي في مجتمعنا العقائد السُّنِيَّة الصحيحة والعوائد القوميّة العربيّة الإسلاَميّة، فقد عشتم كثيراً وتوسّعتم كثيراً وتـمَوَّلتُم مالاً غزيراً، فهيَّا بنا لنترك ما يتبرَّأ منه الدّين القويم ويَمجُّهُ الذّوق السليم والفكر القويم، من نشر الفوضى وإثارة الخلاف وإيقاظ الفتن. فكفاكم كفاكم ما مضى، فهلمَّ أيّها الشيخ على إرجاع الـمياه إلى مجاريها، فنِعْمَ الدّعوة ما دعوتمونا إليه، ونِعْمَ السّاعون بيننا وبينكم في هذا الشأن، ولَنِعْمَ الـمُجِيبُون، وليكن في علمكَ أيضاً أوّلاً و آخراً، أنّ إجابتنا لكم وتلبيتنا لدعوتكم لم تكن والله لإظهار الغلبة عليكم ولا الجدال بغير ما أنزل الله، فحاشا وألف حاشا، وحيث كانت نيَّتنا ونيَّتكم صالحة، فما علينا وعليكم إلا العمل لتنفيذ أسباب الـمفاهمة وأسبابها متيسَّرة وليسن بمتعذرة ولا متعسّرة. ولكي نخفّف عليكم كلّ شيء، فها نحنُ نُخَيِّرُكُم في أمرين: إمّا الاجتماع بشروطه الـمُقَرَّرة أو الجواب في الصّحفِ السيارة عمّا سنقدّمه لكم من الـمسائل التي نشأ عنها ما نشأ من الخلاف، ودونك ما قرّرهُ العقلاء من الـمؤمنين ويرضاه الله ورسوله وصالح الـمؤمنين. قد اتّفق الرأي على أنّ هذا الاجتماع لأجل الـمفاهمة لا تكون منه نتيجة إلا إذا كان مبنيًّا على أساس متينٍ ونظامٍ رزينٍ، وهو أن تتعيَّنَ جماعة من النّاس الفضلاء الذين يُسجِّلون الجلسة ويكتبون فتاويكَ التي نشأ عنها ما نشأ من الخلاف والشِّقاق الذي لم يعهد بمثلهِ في تلمسان، كما يكتبون عنّا أيضاً ما لم يُتَّفق عليه، من دون أن يتعرّض أحدٌ للآخر في ذلك الـمجلس، وبعد الختام يصحّح كلّ واحد على مقاله، ويُمضي باسمه، ثمَّ ترسل تلك الكتابة إلى ما اتّفق عليه من تحكيم مشيخة الأزهر بمصر أو القرويّين بفاس ولننتظر ما يأتينا بعد ذلك، فعليه الـمعتمد والـمعول في الـمستقبل. فإن رضيتم بهذا فأجيبونا عاجلاً ولا تتأخَّروا، ولنغتنم هذه الفرصة قبل فواتها خصوصاً ما دام كلّ النّاس راغبينَ فيها ومتشوِّفِين لها، ومهما كانت دعوتنا ودعوتكم الإصلاح، فما علينا إلا أن نعمل بمقتضاه، وما اتّفق عليه الرّأي أيضاً هو أنّ الاجتماع سيكون في "نادي الإسلام" الذي هو ليس لنا وليس لكم، بل هو نادٍ إسلاميّ محض، ثمّ إيّاك وإيّاك أيّها الشيخ أن تستبعد حصول الـمفاهمة وقطع كلّ ما من شأنه أن يكدّر الصفو العام بين المسلمين، وبالأخص التلمسانيّين، وما يدريك ولعلّ وعسى أن يصلح الله بي بين طائفتين عظيمتين طالـما تطاحنت أفكارهم واختلفت آراؤهم وتفرّقت أهواؤهم. فليس على الله بعزيز أن يجمع بي بين القلوب الـمتنافرة والأنظار الـمختلفة، فهلمَّ أيّها الشيخ إلى الـمفاهمة، وكفاك كفاك ما أنت عليه، فقد آن الآوان والله أن يلتحق الفرع بأصله ويرجع الـمضل عن ضلاله، تصديقًا لقوله عليه السلام:"لا تزال طائفة من أمّتي ظاهرين على الحق لا يضرّهم من خالفهم.. الخ" وفي بعض الروايات إنّ هاته الطائفة بالـمغرب. أما ما قلته من أنّكم قد: "أعددتم ألف كتاب تقدّمونها بين أيدينا"، فإنّنا تعجّبنا من ذلك وأيم الله، حيث أنّكم من جهة تدّعون: الاجتهاد الـمطلق وتؤوِّلون الآيات القرآنيّة على حسب ما يظهر لكم وتقدحون في الـمُفسِّرين الـمُتقدِّمين، ثمَّ إنّكم من جهةٍ أخرى: تحكِّمُوننا إلى الكتب!!!، فيا لها من كلمة لولا أنّكم تريدون بها باطلاً!، ويا ليتكم تقفون عند حدِّ هذه الكلمة وتعملون بمقتضاها، وأظنّ بل أتحقّق أنّه قد جاء الوقت إن شاء الله للعمل بمقتضى ذلك. وأزيدكم بيانًا ووضوحًا يا حضرة الشيخ، فإنّه لو وقف علماء شيعتكم (يقصد الوهابية) من أوّل الأمر على ما قرَّرهُ العلماء ودوَّنوه في كتبهم من العقائد وأحكام العبادات وتناولتموها أنتم بالقبول والشرح، ونشْرها بين النّاس من دون تلبيس ولا تدليس، لَـمَا وقع هذا الخلاف العظيم الذي شوَّه بسمعة الأمّة الجزائريّة، وعلى كلّ حالٍ فإنّ مرجعنا وإيّاكم جميعًا إلى ما قرَّره علماء مذهبنا من أهل السُّنَّة والجماعة لا علماء البدعة والضلالة. وحيث كان الأمر كذلك ولربـما يتعسَّر عليكم الاجتماع بنا لعدم مكافاتنا لكم كما تقولون!، فها نحن نقدِّم لكم هاته الأسئلة التي هي حديث الـمجالس بين التلمسانيِّين، ولتكن الإجابة عليها في الصّحف السيارة ليطّلع عليها الرّأي العام، وإيّاكم أن لا تجيبوا عنها حتى تفتضحوا بين قومكم الذين تتمثَّلون لهم بأنّكم السلف الصالح والخلف النّاجح، لا فوقكم أحدٌ ولا بعدكم أحدٌ ولا معكم أحدٌ، إيّاكم ثمّ إيّاكم، فاحذروا صاعقة عادٍ وثـمودٍ، ودونكم الـمسائل التي نرجو الإجابة عنها: 1. لـماذا لَم تحضر جماعة الـمسلمين ولا جُمعَتهم، وتَحكم عليها بالبطلان 2. مُخالفتك للإجماع بقولك: إنّ آدم لَم يخرج من الجنّة وإنّما أخرج من عدن باليمن 3. حكمك على أبوي النّبي صلى الله عليه وسلّم بالنّار 4. إنكاركَ لرسالة آدم بدعوى أنّه لَم يوجد نصّ من القرآن يدلّ على رسالته 5. حكمك على الحسين بأنّه قتل بسيف جدّه 6. إباحة مسّ الـمصحف للجُنُب لعدم وجود الدّليل من الكتاب والسنة 7. حكمك على الـميِّت إذا مات انقطع عمله بدون استثناء، وأن لا تلحقه صدقة ولا غيرها 8. تشريك الـمتوسِّلِين بالأنبياء والأولياء والصالحين 9. إنكارك لشفاعة الأنبياء عامة وخاصة 10. تكفيرك للزّائرين القبور بدعوى أنّهم يعبدون من دون الله 11. إنكارك لـمشروعيّة الباقيات الصالحات بعد الصلوات 12. إنكارك لـمشروعيّة الدّعاء 13. تضليلكَ الـمذاهب الأربعة بدعوى أنّهم فرَّقوا الأمّة ودين الله واحدٌ 14. خوضكَ في واقعة صفّين وتصويبكَ لرأي معاوية وتخطِئة علي كرّم الله وجهه 15. تحليلك القليل من الرّبا 16. تحليلكَ الـمكوس 17. تحليلكَ الـمطلَّقة ثلاثًا 18. تفسيقكَ لـمن اعترفَ بولاية سيدي أبي مدين الغوث رضي الله عنه 19. إنكاركَ لكرامة الأولياء ومعجزات الأنبياء 20. إنكارك تفضيل النّبي صلى الله عليه وسلّم على غيره من الأنبياء 21. إنكاركَ لحياة النّبي صلى الله عليه وسلّم في قبره 22. هل أنتَ مُجتهدٌ أو مُقلِّد 23. شرط أنّنا لا نقبل الجواب في العبادات إلاّ بما قرَّرهُ مالك وأتباعه، ولا نقبل في العقائد إلاّ بما قرّره الأشعريّ وأتباعه فإيّاك أن تحيد عن الصراط السّويّ فنحنُ لك بالـمرصاد. تلمسان (أبو الدّيلمي علي الـمسيلي))).انتهى ثمّ قال الشيخ البوديلمي ولقد كنَّا وجَّهنَا لهذا الـمُفتري الكذَّاب - يقصد البشير الإبراهيمي - كتَابًـا مفتُوحًـا على أعمدة جريدة "لسان الدّين" في السنة الـماضيَة، دَعَونَـاهُ فيه إلى عقدِ مَجْلِسٍ عِلْمِيٍّ، وبَعْدَ أَنِ اتَّفَقَ مَعَنَا عَلَى الـمُنَاظَرَةِ في الزَّمَانِ والـمَكَانِ الـمُعَيَّنَيْنِ، تَخَلَّفَ مِنْ دُونِ عُذْرٍ، ونَحْنُ يَعْلَمُ الله ما غرضنا في تلكَ الـمُنَاظَرَة، سِوَى إِحْقَاق الـحَقّ وإبْطَالُ البَاطِل. ومَا كُنَّا نَظُنُّ أنَّ حَضْرَةَ الفَيْلَسُوف وهو يَدَّعِي ويَزْعُمُ أَنَّهُ قَدْ فَـاقَ الأَوَّلِينَ والآخِرِينَ، أَنْ يَمْتَنِعَ مِنْ هَاتِهِ الـمُنَاظَرَة الـنَّزِيهَةِ بَلْ يُحَبِّذهَا وَ يُمَجِّدهَا، شَأْن الدَّاعِي الـمُحِقّ الذي يَكُون على بَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِهِ ومِـمَّا يَدْعُو إليه، كَمَا نَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ ذلكَ شِعَار كُلّ مَن يَبْحَثُ عَنِ الـحَقَائِقِ العِلْمِيَّةِ، خُصُوصًا الأَحْكَام الشرعيّة والعقائد الدِّينِيَّة الصّحيحة التي يجب علينا بيانها للعامة ورفع الحجاب عن مكنونها في ضوء الحق وسطوع البرهان. لأنّ أهل العلم في كلّ زمانٍ هم الـمَسئولون عن إرشاد النّاس إلى أمر دينهم، لا سيّما الأحكام والعقائد والـمبادئ التي تصدّى لنشرها هؤلاء أدعياء الإصلاح عندنا بالقطر الجزائريّ، وهي ظاهرة في أنّها خارجة عن أصول الدّين وشريعة سيّد الـمرسلين. ولكن حضرة الفيلسوف الـمُصلِح مِـمَّن لا يروق في نظرهم اجتماع كلمة الأمّة، ولا يَوَدُّ أن يرى الوفاق والوئام يسود الأمّة الإسلاميّة، وبالأخصّ الأمّة التّلمسانيّة التي مَزَّقَهَا شذَر مذَر، ولأنّه يسعى جهده إلى عكس ذلك كلّه إرضاء لشهواته وطاعة شيطانه، ولذلك كان خبر الـمُنَاظَرَة كَابُوسًا على صَدْرِهِ وقَذًى في عَيْنِهِ وبَلاَءً و حَمِيمًا على جِسْمِهِ ظَلَّ يَئِنُّ منهُ لـمَّا خَابَ ظَنّهُ، وكانت النَّتِيجة أَنْ تَجَلَّتِ الغِيرة الإسلاميّة والـحَمِيَّة الدِّينيَّة في أقدسِ مَظاهِرِهَا، فقام أنصار السنة من كلّ جهةٍ يُدَافِعُونَ ويُنَاضِلون)). . إنتاج الشيخ علي بن محمد بوديلمي : لقد جمع على بن محمد بوديلمي بين الخصال العلماء و الأدباء *، فكان منارة الصوفين ، ورجال الإفتاء وقد ساعده على ذلك عوامل عدة منذ أن أخذ العلوم الدينة عن والده محمد ،و أساتذته بالزيتونة و المدينة ،و قد شهد له بغزارة العلم والدراية علماء أجلاء أجازو له أخذ الطريقة الصوفية وتعليمها وتعليم علوم بالدين، من بينهم العلامة الكبير وزير المعارف بالمغرب السيد محمد الحجوي سنة 1943 ، وكذا الشيخ عبد الرحمان بن زيد نقيب الأشراف بمكناس سنة 1942 ،و العالم الجليل سيدى بوشعيب الدكالى الذي إلتقى به بجامع الزيتونة بتونس سنة 1944 ، وتلقى إجازة علماء أخرين نذكر من بينهم محمد بن مؤقت المراكشي ، وقاضي سوسة الهاشمي الفيلالي ، كذا رئيس جمعية علماء المسلمين عبد الحميد بن باديس ، وكذا سيدي حسن العلوي المالكي مدرس الحرم المكي بمكة .سنة 1955 وعندما طلب الشيخ علي بوديلمي منه ان يجيزه في علم الحديث اجاب العلوي المالكي ان المغاربة هم الذين يجيزون المشارقة في اسانيد الحديث. ترك الشيخ علي البوديلمي عدة مؤلفات منها ما تعلق بأمور الدين و منها ما ارتبط بأحداث كانت له علاقة بها فترة الإحتلال الفرنسي خلال إقامته بمركز منطقة المسيلةالمسيلة أو خلال انتقاله إلى مدينة تلمسان نذكر منها : 1- كتاب إماطة اللثام عما نشأ في الحاضرة التلمسانية من الشكوك و الأوهام و الشقاق و الخصام. و قد صدر سنة 1939, و قيل أنه ردود على إفتاء احد العلماء ( ربما البشير الإبراهيمي حسب التقارير الفرنسية ) في مسائل خالفت المذهب المالكي و مذهب السنة, و خلفت هذه الفتاوي هرجا كبيرا في مدينة تلمسان و قد تصدى لها الشيخ علي بوديلمي بعد أن طلب مناظرة الشيخ الإبراهيمي كما يوردهاابراهيم ابن العقون , و قد لقيت هذه المسألة صخبا إعلاميا وصل مدن بالمغرب الأقصى كفاس و وجدة و مكناس . 2- كتاب إرشاد الشباب لنهج الصواب :و هو عبارة عن محاضرات كان يلقيها الشيخ علي بوديلمي في الإرشاد الديني و الوطني جمعها في كتاب لا يعرف تاريخ طبعه. 3- كتاب "رسالة رفع التلبيس عن نية من أراد مسخ المسلمين بالسفور و التجنيس : " و قد صدر سنة 1938 بفأس بالمغرب, و هو عبارة عن رد الشيخ البوديلمي على الإصلاحيين الراغبين في التجنيس و السفور و يذكر البعض أن سبب كتابته كذلك أن أحد الإصلاحيين كتب مقالا في جريدة البصائر بعنوان حجاب المرأة عادة لا دين" و أنكر مشروعيته . 4- كتاب الرسالة الديلمية في صيانة العائلات الإسلامية : و قد طبع سنة 1947 و كان سبب كتابته ردا على مقالات جريدة الزناتي الصوت الحر في في مسائل الغاء لبس الحائك إلغاء الصداق , حذف محاكم القضاء و المساواة في المواريث. كما كان لعلي بوديلمي شأن في الدروس و المحاضرات و المواعظ التي جعلت منه أحد الرموز الروحية لإحدى الطرق الجزائرية الحديثة و التي أصبخت تعرف عند أتباعه في العالم العربي و خارجه بالطريقة الحبيبة البوديلمية , و بعد أن أخذ عنه أحد أتباعه البارزين طريقته الصوفية و سمي بها و هو سيدي أحمد الحبيب الوريث الروحي لعلي بوديلمي، ويبقى البحث حول هذه الشخصية وغيرها يحتاج الى جهد اكبر مما وسعته هذه الورقة البسيطة. الشيخان الابراهيمي وعلي بوديلمي
birem kamal - enseignant - msila - الجزائر

16/11/2018 - 390234

Commentaires

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)



لا يوجد أي مقال









لا يوجد أي صورة









لا يوجد أي إعلان










لا يوجد أي مؤسسة









لا يوجد أي مقطع فيديو










لا يوجد أي مقطع موسيقي








لا يوجد أي رابط