الجزائر

أبناء المهاجرين ليسوا بالضرورة مجرمين



يقدّم الفيلم الفرنسي "الإخوة الأعداء" للمخرج دافيد أولهفين، مقاربة مختلفة عما هو رائج في السينما العالمية، على أن العرب والمهاجرين تطلَق عليهم صفة الإجرام، وهم رواد الإرهاب وتهريب المخدرات، غير أن هذا العمل يقترح قصة معكوسة تماما، ليقول إن أبناء المهاجرين ليسوا بالضرورة مجرمين، من خلال نموذج "مانويل" الذي يقود شبكة واسعة للاتجار بالمخدرات، والشرطي "إدريس" ابن المهاجر الذي يتتبّع أثر هذه الشبكة.عُرض فيلم "الإخوة الأعداء" (إنتاج 2018، 111 دقيقة)، سهرة الأربعاء بقاعة "ابن زيدون" لحساب المنافسة الرسمية لمهرجان الجزائر الدولي التاسع للسينما. ويروي قصة مانويل وإدريس اللذين كبرا كأخوين في نفس الحي، لكن لم يعد شيء يجمعهما مع الوقت، فقد أصبح مانويل (ماتياس شونارتس) يقود شبكة لتجارة المخدرات، أما إدريس (رضا كاتب) فصار شرطيا. وعندما تمت ترقيته في فرقة مكافحة المخدرات عاد إلى حيه، ما تسبب في زعزعة التوازنات، وبات مانويل في خطر، وينتهي به الأمر مقتولا.
وقال الممثل الفرانكو - جزائري رضا كاتب بطل فيلم الروائي الطويل "الإخوة الأعداء" عقب عرضه، إنّ تجربته مع دافيد أولهوفين هي الثانية، وهي كذلك مع الممثل أحمد بن عيسى، حيث استلهم المخرج من الواقع، وهذا هو معياره في توجهه السينمائي. وذكر أن الفيلم قضى أكثر من عام في التصوير. وتابع المتحدث يقول إنّ الفيلم انطلق على أساس تحقيق بوليسي، وقام المخرج باستجواب مهربي مخدرات، وهنا عرف أن هناك فرقا بين الأشخاص الذين عرفهم في الواقع وبين ما هو متداول من صورة عنهم، كما فعل الشيء نفسه مع الشرطة، وزوّدوه بمجموعة من المعلومات ساعدته في إنجاز الفيلم.
وأكّد كاتب أن الشيء المهم في الفيلم أنّ الشرطي المختص في مكافحة المخدرات هو ابن مهاجر جزائري، وأن مروّج المخدرات ومهربه هو شاب عاش يتيما لم تحدّد أصوله، لكنه على الأغلب من البرتغال، لكنّه ترعرع في وسط المهاجرين العرب؛ حيث وجد فيهم ما لم يجده في مكان آخر، وهناك تعلّم أصول تهريب المخدرات وبيعها بكميات كبيرة. وأضاف رضا كاتب أنّ المخرج لم يحاول أن يقدّم فيلما بوليسيا لكن تقديم عمل تراجيدي درامي بكل هذه العناصر، وبالقدر الذي كتبه المخرج لهذه الشخصيات من البداية يتجلى للمتلقي أن النهاية ستكون مأساوية. وأشار إلى أنه رغم الميزانية القليلة لإنتاج هذا الفيلم قام المخرج أولهوفين بإيجاد جماليات هذا العمل، وكان ذلك تحديا بالنسبة له. وتم استعمال الكاميرا على الكتف؛ لأنها متاحة، وكذلك بهدف تغيير حركات المشاهد مثل تلك التي توحي بحالات عدم الاستقرار والنرفزة.
جدير بالذكر أن دافيد أولهوفين سيناريست ومخرج فرنسي، أخرج أربعة أفلام قصيرة بين 1999 و2004، تلاها فيلمه الروائي الطويل الأول "ملاقاتنا من جديد" في 2007، الذي عُرض في أسبوع النقد بمهرجان كان، ثم أخرج "بعيدا عن البشرية" سنة 2014، وهو عمل مقتبس من قصة قصيرة لألبير كامو، والذي حاز على عدة جوائز عالمية. ويُعتبر "الإخوة الأعداء" ثالث أعماله.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)