سماسرة يلهبون الأسعار في شهر الرحمة المشهد يتكرر في تيبازة

سجلت أسعار المواد الأكثر استهلاكا خلال اليوم الأول من شهر الرحمة والغفران، ارتفاعا جنونيا بمجمل الأسواق الشعبية لولاية تيبازة، لاسيما ما تعلق منها باللحوم والخضر، حيث بلغت أسعار بعضها حدودا قياسية أو بالأحرى جنونية لا تطيقها كثير من العائلات وهي الظاهرة التي تم الوقوف عليها بأسواق كل من فوكة والقليعة التي تعتبر في باقي أيام السنة من بين أحسن الاسواق من حيث وفرة المنتوج والأسعار المتداولة.
ففيما يتعلق باللحوم الحمراء فاق سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الخروف حدود ال1300 دج في سابقة غير معهودة، كما قفزت أسعار اللحوم البيضاء الى حدود 370 دينارا للكلغ في معظم الأسواق الشعبية التي اكتظّت بالمتسوقين، و فيما يتعلق بالخضر فقد ارتفع سعر الجزر الى حدود 100 دينارا بعدما كان يتراوح بين 25 و50 دينارا خلال الأسبوع المنصرم فيما فاق سعر القرعة حدود 110 دينارا في الكثير من الأسواق خاصة حينما يتعلق الأمر بالنوعية المقبولة و ارتفع سعر الطماطم إلى 60 دينارا في ظرف قياسي بعدما تم تداولها في الأسواق ب35 دينارا قبل يومين فقط و تباينت أسعار العينات الأخرى من الخضر بين مرتفعة و جد مرتفعة بحيث امتعض جل المتسوقين مما حصل وأكّد معظمهم على أن الأمر لا يتعلق بشهر الرحمة على الاطلاق و إنما يتعلق بوجه الخصوص بفرصة العمر للتجار الذين أغواهم اللهث وراء الربح السريع على حساب قيم التضامن و الرحمة المرتبطة بهذا الشهر.
أما ممثلو التجار المعنيين بالأمر بالدرجة الاولى فقد ألقوا باللوم على عاتق المستهلك باعتباره ميالا للافراط في الاستهلاك خلال هذا الشهر ويصل الامر أحيانا الى درجة التبذير وباعتبار أسعار المنتجات تبقى خاضعة لقانون العرض والطلب فإنه لا مناص من ارتفاعها بشكل محسوس بفعل الطلب المتزايد عليها ولا يختلف الأمر كثيرا عما يحصل ببعض المناطق الحدودية التي تشهد تهريبا ونزيفا حادا لبعض المنتجات نحو الدول المجاورة، الأمر الذي يولد بصورة حتمية ارتفاعا مثيرا لأسعارها، وفي ظل تبادل التهم بين الطرفين الأساسيين في هذه المتراجحة غير العادلة يبقى ذوو الدخل الضعيف و الأجور المتدنية يعانون من بطش قساوة الحياة وصعوبة الظروف المعيشية.