الجزائر

الشيخ القدور بن محمد بن سليمان المستغانمي




إمام أهل العرفان، حائز قصب السبق في ميدان الشهود و العيان، والدل على الله بالله على منوال رسول الله صلى الله عليه وسلم و على آله في السر و الإعلان، العارف الأكبر و الغوث الأشهر استاذنا سيدنا و مولانا قدور بن محمد بن سليمان كان رحمه الله و رضي عنه من أشرفت بدايته، وركب مطية العزم و الصدوق في توجيه إلى الله، فأثمر له ذلك بفضل الله شروق النهاية، وبلوغ المقام الأسنى الذي لا غاية لمرامه، و طريقته التي سار الله على منوالها و بلغ مبلغ الرجال فيها، هي طريقة التي سار الله على منوالها و بلغ مبلغ الرجال فيها، هي الطريقة الشاذلية ثم أضيف إليها الطريقة التجانية، لقنها له أولا شيخه، و عمدته العارف بالله سيدنا و مولانا محمد المرسوم قدس شره و نور ضريحه لما حصل له الإذن فيها، ثم لقنها له سيدي أحمد التجاني طيب الله ثراه، و أنالنا رضاه في حضرة روحانية، ثم لقنها له رسول الله صلى الله عليه وسلم و على آله و سلم شفاها، وأذن له في تلقينها لمستحقيها.
و له رضي الله عنه تأليف مفيدة رائقة، محتوية على أفانين من علوم القوم رضي الله عنهم فائقة، فمنها شرحه على صلاته المسماة "'بياقوتة الصفا في حقائق المصطفى صلى الله عليه و على آله و سلم" و منها كتاب "جلاء الران و تنوير الجنان فيما أشكل من طرف الميراث على الإخوان" و منها "لوامع أنوار اليقين بل السيف المنير في قطع ألسنة من نقص الأئمة المجتهدين" و منها "درر الفيض اللدني فيما يتعلق بالكسب العياني و السني" و منها إلى ما يزيد على العشرين تأليفا.
و أما بيان حاله في سلوكه و تدريجه في أطوار منازلة منازلاته، و مشايخه الذين أخذ عنهم و اجتمع بهم بشحبه أو روحه، وما يتلو ذلك من مناقبة و كراماتهن وما وقع من البشائر النبوية لأحبابه كقوله "أحبابك كقميصي هذا على لحمي" و قولهعليه السلام: أحبابك مقربون عارفون آمنون مطمئنون، و قوله عليه السلام: أصحابك أصحابي، و تلامذك تلاميذي، و حضرتك حضرتي الخ فقد ذكر مبوطا في المرائي و غيرها من كتبه، ولا تسعه النبذة من ترجمته.
توفي رحمه الله و رضي عنه، وطيب تراه، و أنالنا و الأحبة بركته ورضاه، يوم الثلاثاء ثالث عشر شهر الله المحرم من سنة 1322، و دفن في زوايته و سنة إذا نيف و ستون، وصلى الله على سيدنا محمد و على آله و سلم، تسليما اهـ.
و هذه الترجمة منقولة من خط كاتب الرسالة الآتي نصها و هي: الحمد الله و الصلاة و السلام على رسول الله، الفاضل الأديب و لدنا السيد ابن قطاط الحبيب أخذ الله بيدك أخذه بيد الأحباب، وفتح لك من الخير كل باب، وسلام عليك يشمل الأهل و الأصحاب، ورحمة الله و بركاته تصحبانكم في جميع الآراب خصوصا من هو لكل فصله حاوي، العلامة الأوحد سيدي محمد الحنفاوي، وقل له فدونكم ما يسره الله تعالى من تراجم أولائك السادات الأعيان مسطرا حسبما اقتضاه الحال، و سمح به الزمان و تصرموا فيه بما يقتضيه و ضع كتابكم، و ما على أساليب كثيرة، كما يعلم بالوقوف على ما سطر فيها من الكتب الشهيرة، و كل يوفي بما قدر، و من الله يستنجد العون و يستطمر، ولو كان في هذا في هذا الأمر سعة من الزمان لحصلنا منه بفضل الله ما تقر به الأعيان، فإن هذا الأمر قد صار في حينا نسيا منسيا، وكأنه لم يكن شيئا، فلا جرم يحتاج لبحث و معاناة حتى يستهل حيا و يتمثل و يتمثل بشرا سويا، فإلى الآن بعض الأحباب الذين كاتبناهم في القضية بعد البحث و الإمعان و اعدين لنا الجواب على ما تحصل لهم من ذلك الشان، لكن لما حددتم لنا الوقت و كان ما في الغيب محتمل الإدراك و الفوت، بادرنا لكم بهذا القدر، و صلى الله على سيدنا محمد الله و على آله و صحبه و سلم تسليما، و المطلوب منكم الجواب على الوصل ليطمئن القلب بحصول ذلك المأمول عن إذن عن إذن محبكم و حليف و دكم سديد الحاج محمد بن عيسى كان الله له و للجميع معينا و أنيسا، تاريخ أوئال رجب عام 1324 و موافقا 30 أوط 1906 اهـ.
أقول: و كاتبها العلامة الشيخ عبد القادر بن قارا مصطفى مفتي مستغانم و عاملها، وكلامه فيها يدل على كماله، و المكتوب له من أعيان التجار المحبين لحضرة المفتي، كالمكتوب إليه السيد الحبيب المذكور.


السلام عليكم, أضيف أن من أهم تلامذة الشيخ سيدي قدور تلميذه الجهبذ سيدي أبو عبد الله البوعبدلي رضي الله عنه و أرضاه دفين بطيوة المتوفي سنة ,1952
الداودية - أستاذة لغة - وهران - الجزائر

13/07/2012 - 35791

Commentaires

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)