الجزائر

أول شهيد من عين الصفراء يسقط برصاص فرنسا بباريس



أول شهيد من عين الصفراء يسقط برصاص فرنسا بباريس
بلدية العين الصفراء مهد الثورة الجزائرية بالجنوب الغربي
منطقة تيوت
مقدمـــــــــــة:
العربي ضاوي أحد الرموز التي انجبتهم المنطقة الثامنة و التي لن تنساهم بلدية تيوت وولاية النعامة معا .حيث لا يزال من عرفوا خصاله يعتزون و يفتخرون به عرفانا بتضحياته في سبيل الجزائر
وهذه النبذة يرويها سكان مدينة العين الصفراء و تيوت الذين عايشوا طورا من حياته خصوصا سنوات تواجده بالعين الصفراء ناشئا و مناضلا بارزا في صفوف الحركة الوطنية و طموحا للانخراط في جبهة التحرير الوطني
مولده ونشأته :
ولد العربي ضاوي سنة 1926 بمدينة العين الصفراء ولاية النعامة ابن ضاوي محمد المصطفى ووالدته تدعى خلادي عائشة ., له ثلاثة اخوة اشقاء من الأم وهم رحو محمد متوفي ، بوضيفين فاطنة ، و اخ ثالث يدعى بوداود محمد لا يزال على قيد الحياة و بالرغم من تقدمه في السن الا انه لا يزال يحتفظ بكل كبيرة و صغيرة في ذاكرته حول حياة الشهيد العربي (2) ،
تعلمه :
تلقى العربي ضاوي ابجديات اللغة الفرنسية تلقائيا ، لكن زيارة الأب الروحي للحركة الوطنية مصالي الحاج و خطابه الشهير بشارع سيدي مولاي امام دكان القراري كان له الأثر البالغ في نفسية العربي ضاوي و الذي طالب الشعب الملتف نحوه بضرورة تعلم اللغة العربية و من ذلك الوقت انكب العربي ضاوي على الدروس الحرة (2)
العربي ضاوي ينضم الى الحركة الوطنية :
كغيره من الشباب التواق الى حمل السلاح و الانخراط في صفوف جبهة التحرير الوطني كانت للعربي ضاوي رؤية ثاقبة للنيل من فرنسا و همجية الاستعمار و نظرا لصعوبة التحركات بالمنطقة التي كانت قبضتها جد محكمة من طرف جنود فرنسا بالمنطقة بدأ العربي ضاوي يتصل بنشطاء الحركة الوطنية بالعين الصفراء و كان ذلك في سنة 1947
2- تصريحات شقيق الشهيد من الأم بوداود محمد
العربي ضاوي يلتحق بالمهجر
ما سبق الاشارة اليه العربي ضاوي كان يتميز بذكاء خارق و متشبث بالحركة الوطنية و نضالات رجالها ، مما جعله يندمج بسرعة البرق داخل صفوف الحركة الوطنية حيث التحق باعضائها بفرنسا و بالضبط بباريس بعدما تم تهريبه الى هناك و كان ذلك سنة 1951 فانخرط في النضال الحقيقي رفقة عدد من الجزائريين المنضويين تحت لواء جبهة التحرير الوطني و بدا في تمرير رسالته السامية و المتمثلة في ضرورة الحصول على الاستقلال و الحث على محاربة الاستقلال الغاشم اينما وجد حيث اصبح لجماعته المدعمة لثورة التحرير صدى كبير بالمهجر (3).

المشاركة في مظاهرات 13 جويلية 1953 :
كان يوم الثلاثاء 13 جويلية 1953 لما خرج العشرات من الجزائريين في مظاهرات عارمة بعدما تم المساس بقيادي الحركة الوطنية و كانت ساحة place de nation- paris France قد عجت بالمتظاهرين و المنددين بالخروقات التي اقدمت عليها فرنسا حيث توسعت موجة الاستياء مما خلق حالة من العصيان ارعبت شرطة فرنسا التي كانت تراقب الوضع عن قرب .(4)3- تصريحات رئيس جمعية اغرم اقديم بوطراد احمد بتيوت :
4- جريدة الفيغارو – فرنسا le journal – le FIGARO العدد 2752 بتاريخ 15/7/1956أول جزائري من ولاية النعامة يحمل العلم الوطني و يرمى بالرصاص من طرف جنود فرنسا
العربي ضاوي كان في الصفوف الأولى في جبهة المتظاهريين رفقة 5 اشخاص جزائريين لما اشتدت المواجهة بين شرطة فرنسا و المئات من خرجوا في احتجاجات عارمة ضد المساس برموز الحركة الوطنية و طرد قادتها من التراب الجزائري و امام تزايد اعداد المتظاهرين حيث تعالت اصوات كلمة الجزائر للجزائريين و المطالبة بالحرية اضطرت فرنسا الى قمع هذه المظاهرة التي قادها الجزائري ضاوي العربي ابن منطقة تيوت جنوب ولاية النعامة و الذي كان يحمل الراية الجزائرية لحظة رميه بالرصاص و لفظ انفاسه الأخيرة في ساحة فرنسا رفقة ستة جزائريين و فرنسي كان متعاطف مع هؤلاء الشباب و كان ذلك يوم 14جويلية 1953 و تعرض حوالي ازيد من 126 متظاهرا الى اصابات متفاوتة الخطورة (6) ، و كانت عملية القمع التي قامت بها الشرطة الفرنسية قد خلفت ردود افعال متباينة من طرف بعض الدول التي وصفت العملية بالمخزية و من بين المنظمات الحكومية التي اعتبرت تصرف فرنسا بالطائش بعدما اطلقت النار على مواطنين عزل.
6- جريدة الفيغارو – فرنسا le journal – le FIGARO العدد 2752 بتاريخ 15/7/1956 ص 11
جثمان الشهيد ينقل الى مسقط راسه بتيوت بعد رفض الحاكم الفرنسي ميزون دفنه بالعين الصفراء بعد حوالي اربعة ايام من مجزرة فرنسا و التي راح ضحيتها 6 جزائريين من بينهم الشهيد العربي ضاوي تم ارسال جثمان الشهيد العربي الى مدينة العين الصفراء حيث القت عليه عائلته النظرة الأخيرة و كانت جنود فرنسا قد اتخذوا عدة اجراءات قبيل وصول جثمانه خوفا من وقوع احداث شغب و بدأت نزرع بعض الفتن و اتضحت نوايا فرنسا اكثر بعد رفض الحاكم الفرنسي على منطقة العين الصفراء السماح بدفن الشهيد العربي ضاوي بالعين الصفراء حيث تم دفنه بعد ذلك بمسقط راسه .
حسيبة بن بوعلي تعترف بخصال الشهيد و ترسل رسالة تعزية الى اهالي المنطقة الثامنة و مباشرة بعد المجزرة التي طالت هؤلاء الشباب التي كان يتقدمهم الشهيد العربي ضاوي الذي سقط برصاص جنود فرنسا و العلم الجزائري يرفرف فوق دمائه راسلت حسيبة بن بوعلي (7)عائلة و اهالي المنطقة الثامنة في رسالة تعزية اشادت بخصال هذا الشاب الذي استشهد و هو لم يجاوز بعد سن 26 سنة.
المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار
تحيا الجزائر
المقال نشر بجريدة الأجواء الوطنية بتاريخ 2/11/2010 العدد1182


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)